الطفلة ديلاني تتحدى مرض السرطان وترقص بقدم معكوسة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا تزال ميليسا أونغير، تتذكر اليوم الذي تلقت فيه الخبر الصاعق، الذي غير حياة عائلتها إلى الأبد، ففي أوائل ديسمبر/كانون الأول 2016، اتصل طبيب بأونغير وأعلمها بأن ابنتها تعاني من ورم بعظم فخذها الأيسر وأن لديها موعداً مع طبيب أورام الأطفال في مساء ذلك اليوم.
كان خبر مرض ديلاني، البالغة من العمر 12 عاماً، مدمراً لعائلة أونغير، إذ كانت الطفلة التي تهوى الرقص منذ عمر الثلاث سنوات، تعاني من سرطان نادر في العظام، يسمى "ساركوما"، مما استدعى علاجاً كيميائياً وبتر ركبتها اليسرى.
ورغم أن مستقبل ديلاني كراقصة بدا وكأنه وصل إلى نقطة النهاية، إلا أن الطفلة الشجاعة لم تستسلم أمام المرض الخبيث، وقررت سلك أسلوب حياة غير اعتيادي، مليء بالتحديات الجديدة، لردع السرطان ورسم ابتسامة مميزة على وجهها.
وبحسب دراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية، يصيب مرض ساركوما أقل من 1000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة، نصفهم من الأطفال والمراهقين.
ومن جهته، أوضح فضل خان، طبيب ديلاني المختص بجراحة العظام في مستشفى ستوني بروك بنيويورك، أن "السرطان قد ينمو في أي مكان ولكنه يهاجم ركبة الطفل"، مشيراً إلى أن "90% من المرضى يحصلون على ركبة اصطناعية ضخمة، تعد غير ثابتة عند الأطفال وقد تحد من قدرتهم على ممارسة النشاطات المكثفة، مثل الرقص والرياضة".
ولكن الورم الذي أصاب ديلاني، كان يتطلب خياراً مختلفاً عن البتر الكلي، وهو "rationplasty"، أي بتر جزء من الساق وتثبيتها إلى الخلف، فبدلاً من بتر الجزء الأعلى فوق الركبة، اقترح الأطباء بتر جزء أسفل الركبة واستخدام الطرف الجيد من الكاحل والقدم والساق، إذ قال خان إن بإمكانهم قلب الكاحل 180 درجة لصنع ركبة جديدة، وحتى يُصبح الكاحل في مكان الركبة.
لم يكن القرار سهلاً على العائلة. ورغم أن الأطباء قد أعلموا والد ديلاني، نوا أونغير، بأنها ستتمكن من القيام بالقفزات التي يتطلبها الرقص بعد تلك العملية، إلا أن الطفلة ستحصل في المقابل على قدم معكوسة، ما شكل شعوراً بالقلق لدى ميليسا، التي فكرت ملياً بمستقبل ابنتها وفترة مراهقتها.
واستذكر نوا اليوم الذي اتخذت فيه العائلة القرار النهائي، إذ قال إنه وبينما كانت العائلة "مجتمعة لمراجعة الخيارات المتبقية" أمام ديلاني، خرجت الطفلة عن صمتها، ونظرت إلى والدتها ثم قالت " من الأفضل أن أحصل على فرصة وأفشل عوضاً عن عدم امتلاك فرصة على الإطلاق".
واستمرت عملية ديلاني، لعكس قدمها، مدة 13 ساعة وتبعتها جلسات علاج كيميائي. ورغم أن فترة التعافي كانت صعبة على الطفلة التي اضطرت وبحسب ما قالته عائلتها "تعلم الثني في الاتجاه المعاكس"، وإعادة برمجة عقلها مجدداً، إلا أن ميلاني لم تستسلم وأرادت أن تتابع الرقص مجدداً وممارسة الفعاليات الرياضية في المدرسة.
وأكدت الطفلة على رغبتها الشديدة بممارسة حياتها الطبيعية، "وفعل معظم ما كان يفعله" أصدقاؤها ومجاراتهم، إذ قالت إنها "تريد أن تكون طبيعية مجدداً".
ولم يكن الدرب العلاجي الذي سلكته الطفلة هو الوحيد الذي أدى دوراً اساسياً في رحلتها نحو الشفاء، بل كان لأسلوبها الإيجابي وابتسامتها المفعمة بالنشاط دوراً اساسياً في تعافيها السريع أيضاً، إذ استذكر خان ابتسامة ديلاني المميزة في كل مرة كانت تزور فيها المستشفى.
أما فيما يتعلق بالنصيحة التي قدمتها ديلاني، فقالت الطفلة: "لا تقولوا إنه ليس بوسعكم القيام بأمر ما، فقط حاولوا وإذا لم تتمكنوا، فهذا عادي، ولكن إذا لم تحاولوا، عليكم ذلك، لأنها (المصاعب) مجرد محطة صغيرة على الطريق، ولكن عليكم الاستمرار بعد ذلك".