السعوديتان ريم وروان "طليقتان".. وأسئلة حول الأشهر الـ6 لهما في هونغ كونغ
هونغ كونغ (CNN) – بعد 6 أشهر على توقيفهما من قبل مسؤولين سعوديين في مطار هونغ كونغ الدولي، الشقيقتان السعوديتان ريم وروان، واللتان هربتا من اضطهاد عائلتهما، طليقتان.
فبنهاية الأسبوع المنصرم، ريم وروان، البالغتان من العمر 20 و18 عاما، غادرتا هونغ كونغ قاصدتان وجهة جديدة، في دولة منحتهما حق اللجوء الإنساني.
ونظرا لخوفهما من ملاحقة العائلة، طلبت الشقيقتان من CNN عدم الكشف عن الدولة التي توجهتا إليها، وعدم الإفصاح عن اسميهما الحقيقيين.
ريم وروان، فرتا من عائلتهما خلال رحلة سياحية في العاصمة السيريلانكية، كولومبو، ووصلتا إلى هونغ كونغ، في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان من المقرر أن تمكثا لساعتين فقط قبل السفر إلى الوجهة المرجوة، مدينة ملبورن الأسترالية.
الخطوط الجوية السيريلانكية قالت لـCNN إن والد الفتاتين أخبر مسؤولين في القنصلية السعودية في هونغ كونغ، أن والدة ريم وروان مريضة بشدة، وأن عليهما العودة إلى الرياض على وجه السرعة، وقد كان اثنان من موظفي الخطوط الجوية بانتظارهما عند بوابة الطائرة.
وكشفت الخطوط السيريلانكية لـCNN أن الموظفان، ألغيا رحلة الشقيقتين إلى ملبورن بناء على "طلب واضح" من القنصلية السعودية، والتي كانت قد حجزت تذكرتين لهما على رحلة متجهة إلى الرياض، والتقى مسؤولون سعوديون يعملون لدى القنصلية، بالفتاتين في مطار هونغ كونغ، وحاولوا إقناعهما بالصعود إلى الطائرة، وفقا للشقيقتين.
هربت روان وريم من المطار وقضتا 6 أشهر مختبئتان في المدينة، ومتنقلتان بين الفنادق والشقق والمنازل، بمساعدة عدد من الناشطين والمجموعات الداعمة لهما، في الوقت الذي كان يحاول فيه محاميهما، مايكل فيدلر، أن يجد لهما مخرجا آمنا من هونغ كونغ.
غادرت الشقيقتان هونغ كونغ، ولكن فيدلر يقول إن هناك أسئلة جدية تدور حول تصرفات المسؤولين السعوديين في مطار هونغ كونغ، ومحاولات شرطة هونغ كونغ المستمرة الكشف عن الجهات التي ساعدت الشقيقتين.
تسجيلات سرية
كشف مقطع فيديو سري صورته الفتاتان معلومات إضافية عما تعرضتا له خلال إقامتهما في هونغ كونغ، إذ أظهر المقطع 6 عناصر من شركة هونغ كونغ، لدى وصولهم إلى الفندق الذي كان يحتضن الفتاتين، في 10 سبتمبر/أيلول، بناء على بلاغ حول أشخاص مفقودين حرره والد الشقيقتان والقنصلية السعودية.
وتقول روان البالغة من العمر 18 عاما لـCNN: "قالوا لنا فقط: افتحوا الباب، وكانوا يدفعونه ويقولون: شرطة، شرطة، شرطة هونغ كونغ، وقاموا بدفع أختي إلى الحائط، وقالوا: من ساعدكما؟ وكأنهم كانوا يحققون معنا".
ويُسمع بالفيديو صوت الفتاتان بينما تخبران الشرطة بما حدث لهما في المطار قبل أيام قليلة، وقالتا إنهما هربتا من السعودية للتخلص من اضطهاد العائلة والقوانين التي لا تمنح المرأة حقوقها.
ويظهر عناصر الشرطة وهم يطمئنون الفتاتين بأنهما بخير ثم يسألونهما عمن ساعدهما على الهروب من السعودية، ويقول ضابط: "نحن لا نقف مع أحد في هذه القضية، لذا حافظا على هدوئكما، نحن نريد فقط أن نضمن سلامتكما، حسنا، نريد أن نعرف المخطط الكامل، والعملية الكاملة، وإذا ما كان أحد قد ساعدكما"، وفقا للفيديو.
اقتاد عناصر الشرطة الفتاتين إلى مركز الشرطة، وخلال الاستجواب، ظهر أن والد الشقيقتين وعمهما يجلسان في الغرفة الأخرى، وفي مقطع فيديو آخر مدته 42 دقيقة، يُسمع ضباط الشرطة وهم يلحون بالسؤال على الفتاتين عما إذا كانا يريدان رؤية والدهما وعمهما، رغم أنهم يعرفون أن الإجابة ستكون "لا"، لكنهم ضغطوا مجددا، وقالوا إنهم لن يقوموا بأي شيء دون موافقة ريم وروان، لكنهم كانوا يوضحون أن موقفهم صعب للغاية.
وتساءل أحد الضباط كما يظهر في الفيديو، عما إذا ما كانت تقوم الفتاتان بتسجيل ما يجري، لتجيب ضابطة أخرى قائلة: "لا، فقد قمنا بالتحقق من ذلك"، ثم يقول ضابط آخر: "كنت متيقظا، واختر كلماتك بحذر"، وقد قالت الشقيقتان إن الشرطة فحصت هواتفهما وحاولت مسح التسجيلات، لكن هذه المقاطع أفلتت منها.
وبعد 6 ساعات داخل مركز الشرطة، أعاد الضباط الفتاتين إلى الفندق، لكنهما غادرتاه فورا قاصدتان فندقا آخر، وتظهر الوثائق أن بعد أسبوع من هذا، أرسلت الشرطة خطابا للفندق الذي تسكنه الفتاتان، وطلبت الحصول على تسجيلات مصورة لبهو الفندق وللمصاعد، بالإضافة إلى سجلات الحجز المتعلقة بـ6 أشخاص من ضمنهم ريم وروان.
وتساءل محامي الشقيقتين عن سبب ملاحقة الشرطة لتحركاتهما رغم أنها تأكدت من سلامتهما قبل أسبوع، وأشار إلى أن الفتاتين لم يقوما بأي فعل خارج القانون، وشدد على ضرورة معرفة النائب العام في هونغ كونغ بما كانت تفعله الشرطة.
وحاولت CNN الحصول على تعليق على الحادثة من قبل القنصلية السعودية في هونغ كونغ ووزارة الخارجية السعودية وشرطة هونغ كونغ، دون إجابة.
نهاية الانتظار الطويل
علمت الفتاتان أن الهروب من السعودية لن يكون بالأمر السهل، لكن لم يمر في مخيلتهما أن تعلقا في مدينة، بعيدة عن الوجهة المرجوة، بدون مال أو مخرج.
ونجحت الفتاتان بالصمود طيلة هذا الوقت، بسبب كرم الغرباء، الذين سمعوا بقصتهما واستغاثتهما عبر موقع تويتر، بالإضافة إلى بعض المنظمات الحقوقية في هونغ كونغ.
وقد أظهر مقطع فيديو تم تصويره في مكتب محامي الشقيقتين، فرحتهما بعد أن أخبرهما المحامي بمغادرتهما هونغ كونغ نجو الوجهة المرجوة، وقد قالت روان لـCNN: "أول شيء سأقوم به، هو الرقص في المطار، وٍاعبر عن كل مشاعري هناك".
من جانبها، قالت الشقيقة الكبرى، ريم: "أريد أن أمشي وحدي، لأنني لم أستطع القيام بذلك في هونغ كونغ، كان يرافقني أشخاص دائما، من أجل الحفاظ على سلامتنا".
وقالت الفتاتان لـCNN أنهما ارتدتا عن الإسلام وهي الجريمة التي يعاقب عليها القانون السعودي بالقتل، وانتابهما الخوف من القتل أو السجن أو التعذيب بحال عثرت عائلتهما عليهما.
ريم وروان الآن في مدينة جديدة، وتقطنان سكنا مؤقتا، وستواجهان تحديات ثقافية عدة، لكنهما متحمستان لما هو قادم.