محللون: الدولار سيبقى ضعيفاً.. بصرف النظر عمن سيفوز بسباق الرئاسة
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – خلال معظم فترة رئاسة دونالد ترامب، كان أداء الدولار الأمريكي ضعيفاً، حيث دفعت التخفيضات الضريبية، ومستويات العجز الأكبر والعديد من التخفيضات في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالدولار للانخفاض.
ولكن، حتى إذا خسر ترامب أمام جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، قد لا ينتعش الدولار بشكل كبير في أي وقت قريب.
ومن المحتمل أن تدفع إدارة بايدن من أجل المزيد من الحوافز للمستهلكين والشركات الصغيرة بسبب جائحة فيروس كورونا، خاصة إذا سيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ، وبالتالي، قد يؤدي هذا الإنفاق إلى إضعاف الدولار أكثر بقليل.
وقد يدفع بايدن أيضاً من أجل زيادات طال انتظارها في الإنفاق الحكومي على البنية التحتية بالإضافة إلى استثمارات في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبرامج الطاقة الخضراء الأخرى.
ويمكن أن يؤدي الإنفاق المرتفع إلى تعويض أي إيرادات إضافية تأتي في خزائن الحكومة إذا أعاد بايدن بعض التخفيضات الضريبية لترامب، ما قد يتسبب بكبت الدولار.
ويقول لقمان أتونوغا، كبير محللي الأبحاث في FXTM، في تقرير صدر يوم الثلاثاء إن فوز الحزب الديمقراطي "قد ينعكس سلباً على الدولار بسبب حزمة تحفيز أكبر من قبل الديمقراطيين الذين يرفعون الضغوط التضخمية".
رغم ذلك، يقول بعض خبراء العملات إنه هناك احتمال وجود "عامل عقلاني" يعزز الدولار إذا فاز بايدن بالانتخابات واستعاد المزيد من سياسات التجارة العادية.
أولاً، من المرجح أن يتخذ بايدن موقفاً أكثر ليونة بشأن التعريفات الجمركية مع حلفاء مثل أوروبا والمكسيك وكندا، الأمر الذي سيكون مفيداً للدولار.
كما قد تتطلع إدارة بايدن أيضاً إلى استخدام المزيد من الإجراءات الدبلوماسية متعددة الأطراف ضد الصين كالطريقة الرئيسية للتعامل مع القضايا الاقتصادية غير التجارة، مثل سرقة الملكية الفكرية.
ولكن، الحقيقة هي أن زيادة الإنفاق الحكومي من المرجح أن يبقي الدولار في حالة ركود، بصرف النظر عما يحدث مع السياسة الخارجية الأمريكية.
وكتب استراتيجيون من معهد بلاك روك للاستثمار في تقرير يوم الاثنين أنهم يتوقعون "تداعيات إيجابية للنمو العالمي من زيادة التحفيز المالي، وتجارة أمريكية وسياسة خارجية أكثر قابلية للتنبؤ، واحتمال ضعف الدولار"، في حال فاز بايدن.
وقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس الدولار مقابل اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني والعديد من العملات العالمية الرئيسية الأخرى، بأكثر من 7٪ منذ تولي ترامب منصبه في العام 2017.
وارتفع الدولار لفترة وجيزة هذا العام قبل أن تتسبب جائحة فيروس كورونا بضربة للاقتصاد الأمريكي، لينخفض الآن بنحو 3٪ في العام 2020. ولكن، لا يعد هذا الانخفاض أسوأ شيء في العالم للمستثمرين، إذ أن انخفاض الدولار كان أحد العوامل التي ساهمت في استمرار قوة شركات التقنية الكبرى والشركات العالمية الأخرى.
وللدولار الضعيف فوائد لشركات مثل آبل وكوكاكولا وبروكتر أند غامبل، إذ أنه يجعل شراء سلعها وخدماتها أقل تكلفة في الأسواق الخارجية.
كما هناك أيضاً فائدة حسابية، إذ يُسمح للشركات بالإبلاغ عن إيرادات أعلى من الأسواق الخارجية عندما تفصح عن المبيعات الدولية بالدولارات في إصدارات أرباحها الفصلية.
لذلك لن يستفيد بايدن أو ترامب فعلياً من اتباع سياسات اقتصادية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع كبير في الدولار.
ولكن الجدير بالذكر هو أن الدولار يبقى استثماراً آمناً في أوقات الاضطرابات، إذ رغم كل شيء، وبينما لا يزال العالم بأسره يتعافى من الوباء، سجل الاقتصاد الأمريكي نمواً ممتازاً في الربع الثالث من العام بعد انخفاض قياسي في الربع الثاني.