عندما تتحول سيوف محاربي الساموراي إلى تجارة مربحة
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- صدّر سادة صناعة سيوف الساموراي على مدى ألف سنة أسلحة رفيعة المستوى. بداية من انتاج مائة قطعة في الفترات المبكرة إلى جعلها في رتبة ثروة وطنية في اليابان، وذلك يعكس تعلق الناس بها، هذا وتباع بعض أصناف سيوف السموراي غير المحمية بأسعار تتراوح ما بين بضعة آلاف الدولارات وصولا إلى 418 ألف دولار لقطعة كلاسيكية تعود للقرن الثالث عشر بيعت في المزاد قبل فترة.
هنا تبدأ قصة شاب كندي أوصله حبه لتلك السيوف إلى الشهرة العالمية. بابلو كانتز، شاب كندي بالغ من العمر 22 عاما، وصل إلى اليابان سنة 1993 كمدرس للغة الإنجليزية، أمضى عقودا وهو يتعمق في تقاليد وتراث هذا البلد.
شرح كانتز كيف بدأت رحلته مع هذه السيوف قائلا: "بدأت بموقع الكتروني أبيع فيه فنوناً تقليدية وحرفاً يدوية. وفي يوم من الأيام قدمت لائحة سكاكين للقوات الأمريكية التي كانت متواجدة باليابان حينها وأعجبوا بها كثيرا، سألني حينها أحد منهم أن أجلب له سيف ساموراي."
ظن كانتز حينها أن تجارة تلك السيوف ليس بالأمر السهل، ولكن أحد معارف زوجته كان لديه مجموعة أخذ منها كماً معتبرا. اكتشف بعد فترة وجيزة أن هناك سوقا مخصص لها. قال كانتز: "عندما بدأت، ظننت أن الزبون قد يشتري قطعة واحدة كتذكار، ولكن سرعان ما اكتشفت أن الأمر ليس كذلك...الزبائن يشترون ست قطع بكل سهولة ويستمرون في تجميعها."
أمضى كانتز سنين وهو يبني شبكة من الحرفيين والمصدرين والمختصين الذين يعتبرون أهم جزء في تجارته، فهم يساعدوه على تجاوز الحواجز الثقافية والحفاظ على سلع عالية الجودة. قال كانتز: "أنا لا أحضر المزادات العلنية التي يذهب إليها التجار التقليديون كثيرا. هناك أُناس أعرفهم يخبرونني أن هنالك شيء قد يعجبني – وهكذا أتسوق."
أضاف كانتز على تجارته لمسة من مهنته الأصلية، التعليم، "أنا معجب بالتسويق القائم على التعليم، وأحاول تثقيف الناس بالسيوف من خلال مقالات، أنا أشجع الناس أن يتعمقوا وأن يفكروا في تلك السيوف."
ذكر كانتز إن زبائنه المعتادون هم رجال أعمال يتعاطفون مع أسلوب حياة السموراي وقيمهم، "غالبا ما يكون الأشخاص الناجحون هم من ينظرون إلى السيف كرمز. إنه شيء يأتي مع القوة والمسؤولية."
يكمن سحر سيوف الساموراي في طول دوامه ومرونته، وهما نتيجة لعملية تصنيع فريدة من نوعها، ومع حد ضئيل من الصيانة، يمكن لهذه السيوف أن تدوم لقرون.