رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل المواليد

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: Woohae Cho/Getty Images

(CNN)--  قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الخميس، إنه يعتزم إنشاء وزارة  جديدة لمعالجة "حالة الطوارئ الوطنية" المتمثلة في انخفاض معدل المواليد في البلاد في الوقت الذي تواجه فيه أزمة ديموغرافية متفاقمة.

وأضاف يون سوك يول، في خطاب تلفزيوني، أنه سيطلب تعاون البرلمان لإنشاء وزارة التخطيط لمعالجة انخفاض معدل المواليد.

محتوى إعلاني

وتابع: "سنحشد كل إمكانات الوطن للتغلب على انخفاض معدل المواليد الذي يمكن اعتباره حالة طوارئ وطنية".

وفي حديثه لاحقا في أول مؤتمر صحفي له منذ أغسطس/ آب 2022، والذي عقد بمناسبة مرور عامين على توليه منصبه، اعترف يون بأن إدارته قصرت في جهودها لتحسين حياة الناس، وتعهد باستغلال السنوات الثلاث المقبلة من ولايته لتحسين الاقتصاد ومعالجة انخفاض المواليد.

وتشهد كوريا الجنوبية أدنى معدل خصوبة في العالم، وهو ما يشير إلى متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها، وسجل معدل 0.72 فقط في عام 2023، بانخفاض عن 0.78 في العام السابق، وهو أحدث انخفاض في سلسلة طويلة من الانخفاضات السنوية.

وتحتاج البلدان إلى معدل خصوبة قدره 2.1 للحفاظ على استقرار عدد السكان، في غياب الهجرة.

وتسلط هذه البيانات الضوء على القنبلة الديموغرافية الموقوتة التي تواجهها كوريا الجنوبية ودول شرق آسيا الأخرى مع تقدم مجتمعاتها في السن بسرعة بعد عقود قليلة من تحولها الصناعي السريع.

وتواجه العديد من الدول الأوروبية أيضا شيخوخة السكان، ولكن سرعة وتأثير هذا التغيير يتم تخفيفه بسبب الهجرة.

ومع ذلك، فقد ابتعدت دول مثل كوريا الجنوبية واليابان والصين عن الهجرة الجماعية لمعالجة الانخفاض في عدد السكان في سن العمل.

ويقول الخبراء إن أسباب هذه التحولات الديموغرافية في جميع أنحاء المنطقة تشمل ثقافات العمل المتطلبة، وركود الأجور، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتغيير المواقف تجاه الزواج والمساواة بين الجنسين، وزيادة خيبة الأمل بين الأجيال الشابة.

ولكن على الرغم من العوامل الاقتصادية المؤثرة، فقد أثبت إنفاق الأموال على المشكلة عدم فعاليته، ففي 2022، اعترف يون بأنه تم إنفاق أكثر من 200 مليار دولار في محاولة لزيادة عدد السكان على مدار الأعوام الستة عشر الماضية، وفشلت حتى الآن مبادرات مثل تمديد إجازة الأبوة مدفوعة الأجر، وتقديم  نقود للآباء الجدد، والحملات الاجتماعية التي تشجع الرجال على المساهمة في رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، في عكس هذا الاتجاه.

وحاولت الحكومة اليابانية اتباع قواعد لعب مماثلة لتشجيع الأزواج على إنجاب الأطفال، ولكن دون جدوى، مما دفع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في السنوات الأخيرة.

ففي يناير/كانون الثاني 2023، حذر كيشيدا من أن اليابان "على حافة عدم القدرة على الحفاظ على الوظائف الاجتماعية" بسبب انخفاض معدل المواليد، وأعلن عن خطط لإنشاء وكالة حكومية جديدة للتركيز على هذه القضية، وتم إطلاق هذه الهيئة، وكالة الطفل والعائلات، بعد بضعة أشهر - بهدف معالجة مجموعة من القضايا، "بدءا من تحسين صحة الأطفال ورفاهيتهم إلى دعم الأسر وأولياء الأمور"، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

وتهدف هذه التدابير، التي تتراوح بين تعزيز خدمات رعاية الأطفال وتوفير أماكن للأطفال للعب والحياة، إلى "التغلب على انخفاض معدل المواليد" وإنشاء مجتمع "يشعر فيه الناس بالأمل بشأن الزواج وإنجاب الأطفال وتربيتهم"، كما يقول الموقع.

نشر
محتوى إعلاني