كيف كانت اللحظات الأولى التي عاشتها السعوديات بعد قرار السماح للمرأة بالقيادة؟

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير سارة حسن
Credit: FAYEZ NURELDINE/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لم يمر يوم أمس كغيره من الأيام على السعوديات، اللواتي ذُهلن بخبر قرار السماح للمرأة بالقيادة، والحصول على رخصة قيادة مثل الرجل.  

محتوى إعلاني

كلمة "مفاجأة" قد تكون أقرب ما شعر السعوديون به، رجالاً ونساء، مؤيديين ومعارضين للقرار على حد سواء، إذ لطالما مثّلت قيادة المرأة قضية ساخنة للإعلام، والمحافل الدولية، والمجموعات الحقوقية.

وعبرت مجموعة من السعوديات لموقع CNN بالعربية عن شعورهن والأفكار التي راودتهن في اليوم الأول لصدور هذا القرار "التاريخي." 

قد يهمك أيضاً: شاهد.. أبرز محاولات السعوديات للحصول على حق قيادة السيارات منذ 1990

خطوة لتخفيف وصاية الرجل على المرأة 

وتقول المحامية نسرين العيسائي، التي تقف خلف تطبيق "إعرفي حقوقك" الذي يقدم نصائح ومعلومات قانونية إلى السعوديات، إنها "غير قلقة أبداً" من هذا القرار، إذ شعرت أن "تقبّل السعوديون له مؤشّر رغبتهم بالتقدّم والإصلاح." 

وتضيف: "هذه الخطوة تعني أن المرأة قادرة على الاعتماد على نفسها، والتخفيف من الأعباء عن كاهل زوجها، الذي كان يضطر إلى إيصالها من مكان لآخر،" موضحة أن "بعض الأزواج كانوا يتخذون من النزاعات الأسرية ذريعة لرفض إيصال زوجاتهن، الأمر الذي ساهم في "فرض نوعٍ من ولاية الأزواج على زوجاتهن،" على حد قولها.

من جهتها، قالت الفنانة فداء الحصان، التي تعمل في التصميم الرقمي والإخراج الإبداعي، إنها تفضّل أن يوصلها سائق أينما ذهبت لأنه أمر مريح لها، لكنها سعيدة لصديقاتها اللواتي يُجبرن على تخصيص جزء من رواتبهن للسائقين.

وتضيف الحصان "قال لي والدي إنه يجب أن نذهب ونتدرّب على القيادة في إحدى المزارع خارج الرياض... هذا أمر يشعرني بالحماس!"

قد يهمك أيضاً: بالفكاهة والضحك.. هكذا تفاعل الرجال والنساء بالسعودية على قرار السماح للمرأة بالقيادة

إنجاز اقتصادي قبل أن يكون إنجازاً لحقوق الإنسان 

وفي حديث مع رائدة الأعمال السعودية الشابة مريم مُصلي، تقول: "تتطوّر الأمور بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بسرعة تتماشى مع جيل الألفية الجديدة."  

وتضيف: "عندما سمعت الخبر للمرة الأولى، لم أصدق، واعتقدت أن الأمر مجرد إشاعات. كنت مع والدتي وصديقاتها، اللواتي كنّ من أوائل النساء اللواتي طالبن بحاجة السعودية إلى التقدّم في السبعينيات. كانت لحظة مؤثرة فعلاً." 

وأسست مُصلي شركة "Niche Arabia" في جدة، والتي تعتبر الشركة الأولى للاستشارات الراقية في السعودية، والتي ساهمت في تنظيم اليوم الرياضي المفتوح الأول للنساء في السعودية.

وأشارت إلى أن إعطاء المرأة الحق بالقيادة هو قرار اقتصادي قبل أن يكون قراراً يرتبط بحقوق الإنسان: "قد يكلّف السائق ما بين 400 و800 دولارٍ شهرياً، بينما لا يتجاوز معدل راتب موظفة تعمل معلمة مدرسة الـ 1600 دولار." 

قد يهمك أيضاً: شركة "كريم": المرأة السعودية أمامها فرصة ذهبية لكسب دخل إضافي

وفيما يرتبط بالجانب القانوني لهذا القرار، أشارت المحامية نسرين العيسى إلى إنها تتوقع وضع ضوابط معينة من قبل الجهات المعنية، التي تعمل الآن على وضع الأنظمة واللوائح المرتبطة بقيادة المرأة.

وقد تشمل هذه الضوابط مثلاً فرض ارتداء الحجاب على المرأة التي تقود السيارة، أو فرض عقوبات على الأشخاص الذين يقومون بإزعاجها خلال قيادة السيارة. وأضافت العيسى: "لا أتوقع أن يفرضوا عمراً معيناً فيما يتعلّق بقيادة المرأة." 

وتتوقع العيسى أن يكون نظام الولاية الهدف الجديد للتغيير في السعودية، والذي يحرم المرأة السعودية حتى الآن من حقوق مثل استخراج شهادة ميلاد لأبنائها، ووضع أطفالها في دفتر العائلة الخاص بها، إن لم يُسجلوا في دفتر والدهم، أو السفر واستجار شقة بنفسها، على حد قولها. 

ومن جهتها، تقول مُصلي: "نحن الآن قادرون على النظر إلى ما هو أبعد من قيادة المرأة، والتركيز على القضايا الأهم، مثل ريادة الأعمال، وزيادة عدد النساء العاملات، والذي أعتقد أنه العامل الأساسي وراء قرار رفع حظر القيادة." 

نشر
محتوى إعلاني