الصيام المتقطع أو تقييد السعرات الحرارية..أيهما أفضل؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تشير دراسات خاصة بالسمنة إلى أنه سواء كنت تراقب ما تأكله عن طريق حساب السعرات الحرارية اليومية، أو ممارسة الصيام المتقطع، فإن ذلك الأمر يؤدي إلى فعالية في فقدان الوزن.
ويتطلب الصيام المتقطع التناوب بشكل روتيني بين الصوم في اليوم الأول مع تناول كميات قليلة من الطعام أو عدم تناول الطعام، ومن ثم تناول الطعام الموصى به في النظام الغذائي في اليوم التالي. وهذا الصيام أصبح اتجاهاً متزايدا لفقدان الوزن في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ومناطق أخرى حول العالم.
وأشارت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة "جاما" للطب الباطني، إلى أنه لا يوجد أي فرق كبير بين الصيام، واستراتيجية فقدان الوزن الشائعة الأخرى التي تقوم على تقييد عدد السعرات الحرارية المستهلكة يومياً.
وقالت كريستا فارادي، أستاذة التغذية في جامعة إلينوي في شيكاغو ومؤلفة الدراسة: "لقد أظهرنا بشكل أساسي أنهما يساهمان بشكل كبير في فقدان الوزن."
الصيام يوماً بعد يوم مقابل حساب السعرات الحرارية
وأُجريت في هذا الخصوص دراسة شملت 100 شخص يعانون من السمنة المفرطة في شيكاغو، وقُسم البالغين عشوائيا إلى 3 مجموعات، وذلك لمدة عام واحد، وقد كان على كل مجموعة الالتزام بحمية الصيام المتقطع، أو حمية تقييد السعرات الحرارية، أو عدم اتباع أي نظام غذائي.
وبحلول نهاية العام، خسر المشاركون في مجموعة الصيام المتقطع حوالي 6٪ من وزنهم الأصلي، بينما فقد المشاركون في مجموعة تقييد السعرات الحرارية 5.3٪ من وزنهم، بحسب ما ذكرت فارادي.
ورغم أن مجموعتي الصيام المتقطع وتقييد السعرات الحرارية قد شهدتا كميات مماثلة من فقدان الوزن في المتوسط، إلا أن الباحثين وجدوا أن نسبة أعلى من المشاركين في مجموعة الصيام، لم يلتزموا بالتعليمات في وجباتهم الغذائية، مقارنة بمجموعة تقييد السعرات الحرارية.
نسبة الأشخاص الذين لا يلتزموا بنظام غذائي أمر مقلق
وقال إريك رافوسين أستاذ في مركز بنينجتون لأبحاث الطب الحيوي بجامعة ولاية لويزيانا: "حتى لو كان فقدان الوزن النقطة الأساسية، أعتقد أن السؤال هو في الحقيقة: ما هي أفضل استراتيجية لجعل الناس يلتزمون بنظام غذائي؟"
وأضاف: "نحن نعرف أن تقييد السعرات الحرارية اليومية -حساب السعرات الحرارية كل يوم- أمر صعب. أعتقد أن هناك بعض الأمل بأن يكون الصيام المتقطع، أو تعديل النظام الغذائي، أفضل استراتيجية، ولكن... معدل الانسحاب وعدم الالتزام، يسبب القلق."
من جهتها، أوضحت فارادي، قبل إجراء الدراسة، إنها تعتقد أن الالتزام بالصيام المتقطع سيكون أسهل حيث يتم اتباع نظام غذائي يسمح بـ "استراحة"، من النظام الغذائي اليومي.
وقال فارادي: "لقد صُدمنا قليلاً عندما رأينا في الواقع أن مجموعة تقييد السعرات الحرارية، يمكن أن تلتزم بشكل أفضل بعدد السعرات الحرارية اليومية. في حين كانت مجموعة الصيام المتقطع تشعر بالتردّد."
وأضافت: "بدلاً من تناول 500 سعرة حرارية في أيام الصيام، كان الأشخاص يتناولون أكثر من ذلك".
"لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع"
من جهته، قال فالتر لونغو، أستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا أنه قد يكون من الصعب اتباع الصيام المتقطع ولكنه يمكن أن يكون فعالاً في الحد من السمنة. وأضاف: "لأنه يتطلب بذل جهد كبير كل يوم، فمن غير المرجح أن ينطبق على الغالبية العظمى من الناس الذين يعانون من السمنة المفرطة، لا سيما في حالة عدم وجود مراقبة."
بالنسبة للبالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة والذين قد يكونوا مهتمين بالصيام المتقطع كطريقة لتخفيف الوزن، تنصح فارادي بأخذ الوقت الكافي لتحديد ما إذا كان ذلك هو الخيار الأفضل.
وأوضحت فارداي: "لا يبدو أن الصيام المتقطع يعمل بشكل جيد للغاية لدى الأشخاص الذين يتناولون وجبات خفيفة بشكل متكرر. فالأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول الطعام كل ساعتين، لا يناسبهم هذا النظام الغذائي، في حين أن الأشخاص الذين يبقون فترة طويلة من دون تناول الطعام، أي بين أربع إلى خمس ساعات ... يمكنهم إتباعه."
وقالت فارداي: "أعتقد حقاً أن الناس بحاجة فقط إلى العثور على ما يناسبهم، ولا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع."