الأمير محمد بن سلمان عن "رؤية المملكة": سيُطرح من أرامكو أقل من 5% وسنحول دخل السعودية من النفط إلى الاستثمار
الرياض، المملكة العربية السعودية (CNN)-- أكد ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن طرح جزء من أسهم "أرامكو" من المفاتيح الرئيسية لـ"رؤية المملكة" لعام 2030 ولنهضة الاقتصاد السعودي، وأن الحصة التي ستُطرح من الشركة أقل من خمسة في المئة، مؤكدا على أن السعودية "تأسست من دون نفط" واستنكر ما لُقب بـ"تقديس أرامكو"، قائلا إن الشركة أصبحت كأنها "دستور المملكة،" الاثنين.
إذ قال الأمير محمد: "نتحدث عن رؤية، وهي طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد وغيرها من الجوانب في الـ15 سنة القادمة، جزء منها يتعلق بشركة أرامكو، وهو جزء بسيط جدا، فهي في محتويات كثيرة جدا لا يجب أن نختصرها على أرامكو.. لا شك أن أرامكو هي جزء من المفاتيح الرئيسية للرؤية ولنهضة الاقتصاد ونهضة المملكة العربية السعودية.. طرح أرامكو فيه عدة فوائد، أهمها وأولها هو الشفافية.. كان الناس في السابق يتضايقون من ملفات أرامكو وبياناتها غير المعلنة وغير الواضحة، واليوم إذا طُرحت أرامكو في السوق لازم تعلن عن قوائمها وتعلن عن كل ربع وتصبح تحت رقابة كل بنوك السعودية والمحللين والمفكرين السعوديين."
وأضاف الأمير خلال مقابلة حصرية مع قناة "العربية" السعودية: "كل البنوك العالمية ومراكز التخطيط في العالم ستراقب أرامكو بشكل مكثف، فأصبح هناك رقابة عالية جدا بين يوم وليلة وهذا لا يتم اليوم، أرامكو اليوم تُعامل على أنها شركة محدودة، وهو أمر خطير جدا لشركة بهذه الضخامة تُدار كأنها شركة مساهمة محدودة.. الحصة التي ستُطرح من أرامكو هي حصة بسيطة جدا، أقل من خمسة في المئة."
وتابع الأمير عن كيفية تحديد هذه النسبة: "حُددت الحصة بحكم حجم أرامكو الضخم جدا، الآن لم يتم التقييم النهائي، ولكن نتوقع أن يكون (تقييم أرامكو الإجمالي) أكثر من ترليوني دولار أمريكي، ما يعادل أكثر من سبعة ترليون ريال سعودي، وإذا طُرح واحد في المائة فقط سيكون أكبر اكتتاب في تاريخ الكرة الأرضية."
واستطرد الأمير عن إمكانية طرح أسهم أرامكو في السوق الأمريكية: "الأفكار تتمحور حول كيف تكون هناك نوافذ لأسهم أرامكو من خارج السوق السعودي، اليوم تستطيع أن تشتري في الذهب من خلال البورصة الأمريكية والنفط، والصناديق موجودة مخصصة لشراء سلعة معينة أو سهم معين، لدينا شيء مشابه بالسوق السعودي وهو صندوق فالكون يشتري في عدة شركات، فمن ضمن الأفكار أن يُؤسس صندوق في السوق الأمريكي فقط يشتري أسهم أرامكو في السعودية، وهذه أحد النوافذ التي ستكون مهمة جدا للسيولة ولتداول أرامكو أو غيرها من الشركات في السوق السعودي."
وردا على سؤال حول "تقديس أرامكو"، رد الأمير: "هذه المشكلة خطيرة جدا، الملك عبدالعزيز ومن عمل معه في جميع أنحاء المملكة، لما أسسوا الدول لم يكن هناك نفط، أسسوها من دون نفط، وأداروا الدولة من دون نفط وعاشوا في هذه الدولة دون نفط، وتحدوا الاستعمار البريطاني من دون نفط.. أصبحت أرامكو كأنها دستورنا، الكتاب فالسنة ثم البترول، هذا خطر جدا.. إحنا صار عندنا حالة إدمان نفطية من قبل الجميع، هذا خطير وهذا ما عطل تنمية قطاعات كثيرة جدا في السنوات الماضية."
واستطرد الأمير: "النفط نتعامل معه كاستثمار لا أقل ولا أكثر.. شركة لها قيمة، مجرد استثمار، ويجب أن تملكه كاستثمار ولا تملكها كسلعة رئيسية أو مصدر دخل رئيسي،" مضيفا أن فوائد طرح أرامكو تشمل أيضا: "فوائد على السوق السعودي، إذ سيتضاعف حجم السوق السعودي، فبعد طرح شركة أرامكو الأم، الشركات الأخرى التابعة لها ستطرح مرة أخرى في السوق ما يعطي حجما أكبر للسوق السعودي."
ونوه إلى الفائدة الثالثة لطرح أرامكو: "فنيا، بعد طرح أرامكو تحول دخل المملكة العربية السعودية بدلا من النفط أصبح دخل السعودية من الاستثمار، ويبقى كيفية تنويع محفظتك الاستثمارية، إذ أن أغلب الممتلكات والأصول فيها هي أصول في شركات طاقة، ويجب أن ننوع هذا الاستثمار، من خلال الاقتراض ودخول فرص أخرى حتى توازن محفظتك الاستثمارية، وسيتم ذلك في سنوات قادمة وسيساعد في رفع حجم محفظتك الاستثمارية."
وعن صندوق الاستثمارات العامة الذي سيدير طرح أرامكو، قال الأمير: "سنخاطر بشدة إذا لم نقم باكتتاب أرامكو، والشركة سيديرها مجلس إدارة سيُنتخب من جمعية عمومية تمثل ملاك أرامكو.. سيقوم ذلك بنقلة ضخمة جدا لصندوق الاستثمارات العامة، إذ تكشف البيانات الأولية عن صندوق سيسيطر على أكثر من 10 في المائة من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية، وسيُقدر حجم ممتلكاته بأكثر من ثلاثة في المائة من الأصول الموجودة في الكرة الأرضية." وأشار الأمير إلى خطط المملكة لتحويل أصول أراضي الدولة أيضا إلى صندوق الاستثمارات لتطوير وحل مشاكل المدن.
وأكد الأمير "إعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة وسيُعلن عن برنامج كامل لإدارة الثروات وكيفية اتخاذ القرارات، وتطبيق الشفافية وكيفية حُكم الصندوق،" مؤكدا أن جميع القرارات سيتخذها المجلس ولن يستطيع شخص أن "يستبد برأيه" لأن هناك مجلس إدارة وآلية تصويت لاتخاذ القرارات، مشيرا إلى تحقيق الصندوق 30 مليار ريال من الأرباح خلال 2015 وفقا لبعض الدراسات.
- السعودية
- أمريكا
- الاقتصاد السعودي
- الحكومة السعودية
- اقتصاد وأعمال
- الأمير محمد بن سلمان
- الملك سلمان بن عبدالعزيز
- أسعار النفط
- النفط
- نفط وغاز
- استثمار وتمويل