المغامسي يبين رأيه بعد الجدل الذي أثاره رجال دين عن "صحة البخاري"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تطرق صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة بالسعودية، إلى الجدل الذي اثير مؤخرا حول التشكيك بأحاديث وردت في كتاب "صحيح البخاري".

وقال المغامسي في مقابلة على قناة MBC: "ماذا قال العلماء الأجلاء الكبار عن هذا الكتاب (صحيح البخاري)؟ قال الكرماني رحمة الله عليه وهو أحد العلماء الأجلاء الذين شرحوا صحيح البخاري، قال: وهذا الكتاب العظيم القدر الذي يستشفى ببركاته ويستسقى بختماته وأجمع المحققون على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، هذا كلام الكرماني، قال الحافظ ابن كثير رحمة الله عليه: والجامع الصحيح الذي يستسقى بقراءته الغمام أجمع على صحته وقبوله ما فيه أهل الإسلام، وقال ولي الدين الدهلوي وهو من المتأخرين، قال رحمه الله: وإجماع الأمة على فضل كتاب البخاري لم يقع مصادفة ولا عن تواطؤ وقد أعاذ الله هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة".

ولفت المغاسي بالقول: "من حيث الجملة هذا البخاري وهذا صحيحه وهذا التلقي من الأمة بالقبول لهذا الكتاب الذي أصبح اليوم ركازا من ركازات الدين ومنارة من مناراته بلا ريب ولا منة ولا يستطيع أحد أن يصعد المنبر جمعتين أو ثلاث أو أربع ويتجنب أن يستشهد من كتاب صحيح البخاري.. أنا أقول المراء والجدال يورث في القلوب ما يورث ومثل هذه الأمور من المفترض أن يكون شأنها ومقامها في المجالس العلمية.."

اقرأ: (بعد "تكفيره".. خطيب مسجد الشيخ زايد يوضّح شكوكه حول "صحة البخاري".. وإمام الحرم السابق يعلق)

وتابع: "الكتاب اسمه الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صل الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الجامع يعني أنه لم يختص بصنف دون صنف وهي عندهم ثمانية، العقائد والأحكام والرقاق والآداب والتاريخ والتفسير والفتن والمناقب، هذه المواضيع الثمانية العامة التي جاءت في صحيح البخاري، أمام كلمة المسند فيقصد به المرفوع المتصل إلى النبي صل الله عليه وسلم فما وقع في الكتاب من أحاديث معلقة فهذا وقع تبعا ولم يقع غرضا ولا قصدا.."

وأضاف: "الصحيح أي أنه لم يضع فيه من الأحاديث إلا ما ثبت عنده أنه صحيح.. وقوله المختصر يدل على أنه لم يستوعب الصحيح كله، فثمة أحاديث صحيحة قطعا ليست في صحيح البخاري، لأن البخاري لم يقل إن كل ما صح عن النبي صل الله عليه وسلم في كتابي هذا.."

وأردف: "عجز الناس قبل الحافظ بن حجر رحمه الله أن يشرحوا هذا الكتاب شرحا وافيا شافيا، وحرر ابن خلدون رحمة الله عليه في كتابه المشهور ديوان الهدى والخبر في مقدمته أن شرح صحيح البخاري دين على الأمة.."