کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: بومبيو يتحدث عن 3 مطالب من إيران خلال زيارته إلى السعودية
هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
بعد أن كان الخطاب الأمريكي يتحدث عن احتمال "قصف كوريا الشمالية"، بدأ المشهد الآن يشير إلى احتمال عقد لقاء ودي مباشر بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس كوريا الشمالية في تغير مدهش وسريع في السياسة الخارجية الأمريكية.
من خلال هذه المقدمة، أود الدخول إلى حدث مشابه آخر تابعه العالم باهتمام وفضول: المصافحة الحارة بين رئيس كوريا الجنوبية ونظيره الكوري الشمالي يوم الجمعة الماضي، 27 أبريل، بعد 53 عاماً من العداء بين البلدين.
وفي الخطوة التالية، سيتم على الأرجح تسليط الضوء على تطورات الوضع في الملف الإيراني.
أنا أتحدث بالطبع عن الاتفاقية النووية الإيرانية، والتي كانت توصف في 2015 بأنها اتفاقية تاريخية، أو اتفاقية القرن، لأنها استطاعت في النهاية أن تضع حداً للبرنامج النووي الإيراني بعد 12 سنة تقريبا من المفاوضات الصعبة بين الغرب وإيران. لكن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب لديه رأي مخالف تماماً حول هذه الاتفاقية، فهو يصفها بأنها كارثية ويهدد بالخروج منها إذا لم يتم تعديلها بحيث تتعامل مع المخاوف التي سبق وعبّر عنها حول الاتفاقية الحالية قبل 12 مايو. عندما أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في 2017، حذّر إيران وحلفاءه الأوروبيين الذين يؤيدون الاتفاقية النووية مع إيران بأنه سينسحب من الاتفاقية إذا لم يتم تطبيق التعديلات التي طالب بها عليها.
هذا الإنذار النهائي موعده 12 مايو، وقد حاول الرئيس الفرنسي ماكرون خلال زيارته إلى واشنطن مؤخراً إقناع نظيره الأمريكي بالبقاء في الاتفاقية، وأضاف أنه يشارك الرئيس ترامب قلقه وتردده حول برنامج الصواريخ البالستية الإيراني وحول تدخلاتها في شؤون الدول الإقليمية، لكنه أكد أن فرنسا ستبقى ملتزمة بالاتفاقية النووية وأن يعمل مع الدول الغربية الحليفة على الضغط على إيران ودفعها لمزيد من المفاوضات ولتغيير سلوكها الإقليمي.
قد يهمك أيضا... إيران: ردنا لن يسر أمريكا إذا تخلت عن الاتفاق النووي
لكن إيران ترفض قبول إدخال أي تغييرات على الاتفاقية النووية أو قبول أي تعديلات عليها، كما أنها لم تبد أي اهتمام بإجراء محادثات إقليمية.
إن ما تقترحه فرنسا هو ربما الفصل بين الاتفاقية النووية وبين إجراء مفاوضات منفصلة يمكن أن تعالج مصادر القلق وقضايا هامة ليس فقط للولايات المتحدة والغرب، ولكن للدول الإقليمية ايضا.
هذه القضايا تتضمن تجارب الأسلحة البالستية التي تجريها إيران وزعزعة استقرار المنطقة من خلال إرسال الأموال إلى سوريا والعراق واليمن عن طريق لبنان لدعم حلفائها وتوسيع نفوذها. ما تريده الدول الإقليمية فقط هو أن يكون لديها دولة جارة صديقة تبادلها الاحترام وتشاركها الاهتمام بالقضايا الأمنية والإقليمية الأخرى.
وزير الخارجية الأمريكي الذي تولى مهامه مؤخراً، مايك بومبيو، بدأ جولته في الشرق الأوسط من السعودية يوم السبت ومن ثم انطلق إلى إسرائيل يوم الأحد لمناقشة قضايا إقليمية هامة، بما في ذلك إيران وسوريا.
وقد اقترح بومبيو على السعودية إنهاء "حصارها لقطر" للحفاظ على الوحدة الخليجية في مواجهة نفوذ إيران وتدخلاتها في الشؤون الإقليمية. في السعودية، قال بومبيو إن إيران قوة تعمل على تقويض الاستقرار في المنطقة، و"نحن لن نهمل النطاق الواسع لإرهاب إيران. يجب أن لا تحصل إيران مطلقاً على السلاح النووي."
ببساطة، يبدو أن الولايات المتحدة لها ثلاث مطاب من إيران. على الصعيد الإقليمي، تريد الولايات المتحدة أولاً أن تغير إيران سلوكها الإقليمي وتمتنع عن التدخل في شؤون الدول الأخرى؛ وثانياً أن تتوقف عن دعم الجماعات المتطرفة مثل حزب الله، وهو أمر مهم لإسرائيل؛ وأخيراً أن تتعهد بعدم استئناف تخصيب اليورانيوم لدرجة عالية على الإطلاق. حتى لو حققت إيران مطلباً أو مطلبين من هذه المطالب قبل 12 مايو، فإن ترامب قد يمدد موعده النهائي بضعة أشهر أخرى.