"شبح خالد سعيد" يلاحق داخلية مصر.. 3 وفيات خلف القضبان بأسبوع والحكومة تنفي التستر على "تصرفات فردية"
القاهرة، مصر (CNN)- وعدت أجهزة حكومية في مصر السبت، بإجراء "تحقيقات نزيهة" في ملابسات وفاة ثلاثة مواطنين على الأقل هذا الأسبوع، أثناء تواجدهم في أقسام الشرطة، أو بعد قليل من إلقاء القبض عليهم، على ضوء اتهامات من ذويهم ومنظمات حقوقية بتعرضهم لـ"تعذيب بدني"، أودى بحياتهم، وأكدت الحكومة أنها لن تتستر على ما اعتبرتها "تصرفات فردية."
وأثار مقطع فيديو يظهر قيام عدد من أفراد الشرطة باقتحام إحدى الصيدليات في مدينة الاسماعيلية، والاعتداء على أحد الأطباء بالصيدلية، واقتياده إلى قسم الشرطة، قبل قليل من إعلان وفاته، موجة غضب واسعة، أعادت إلى الأذهان قضية الشاب خالد سعيد، التي أطلقت "شرارة" ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك.
وفي محاولة لاحتواء الغضب الذي خلفته واقعة الطبيب عفيفي حسن، عقد محافظ الإسماعيلية، اللواء ياسين طاهر، اجتماعاً ظهر السبت، مع نقيبي الصيادلة والأطباء البيطريين بالإسماعيلية، بحضور مدير الأمن بالمحافظة، لمتابعة حادث وفاة الطبيب داخل قسم أول شرطة الإسماعيلية.
وفي أعقاب الاجتماع، قال محافظ الإسماعيلية، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه "على رأس الجهاز التنفيذي للمحافظة، ولا يقبل أي شكل من أشكال التجاوز من أي مسؤول أياً كان موقعه، قبل أي مواطن من المواطنين الشرفاء."
من جهته، قال مدير الأمن اللواء علي العزازي، إن "وزير الداخلية طالب جميع المسؤولين بمختلف قطاعات الوزارة، بالتحقيق مع كل مخطئ قد يتعدى حدود وواجبات مهامه الوظيفية"، مشيراً إلى أنه تم تكليف قطاع التفتيش بالوزارة بالتحقيق في الواقعة.
وأضاف أنه تم نقل الضابط المسؤول عن الواقعة إلى ديوان مديرية الأمن، و"جاري التحقيق معه بمعرفة قطاع التفتيش، لحين انتهاء النيابة العامة من التحقيقات في القضية، لتحقيق وإرساء العدالة الاجتماعية للجميع"، بحسب الوكالة الرسمية.
وفي صعيد مصر، أمر المحامي العام لنيابات استئناف قنا، بإجراء تحقيقات عاجلة وموسعة، في واقعة وفاة مواطن يُدعى طلعت شبيب الرشيدي، داخل قسم شرطة الأقصر، والذي تم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولي "جثة هامدة"، بعد نصف ساعة من إلقاء القبض عليه، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وكانت قوة من قسم شرطة الأقصر قد ألقت القبض على الرشيدي، 47 عاماً، أثناء تواجده في مقهي بمنطقة "العوامية"، في الساعات الاولي من صباح الأربعاء، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، حتي فوجئت عائلته بتلقيها نبأ نقله إلى المستشفى "جثة هامدة"، وفق تقرير صادر من المستشفى.
حالة الوفاة الثالثة شهدتها محافظة القليوبية، شمال القاهرة، حيث اتهمت أسرة المواطن عمرو أبو شنب، ضباط مركز شبين القناطر، بالتسبب في وفاة نجلها، إثر التعدي عليه وضربه، بحسب تقارير إعلامية محلية، لم يتسن لـCNN بالعربية التأكد من مصداقيتها بصورة مستقلة.
وفتحت النيابة العامة تحقيقاً في الواقعة، بموجب بلاغ تقدمت به أسرة "المجني عليه"، حيث نفى معاون مباحث المركز تلك الاتهامات، لافتاً إلى أن "المتهم" توفي نتيجة إصابته بـ"غيبوبة كبدية"، أثناء عرضه على النيابة، لاتهامه في "واقعة سرقة"، بحسب الرواية الرسمية.