لماذا تتجه الفتيات إلى إيذاء أنفسهن عمداً خلال الفترة الأخيرة؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: MOHD RASFAN/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ارتفع عدد حالات الإصابات غير المميتة بين الفتيات والشابات الأمريكيات، اللواتي أذين أنفسن عمداً في السنوات الأخيرة، خاصة بين الشريحة التي تراوحت أعمارها ما بين 10 و14 عاماً، بحسب دراسة جديدة.

محتوى إعلاني

وفي المقابل، بقيت نسب حالات محاولة إيذاء النفس بين الفتيان والشبان من الشريحة العمرية ذاتها على حالها منذ العام 2001 وحتى العام 2015، بحسب الباحثين المشاركين في الدراسة.

وتقول الكاتبة الرئيسية للدراسة، التي نشرت في مجلة "JAMA" التابعة للجمعية الأمريكية الطبية، ميليسا ميركادو: "يمكن الوقاية من الانتحار،" موضحة أن "الاكتشافات تؤكد على الحاجة لتطبيق استراتيجية شاملة مدعومة بأدلة للوقاية من محاولات إيذاء النفس."

ووفقاً لميركادو، تنتشر الحالات غير القاتلة لإيذاء النفس بين الشباب والشابات اليافعين. واتطلعت ميركادو وفريقها من الباحثين على عدد المرات التي استقبل فيها 66 قسماً مختلفاً للطوارئ أشخاصاً تتراوح أعمارهم ما بين 10 و24 عاماً نتيجة إصابات غير مميتة، في الفترة ما بين العامين 2001 و2015.

وتقول ميركادو: "لم تتح المعلومات المستخدمة في هذه الدراسة التمييز ما بين الإصابات الذاتية التي تمت بقصد الانتحار والإصابات التي لم تتم بقصد الانتحار."

وبلغ عدد حالات الإصابات الذاتية التي تم التبليغ عنها في غرف الطوارئ التي شملتها الدراسة خلال الفترة المذكورة 43,138 حالة لأطفال ومراهقين وبالغين يافعين. ولم تشمل الدراسة محاولات إطلاق النار، والخنق، والإفراط بالجرعات، والقفز من المرتفعات، أو حوادث السيارات.

وبشكل عام، ارتفع عدد الإصابات الذاتية بين الإناث والذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و24 عاماً من 201.6 إصابة بين كل مائة ألف حالة إلى 303.7 إصابة بين العامين 2001 و2015. لكن، بقي معدل الإصابات الذاتية بين الذكور مستقراً، وساهمت الإناث فقط في هذه القفزة في المعدلات. وارتفعت نسبة تلك الحالات بين الإناث بمعدل 8.4 في المائة عاماً بعد عام خلال تلك الفترة.

وكان التسمم عن طريق تناول جرعة زائدة من الدواء الوسيلة الأكثر شيوعاً للأذى الذاتي بين الفتيات، مع ملاحظة زيادة عدد الحالات التي تمت فيها الأذية الذاتية باستخدام شيء حاد خلال الفترة التي غطتها الدراسة.

وتشير ميركادو إلى أن النتائج الجديدة لا تُوضح أسباب هذا الارتفاع في عدد الحالات بين الإناث.

ومن جهته، يقول أستاذ طب النفس المساعد في جامعة ولاية أوهايو، كارل تيشلر، إن "الفتيات قد تؤذين أنفسهن برغبة منهن لاختبار الشعور الذي قد تسببه الأذية، بسبب المخدرات، أو حالات الفصام، أو الاكتئاب الشديد، ما يعني أنها ليست محاولات انتحار مقصودة."

وتُوضح تيشلر أن نفسية الفتيات قد تتأثر بسبب ما يشاهدنه على الإنترنت، أو في الأفلام، بالإضافة إلى حالات انتشار العنف المنزلي في السنوات الأخيرة وأثرها المرتبط بارتفاع حالات الأذية الذاتية. كما تزيد فرص الانتحار بسبب الإصابة بالقلق المفرط والتاريخ الأسري مع مرض الاكتئاب. 

ويشير الطبيب غريغوري بليمونز، وهو أستاذ مشارك لطب الأطفال في مستشفى "Monroe Carell Jr." للأطفال إلى أن ارتفاع نسبة الأذى الذاتي بين الإناث قد يكون نتيجة قضائهن وقتاً أطول على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بالذكور، أو بسبب سن البلوغ المبكر، أو بسبب انتشار الأفكار الانتحارية مثل "العدوى" بين مجموعات الفتيات، خاصة في ظل ترويج لتجربة إيذاء النفس عبر الإنترنت.

ويُوضح بليمونز أيضاَ أن السبب قد يكون مجرد الرغبة بجذب المزيد من الاهتمام.

ويجب على الأهل الانتباه إلى أي مؤشرات سلبية لدى أولادهم، والاهتمام بالتواصل مع أطفالهم.

 

نشر
محتوى إعلاني