"كشف عن إخفاقات على مستويات عديدة".. نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي بشأن هجوم حماس على كيبوتس بئيري
القدس (CNN)-- قدم الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقه الداخلي في الإخفاقات التي وقعت في حماية كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث وجد التحقيق أن "الجيش الإسرائيلي فشل في مهمته لحماية السكان".
كما توصل التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يكن مستعدا لسيناريو التسلل واسع النطاق الذي حدث في السابع من أكتوبر الماضي، والذي تضمن نقاط تسلل متعددة من قبل آلاف الإرهابيين الذين هاجموا عشرات المواقع في وقت واحد".
وكان كيبوتس بئيري واحدا من أكثر المجتمعات تضررا في الهجمات التي وقعت في ذلك اليوم، عندما اقتحم مسلحو حماس الكيبوتس، مما أسفر عن مقتل 101 من سكانه، بينهم أطفال، وتم اختطاف ثلاثين شخصا من الكيبوتس.
وقال التحقيق إن الجيش تدرب على عمليات تسلل معزولة ومحددة، و"نتيجة لذلك، لم تكن هناك قوات احتياط إضافية في المنطقة كان بالإمكان إرسالها إلى كيبوتس بئيري".
وردا على تقرير التحقيق، قال رئيس الأركان العامة الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال، هرتسي هاليفي، إنه "يكشف بوضوح حجم الفشل ونطاق الكارثة التي حلت بسكان الجنوب الذين دافعوا عن عائلاتهم بأجسادهم لساعات طويلة، بينما لم يكن الجيش الإسرائيلي موجودا لحمايتهم".
وخلص التحقيق إلى أن "الجيش الإسرائيلي كافح من أجل إجراء تقييم واضح ودقيق للوضع حول ما كان يحدث في الكيبوتس حتى بعد ظهر يوم 7 أكتوبر"، رغم أن فريق الطوارئ المحلي قدم تقييما محدثا.
وأكد التحقيق: "اتسم القتال في المنطقة خلال الساعات الأولى بانعدام القيادة والسيطرة، وانعدام التنسيق، وانعدام النظام بين القوات والوحدات المختلفة. وقد أدى هذا إلى عدة حوادث تجمعت فيها قوات الأمن عند مدخل الكيبوتس دون الانخراط في القتال على الفور".
وأضاف: "وجد التحقيق أن المسؤولين الأمنيين لم يقدموا تحذيرا كافيا لسكان كيبوتس بئيري بشأن تسلل الإرهابيين خلال الساعات الأولى من الهجوم الإرهابي".
وخلص التحقيق إلى أن نقطة التحول لم تتم إلا عندما تم تعيين ضابط كبير للتنسيق بين القوات في المنطقة، مما أدى إلى استعادة السيطرة العملياتية على الكيبوتس.
ورغم الأخطاء العملياتية والأخطاء في نشر القوات، لاحظ فريق التحقيق أن القتال في بئيري شمل سلسلة من أعمال البطولة والشجاعة الفائقة من قبل القوات المقاتلة والقادة وأفراد الأمن الذين قاتلوا في الكيبوتس، وأنقذوا العديد من السكان.
كما قال إن "شجاعة سكان بئيري وأعضاء فريق الاستجابة السريعة المدني في الكيبوتس جديرة بالثناء وكانت حاسمة في استقرار الخط الدفاعي خلال الساعات الأولى من القتال، ومنع الهجوم من الانتقال إلى أجزاء أخرى من الكيبوتس".
كما وجد التحقيق أن قوات الأمن التي قاتلت في المنطقة "عملت بشجاعة وبطولة كبيرتين". وقُتل 31 من أفراد الأمن في المنطقة بعدما تسلل نحو "340 إرهابيا إلى الكيبوتس"، وقتل منهم نحو 100.
الخط الزمني للهجوم
خلص فريق التحقيق إلى أن الهجوم على كيبوتس بئيري بدأ في حوالي الساعة السابعة صباحا يوم 7 أكتوبر 2023، وأن حماس سيطرت على الكيبوتس لمدة أربع ساعات تقريبا.
وخلال هذه الفترة، "وصل جنود الجيش الإسرائيلي الأوائل، وأخلوا الجرحى، وخرجوا من الكيبوتس، وتمركزوا عند مدخل الكيبوتس، واشتبكوا في قتال مع الإرهابيين الذين وصلوا إلى البوابة".
وبحلول الساعة 4:15 مساء، تمركزت الفرقة 99 في الكيبوتس وبدأت في تنظيم القيادة والسيطرة.
وبحلول الساعة 6 مساء، "كان حوالي 700 جندي من الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن يعملون في منطقة الكيبوتس".
وقبل رئيس الأركان العامة الجنرال هاليفي استنتاجات التحقيق، وأقر بأن "الجيش الإسرائيلي لم يف بمهمته المتمثلة في الدفاع عن السكان بأخطر الطرق وفشل في مهمته".
وأشار هاليفي إلى أنه "منذ الساعات بعد الظهر فصاعدا، كانت القوات تنتظر خارج الكيبوتس بينما استمرت المذبحة في الداخل. هذه حالة خطيرة للغاية ولا يمكن أن تحدث".
وأوضح: "قد تبين أن أسباب ذلك تشمل أن القادة الذين وصلوا مع القوات دخلوا الكيبوتس مع جزء من القوة لفهم الوضع بشكل أفضل، ولم تشرع بعض القوات في الاتصال لأنها لم تفهم خطورة الحالة، مع عدم كفاية القوات، وبعض الذين كانوا ينتظرون بالخارج كانوا من قوات الدعم التي توفر نطاقا لمن انخرطوا في القتال داخل الكيبوتس".
أما فيما يتعلق بإعطاء الأولوية لإجلاء الجنود الجرحى، قال هاليفي إن حماية المدنيين كانت المهمة ذات الأولوية القصوى. وأوضح: "يجب على الجنود إعطاء الأولوية دائما لمساعدة المدنيين في الإجلاء والدفاع وأي حاجة أخرى تظهر في منطقة القتال".
وبشكل منفصل، قال هاليفي في حفل تخرج لضباط جدد، الخميس، إن الجيش الإسرائيلي عمل مع جميع الشركاء "لكي يفهم بتفصيل وعمق ما حدث، وما يجب أن نتعلمه لمنع حدوثه مرة أخرى في المستقبل".
وتم تقديم نتائج التقرير إلى الناجين من كيبوتس بئيري في وقت سابق، الخميس.
وقال المتحدث باسم كيبوتس بئيري، ميخال بايكين في بيان: "يمكن القول إن التحقيق كان شاملا وساعد أعضاء الكيبوتس على فهم القليل من عمق وتعقيد القتال في مختلف قطاعات الكيبوتس".