بين ترامب وأوباما وبوش.. هكذا اختلف تعامل أمريكا مع مصر
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يستقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظيره المصري، عبدالفتاح السيسي، الاثنين، في المكتب البيضاوي، بعدما حُرم السيسي من فرصة زيارة البيت الأبيض في ظل إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما. وتُشير المؤشرات الأولية إلى أن ترامب سيتجنب قضايا حقوق الإنسان، على الأقل علناً، في تحول درامي عن ممارسات الإدارات الأمريكية السابقة.
تشكل مصر منذ وقت طويل معضلة للقادة الأمريكيين الذين اعتمدوا على الدولة كحليف يدعم الاستقرار في الشرق الأوسط، لكنهم كانوا يشعرون بعدم الارتياح إزاء ما وصفوه بانتهاك حقوق الإنسان. إذ حافظ الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، الذي أعطى الأولوية لانتشار الديموقراطية في جميع أنحاء العالم، على مسافة بينه وبين الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، لكنه لم يُعلق إرسال مليارات الدولارات من المساعدات الأمنية الأميركية التي تتلقاها مصر سنوياً. وشجع الرئيس باراك أوباما الإطاحة بمبارك، لكنه وجد صعوبة في تناول قضايا حقوق الإنسان.
وبعد أن علّق أوباما مبيعات أسلحة معينة إلى مصر كعقوبة لما وصفته الإدارة الأمريكية آنذاك بعمليات قمع من قبل حكومة السيسي، عاد أوباما ليوافق على بيع الطائرات المقاتلة والدبابات والصواريخ لمصر. لكنه تجنب التعامل مع السيسي، لحذره من إعطاء الرئيس المصري أي إشارة إلى شراكة علنية.
ولكن ترامب اعتمد نهجاً مختلفاً. إذ التقى السيسي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ كانون الأول الماضي، خلال المرحلة الأخيرة من حملته الرئاسية، وكان السيسي أول زعيم أجنبي يتحدث معه ترامب عبر الهاتف بعد فوزه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفى بيان يصف الشراكة الأمريكية المصرية، الجمعة، لم يذكر البيت الابيض "انتهاكات حقوق الإنسان" التي لطالما اتهمت واشنطن مصر بارتكابها، والتي قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشمل "قمع حرية التعبير والتعذيب والاختفاء القسري وانعدام الإجراءات القانونية الواجبة." عوضاً عن ذلك، أشاد البيان بالسيسي لاتخاذه "عدداً من الخطوات الجريئة منذ أن أصبح رئيساً في عام 2014، بما في ذلك الدعوة إلى إصلاح واعتدال الخطاب الديني والشروع في إصلاحات اقتصادية شجاعة وتاريخية."
اقرأ.. البيت الأبيض يشيد بخطوات السيسي "الجريئة".. ويستعد لملف الإخوان وحقوق الإنسان
وانتقد المدافعون عن حقوق الإنسان نهج ترامب، الجمعة. إذ قال مدير تعزيز حقوق الإنسان في منظمة "حقوق الإنسان أولا"، نيل هيكس: "يقول الرئيس ترامب إنه يريد تركيز المحادثات الثنائية حول الأمن، ولكن ما يدفع انعدام الأمن في مصر هو القمع الشديد الذي تمارسه الحكومة. عندما لا يتم حماية حقوق الإنسان تكون النتيجة حالة عدم استقرار تعزز التطرف الذي يقول الرئيس ترامب إنه يحاول محاربته، وإذا فشل الرئيس ترامب في إثارة شواغل حقوق الإنسان مع الرئيس السيسي، فإنه يقوض بحكم التعريف الكفاح العالمي ضد الإرهاب والتطرف العنيف."