سيتواصل مع الأرض بالتزامن مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات..ما أهمية رحلة مسبار الأمل إلى المريخ؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعد مسبار "الأمل"، الذي ينطلق في رحلةٍ إلى المريخ، كأول مهمة عربية إلى كوكب آخر، بمثابة إنجازٍ كبير لدولة الإمارات والعالم العربي، وتهدف المهمة الطموحة إلى تقديم أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية.
وفي مقابلة عن بعد، تحدّث المهندس الإماراتي، محمد الحرمي، مدير أول إدارة التطوير المؤسسي في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، لموقع CNN بالعربية، عن تفاصيل مهمة مسبار "الأمل" ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وقال الحرمي إن "إطلاق مسبار الأمل يعتبر مشروعاً فريداً من نوعه".
وأوضح الحرمي أن المدة الزمنية التي استغرقها إنجاز هذه المهمة العلمية هي نحو 6 إلى 7 أعوام، مشيراً إلى أن ذلك يعد إنجازاً، إذ عادةً ما تتطلب مشاريع بهذا الحجم وقتاً أكثر لإنجازها.
أما الإنجاز الثاني، فهو بلوغ دولة الإمارات مدار الكوكب الأحمر، خلال 7 إلى 9 أشهر مقبلة، حتى يصل المسبار إلى مدار المريخ، وفقاً لما ذكره الحرمي.
وبالنسبة إلى الحرمي، فإن المهندسين والعاملين في مهمة مسبار "الأمل" هم بين أهم إنجازات مشروع الإمارت لاستكشاف المريخ، إذ واجهوا العديد من التحديات خلال المشروع.
وأشار الحرمي إلى أن فريق، من الكوادر الإماراتية، في مركز محمد بن راشد للفضاء قاموا بتحضيرات كاملة على مدار المشروع، مضيفاً أنهم بمثابة "الجنود" الذين بذلوا جهود جبارة لإنجاز هذه المهمة على حد تعبيره.
وأكد الحرمي أن المهمة تعد إنجازاً كبيراً لدولة الإمارات، مشيراً إلى أن "شغف الإماراتيين، وشغف العلم، وشغف الوصول إلى الفضاء وإلى الكوكب الأحمر" كان الدافع للوصول إلى هذه المرحلة.
وأشار الحرمي إلى الأهداف الاستراتيجية وراء مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ ومن بين أبرزها "اقتصاد مبني على المعرفة"، موضحاً أن الهدف هو جعل العلوم، والمعرفة، والتقنيات المتقدمة أساساً للاقتصاد في المستقبل.
وسيحفز الوصول إلى الكوكب الأحمر المهندسين، وطلاب المدارس، وحتى العلماء في جميع أنحاء العالم، وفقاً للحرمي.
ويأمل الحرمي أن تساعدهم الأبحاث والمعلومات التي ستصلهم من كوكب المريخ في تحقيق نتائج إيجابية تفيد البشر على الكرة الأرضية، وفي الوقت ذاته تكون مفيدة في المستقبل على الكوكب الأحمر.
وأكد الحرمي أن المراحل الأولية قبل الإطلاق في وضعٍ جيد، وأن المسبار جاهز للإطلاق.
وبعد الإطلاق، سيستغرق المسبار مدة 7 أشهر حتى يصل إلى مدار بين الكرة الأرضية وكوكب المريخ، ومن ثم سيستغرق مدة شهرين إلى 3 أشهر ليصل إلى المدار العلمي، لتبدأ مهمة المسبار العلمية في جمع المعلومات التي ستفيد مجالات العلوم والتقنيات على الكرة الأرضية، وفقاً لما ذكره الحرمي.
وأوضح الحرمي أن الكاميرات أو الحساسات التي أضيفت للمسبار من شأنها دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومن ثم سيبدأ فريق مركز محمد بن راشد في استقبال هذه البيانات التي ستوفر فرص اكتشافات واختراعات جديدة، والتي ستمكنهم من الوصول إلى المريخ في المستقبل.
كما أشار الحرمي إلى أنه سيتزامن أول إرسال من المسبار للكرة الأرضية مع الذكرى الـ50 لقيام دولة الإمارات، أي عام 2021.
ويعد مركز عمليات مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي المقر الرئيسي للتحكم في المسبار ومراقبته كونه الجهة المالكة للمسبار والمسؤولة عن بياناته وتحميل سلسلة الأوامر عليه، وفقاً للموقع الرسمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وبعد تأجيل موعد إطلاق مسبار الأمل، في 15 من يوليو/ تموز 2020، بسبب الأحوال الجوية في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، فقد تقرر مبدئياً أن يكون إطلاق مهمة الإمارات للمريخ في 20 يوليو/ تموز الجاري، في تمام الساعة 1:58 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، وفقاً لما نشر عبر الحساب الرسمي لمركز محمد بن راشد للفضاء على "انستغرام".
ويمكن لهذا الموعد أن يتغير تبعاً لتطورات الأحوال الجوية في جزيرة تانيغاشيما باليابان، حيث يقع مركز إطلاق الصاروخ الذي يحمل مسبار "الأمل"، وفقاً لمنشور مركز محمد بن راشد للفضاء على "انستغرام".
وبحسب الموقع الرسمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، فقد تم تخصيص نافذة الإطلاق التي تمتد لحوال 30 يوماً وتبدأ في 14 يوليو/ تموز 2020 وتنتهي في 12 أغسطس/آب 2020، من أجل إتمام إطلاق المسبار بنجاح إلى المريخ.