بعد تصريحات أردوغان عن الأسد.. مسؤول بـ"الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا يعلق لـCNN
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال مسؤول في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا إن حدوث تقارب ما بين دمشق وأنقرة "لن يكون إلا على حساب الشعب السوري"، في ضوء تصريحات أخيرة للرئيس رجب طيب أردوغان، بشأن عزمه دعوة نظيره السوري بشار الأسد إلى زيارة تركيا.
وصرّح مسؤول في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا، لـ CNN بالعربية: "نحن نرى أن هذا التقارب في حال تم فهو دون شك لن يكون إلا على حساب الشعب السوري، وحتى هذه اللحظة لا توجد أي مؤشرات تدل على إيجابية التقارب التركي السوري".
وبشأن ما إذا كان هذا التقارب يعتبر خطرًا على مشروعهم الذاتي في بناء دولة كردية مستقلة، قال المسؤول – الذي طلب عدم ذكر اسمه: " لا يوجد لدينا أي شيء يهدد استقرار أو مستقبل هذا الشعب، بل على العكس تمامًا نحن نسعى للوصول إلى حلول ديمقراطية تكون في مصلحة الشعب السوري بالدرجة الأولى".
في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية، الأحد، قال الرئيس التركي: "سنوجه دعوتنا إلى الرئيس السوري بشار الأسد (لزيارة تركيا)، وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية - السورية إلى ما كانت عليه في الماضي".
وأضاف الرئيس التركي، أن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لديه مقاربة بشأن لقائنا مع الأسد في تركيا، ورئيس الوزراء العراقي لديه مقاربة، نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟"، بحسب الأناضول.
في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، عبّر الرئيس السوري عن انفتاحه على "جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى"، وذلك في لقائه مع مبعوث الرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا).
وحول الجاهزية العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مواجهة احتمالية حدوث عملية عسكرية سورية - تركية، علّق مسؤول الإدارة الذاتية لـCNN بالعربية: "نحن نعيش تحديات كبيرة تفرض علينا أن نكون دائمًا متأهبين لنقوم بالدفاع عن أراضينا ضد أي خطر، في الأصل هناك جهود لمكافحة الإرهاب حتى هذه اللحظة وفيما يتعلق بموضوع التهديدات التركية أو أي حملة عسكرية، بدون شك لدينا الجاهزية في هذا الإطار، وإن تمت فإننا نملك حق الدفاع المشروع عن مناطقنا".
وعما إذا كانت هناك بوادر للتحالف مع الدولة السورية، قال المسؤول بالإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا: "منذ سنوات طويلة نحاول أن نوصل حقيقة هذه الفكرة إلى دمشق"، مضيفاً: "لدينا رؤية طرحناها عبر وسطاء وهؤلاء الوسطاء هم حلفاء لدمشق، ورؤية قوات سوريا الديمقراطية في دورها المستقبلي هي أن تكون نواة لجيش وطني سوري بتحالف مع كل القوى التي تريد الدفاع عن هذه الأرض".
وأشار المسؤول إلى الموقف الأمريكي من التقارب المحتمل بين سوريا وتركيا، موضحًا: "نحن رأينا وتابعنا تصريحات لمسؤولين بارزين في الخارجية الأمريكية، وهم على ما أعتقد تحدثوا بشكل أو بآخر بأنهم ضد التطبيع مع دمشق، وأنهم ملتزمون بمسار جنيف 2254"، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول 2015، الداعي إلى وقف إطلاق النار والتسوية السياسية للأوضاع في سوريا.
وأصدرت السفارة الأمريكية في سوريا، بيانًا الاثنين، أعربت فيه عن قلقها من إجراء انتخابات مجالس بلديات شمال وشرق سوريا، قائلة إنها "لا تعتقد أن الظروف مهيأة".
وفي هذا السياق، قال مسؤول الإدارة الذاتية لـCNN بالعربية: "هذا الموضوع يقرره أبناء المنطقة وهو عائد لهم، وإذا رأوا أنه يحتاج لتأجيل أيضًا موضوع عادل".
وأضاف: "هذه الانتخابات كان من المقرر إجراؤها في 15 يونيو/حزيران الماضي لكن تم تأجيلها بناءً على طلب قوى وأحزاب سياسية، ريثما يتم التحضير لها بشكل أفضل".