لماذا يحتاج مرضى السكري لإجراء فحص توسع حدقة العين سنوياً؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الإصابة بمرض السكري يزيد من خطر حدوث بعض المضاعفات في العيون، والتي يمكن أن تسبب فقدان البصر. وهذا ليس شيئاً مخيفاً، لكنه شيء على مريض السكري أن يكون على دراية به. ويمكن لفحص توسع حدقة العين التقاط علامات المرض باكراً للحفاظ على الرؤية.
وفي الواقع، يمكن الوقاية من 90٪ من حالات العمى المرتبطة بالسكري من خلال الاكتشاف المبكر له والخضوع للعلاج.
ما الذي يمكن توقعه من فحص توسع حدقة العين السنوي؟
إذا كنت قد أجريت فحصاً للنظر في الماضي، فستكون بعض أجزاء فحص توسع حدقة العين مألوفة بالنسبة لك. وقد تكون الأجزاء الأخرى جديدة، ويشمل فحص توسع حدقة العين السنوي ما يلي:
- اختبار مخطط العين لتحديد قدرتك على الرؤية على مسافات مختلفة
- اختبار "نفخة الهواء" للتحقق من الضغط داخل عينيك
- تمدد بؤبؤ العين من خلال قطرات في عينيك تساعد أخصائي العيون، في فحص شبكية العين والعصب البصري الذي يربط العين بالدماغ
- التصوير المقطعي البصري لالتقاط صور لشبكية العين
وبعد فحص توسع حدقة العين السنوي، ستكون عيناك حساسة للضوء. وقد يعطيك طبيبك نظارات ترتديها لساعات، أو يمكنك ارتداء نظارتك الخاصة. وقد يبدو الاختبار مزعجاً، ولكن قد يساعد في منع تطور أمراض العين المرتبطة بمرض السكري مثل اعتلال الشبكية السكري، وذمة البقعة الصفراء السكرية، والتنكس البقعي المرتبط بالعمر، وإعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء.
اعتلال الشبكية السكري
اعتلال الشبكية السكري هو السبب الأكثر شيوعاً لانخفاض الرؤية بالنسبة لمرضى السكري. وقد يؤدي إلى تورم الأوعية الدموية الحساسة للشبكية، التي نعتمد عليها لاستشعار الضوء، وتسرب السائل. ومع تقدم المرض، تتقلص الأوعية الدموية الأصلية ويتوقف تدفق الدم، وبالتالي تتكاثر الأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية، ويتسرب السائل بغزارة. قد يسبب ذلك فقدان البصر الدائم، بما في ذلك العمى التام.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 40٪ من المصابين بداء السكري في الولايات المتحدة، يعانون من اعتلال الشبكية السكري، ولكن نصفهم فقط يعرفون ذلك.
ومن المهم معرفة ما إذا كنت تعاني من اعتلال الشبكية السكري، لأنه قابل للعلاج بشكل كبير، خاصة إذا اُكتُشف مبكراً عبر فحص توسع حدقة العين السنوي، لأنه عادة ليس له أعراض حتى فقدان الرؤية. ويمكن أن يكون العلاج بسيطاً من خلال التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم وضغط الدم.
ويمكن للأدوية القابلة للحقن والتي تُعرف باسم العلاجات المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية أن تمنع الأوعية الدموية من النمو بشكل مفرط، وتقلل مستويات السوائل في شبكية العين.
أما الأدوية عن طريق الفم فقد تقلل من التورم، ومن الممكن أيضاً لعملية الليزر أن تساعد في ختم تسرب الأوعية الدموية. وفي حال كان التسرب شديداً، قد تكون الجراحة التقليدية الخيار الأفضل.
وذمة البقعة الصفراء السكرية
ويُصاب حوالي نصف المصابين باعتلال الشبكية السكري بوذمة البقعة الصفراء السكرية (DME). ويحدث ذلك نتيجة تمدد التورم، أو الوذمة، داخل شبكية العين إلى البقعة، وهي الجزء الحساس في الشبكية والمسؤول عن الرؤية المركزية. ومن المرجح، أن يحدث هذا المرض، إذا ترك اعتلال الشبكية السكري دون علاج وأصبح أسوأ.
ويمكن أن تكون الرؤية غير الواضحة أحد أعراض وذمة البقعة الصفراء، لكنها لا تحدث دائماً. ويمنح فحص توسع حدقة العين السنوي أخصائي العيون الفرصة لرصد العلامات التي تشير إلى أن اعتلال الشبكية السكري يتطور إلى ذلك، ويوصي بالعلاج لإبطائه.
وهناك 3 علاجات رئيسية لوذمة البقعة الصفراء يمكن تقديمها منفصلة أو في نفس الوقت. على غرار اعتلال الشبكية السكري التكاثري، فإن العلاجات المضادة له، التي تُعطى عن طريق الحقن، تساعد في إيقاف النمو الزائد للأوعية الدموية الجديدة غير الطبيعية، وتقليل السوائل الزائدة في شبكية العين. ويمكن استخدام عملية الليزر، أو اللجوء إلى الستيرويدات القشرية، التي تُعطى عن طريق الحقن أو زرعها في العين، لقمع التورم البقعي.
وإذا رأى طبيبك علامات وذمة البقعة الصفراء في فحص العين، فقد يوصي بإجراء تصوير شعاعي لالتقاط صور مفصلة للأوعية الدموية في شبكية العين.