لماذا لم يعد التعري يصدمنا بعد الآن؟

نشر
6 دقائق قراءة
discovery channel
Anthony Harvey/Getty Images
larry busacca/getty images
warner bros. pictures
theo wargo/getty images for thee lions entertainment
claudette barus/warner bros.
istagram/inge solheim
twitter
marina abramovic institute
gemma la mana/universal studios
playboy
paramount pictures
chris young/afp/getty images
hbo
14/1نجوم اشتهروا بحبهم للتعري

شارك النجمان جيمس فرانكو وسيث روغان في حلقة من سلسلة "NAked and Afraid" التي تبث على قناة ناشيونال جيوغرافيك، والتي يجب على المشاركين فيها العيش بالبرية دون ملابس.

كاتب المقال: بيكي ديكسلر، مؤلفة كتاب "أبائنا أنفسنا: البنات والآباء والتغير في الأسرة الأمريكية" و كتاب "تربية أولاد من دون رجال"، هي أستاذة مساعدة في قسم علم النفس بكلية ويل الطبية التابعة لجامعة كورنيل، وباحثة سابقة في المساواة الجنسية بجامعة ستانفورد، الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لـ CNN.

محتوى إعلاني

صدم مصمم الأزياء ريك أوينز مشاهدي عرض أزيائه الذي أقيم في باريس بفرنسا، الخميس، عندما أظهر عارضي أزيائه من الذكور على الممشى بملابس احتوت على فتحات أظهرت أعضائهم التي كانت خاصة في السابق.

محتوى إعلاني

وقال أوينز عن قراره بكشف أجساد عارضي أزيائه، إن "العري هو أبسط الأساليب وأكثرها بدائية، ويحوي صدمة بإطاره"، مضيفاً: "إنه يحمل القوة، من غيره يمكنه أن ينفذ بأمر كهذا؟ إنه عالم مبني على الشركات!"

صممت هذه الملابس ببساطة لتوقع الصدمة في نفوس المشاهدين والانتباه الذي يمكن لهذه التصاميم أن تلفته، ففي كل حال لن يتم ارتداء هذه الملابس في الأماكن العامة، ولن نراها في متاجر بيع الملابس، لكن لنكن صادقين مع أنفسنا، هل صدمنا حقاً؟ فقد اعتدنا على رؤية عارضات الأزياء وهن يمشين في العروض على مدى أعوام بشكل مقارب للعري التام.

كما نشهد في هذا الوقت توجهاً لعرض الواجهة الأمامية للذكور في الأفلام، فهنالك بالطبع الممثل مايكل فاسيبندر بفيلم "Shameless"/ ومن يمكنه نسيان الضجة التي اشتعلت لظهور عضو بن أفليك في فيلمه الجديد "Gone Girl"، رغم كون المشهد قصيراً ويتوجب على المشاهد أن يعلم بالضبط أين يظهر، ومن رأي بن أفليك بهذه الحالة فمن سيهتم بمجموعة من عارضي الأزياء العراة؟

وبالطبع فإن العديد من الممثلات ظهرن بالوضع ذاته في الأفلام لأعوام، قد يكون هذا السلوك بالعري العام إشارة إلى تقمص للمساواة بين الرجال والنساء، وأنه ليس من واجب النساء فقط أن يتعرين طوال الوقت، هذا أمر ليس سيئاً، وقد يفرح مجموعات مثل "Free the Nipple"، لتتمكن النساء من كشف الجزء الأعلى من أجسادهن في الأماكن العامة، في صالة الرياضة، أو في أي مكان يرغبن به، دون تقييدهن بنظرة المجتمع أو التحديق، بالشكل ذاته الذي قام به الرجال على مدى العديد من الأعوام.

ومن الأرجح بأن هذه تعد إشارة بأننا نعيش ثقافة مكشوفة لدرجة جعلتنا مكتوفي الأيدي أمام كل منظر في كل مرة، فنحن في الدرب لنصبح، أو بالأحرى أصبحنا، منيعين تجاه ما كان يعتبر في السابق صادماً أو مقرفاً أو مهولاً، فمن المذهل كيف تنقلت ليدي غاغا من الشذوذ إلى العري، أليس كذلك؟ مثلما فعل صوت مادونا متوسط العمر في الماضي عندما أثارت الضجة حول الصدريات البارز، والتي يمكن أن نرى في لباسها تزمتاً مقارنة بنجوم اليوم.

فنلقي نظرة على تصرفات هؤلاء النجوم: الظهور دون لباس داخلي، عمليات الولادة على شاشات التلفزيون، التموضع دون ملابس لالتقاط صور تنشر على المجلات الشهيرة،  إذ أمضت الشقيقات في عائلة كرداشيان فصل الخريف الماضي وهم تتنافسن بالعري، إذ ظهرت كيم أولاً عارية على غلاف مجلة "Paper" لتلحقها أختها كورتني بصورة عارية لبطنها (وواجهتها الخلفية) وهي حامل لتظهر على موقع "DuJour"، لأنه إن قامت أخت اشتهرت في تلفزيون للواقع بالتصور دون ملابس يجب على الأخرى أيضاً أن تقوم بالأمر ذاته.

ومن جهتها تستمر مايلي سايريس بمنافسة ذاتها، إذ تخرجت من موضة الألعاب وحركات الوجه الغريبة، لتظهر مؤخراً عارية من الأمام في مجلة "."، وهو أمر احتفلت به ببهجة عارمة في حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.

ولكن ما الذي يمكنه أن يأتي لاحقاً؟ ما الذي يمكن لسايريس أو غيرها من هؤلاء النسوة فعله أكثر من هذا للفت الأنظار؟ ما الذي يمكن أن تستعمله ثقافة مثل هذه لتحقيق ضجة كبيرة في المستقبل؟ لقد فتحنا هذا الظرف بشكل تجاوز ما كنا نرى بأنها حدود المقبول بالمجتمع، ما الذي بقي؟

قد تخطر ببالهم أفكار أخرى، فهنالك برامج "للصدمات الكبرى" تحاول أن تجد طريقة تظهر فيها كيف يموت شخص تدريجياً، ولن نستغرب بأن يقدم نجوم على مثل هذه البرامج، إذ أصبح الكشف عن فضيحة جنسية بشريط مصور أمراً عادياً، أو رغبتهم بأن يفضحوا خلال ممارستهم الجنس.

أو قد نكبر يوماً ونتحول إلى أوروبيين في منطقنا ونظرتنا للأمور، ويمكننا أن نقدم ردة فعل مغايرة لتلك التي يمكنها أن تصدر عن شباب في مرحلة المراهقة عند رؤية ثدي امرأة، وقد نتعلم بأن سقوطنا في قاع الحضارات يمكن أن يكشف عن قاع أعمق، وهذا كله يتمثل بنظرتنا إلى الأمور، وفي جميع الأحوال فإن الكثير من النجوم يعملون بجد ليظهروا بشكل مشين، لكن النتيجة في الوقت ذاته لن تجدي نفعاً بل ستظل في الحضيض. 

نشر
محتوى إعلاني