انتبه.. صحتك قبل سن الأربعين ترتبط بمخاطر القلب في وقت لاحق من حياتك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أشارت دراسة جديدة إلى أن ارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم قبل سن الأربعين، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب في وقت لاحق من الحياة.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب الى ارتباط مستوى الكوليسترول الضار LDL عند 100 ملغ/ديسيليتر أو أعلى في سن مبكرة، بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 64٪ في وقت لاحق من الحياة.
هذا وقد ارتبط ضغط الدم الانقباضي بمقدار 130 ملم زئبق أو أعلى بزيادة مخاطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 37٪ في وقت لاحق من الحياة أيضاً، وارتبط ضغط الدم الانبساطي البالغ 80 ملم زئبق أو أعلى بزيادة الخطر بنسبة 21٪.
وتُعتبر مستويات ضغط الدم طبيعية عندما تكون أقل من 120 للانقباضي و80 للانبساطي -120/80- وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والمستوى الصحي للكولسترول الضار أقل من 100 ملغ/ديسيلتر.
وقال الدكتور أندرو موران، باحث رئيسي في المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك وكبير مؤلفي الدراسة: "النقطة الرئيسية في الدراسة هي للشباب: يجب ألا تنتظر حتى تتخذ خيارات صحية،" مضيفاً: "تظهر نتائجنا أن الانتظار حتى منتصف العمر أو أكثر لتحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة لا يمكنه أن يلغي الضرر التراكمي الذي يحدث خلال مرحلة البلوغ."
اكتشاف جديد ومدهش
وشملت الدراسة بيانات عن ضغط الدم، والكوليسترول، وصحة القلب والأوعية الدموية لدى 36030 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة على مدار 17 عاماً في المتوسط.
وألقى الباحثون نظرة فاحصة في بيانات صحة البالغين من سن 18 إلى 39 عاماً، ثم من 40 عاماً وما فوق.
وقد وجدوا أن ارتفاع ضغط الدم الانبساطي ونسبة الكولسترول الضار LDL قبل سن الـ40 عاماً، يرتبطان بحوادث الإصابة بأمراض القلب التاجية بعد سن الـ40، وأن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي قبل الـ40 يرتبطان بحوادث قصور القلب بعد ذلك السن.
وقال موران: "الأمر المثير للدهشة هو أن نرى ارتباطاً قوياً بين البالغين من الشباب الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم والأزمات اللاحقة في الحياة حتى بعد حساب مستوى الكوليسترول في الدم في وقت لاحق."
وأضاف "لقد فوجئنا أيضاً بارتباط ضغط الدم لدى البالغين بفشل القلب في وقت لاحق. وقد كان اكتشافاً جديداً ومدهشاً لأن العديد من مشاكل قصور القلب تحدث في سن الشيخوخة."
وتضمنت الدراسة بعض القيود، بما في ذلك أنه تم العثور فقط على العلاقة بين ضغط الدم ومستويات الكوليسترول ومشاكل القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق. وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العلاقة السببية، بالإضافة إلى تحديد ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة عند مقارنة صحة القلب والأوعية الدموية في مرحلة الطفولة بالبلوغ.
وشارك الدكتور صموئيل جيدنج، من مؤسسة "Familial Hypercholesterolemia" في باسادينا، كاليفورنيا، والدكتورة جينيفر روبنسون، الأستاذة في جامعة آيوا، في تأليف مقال افتتاحي نُشر إلى جانب الدراسة الجديدة.
وقد قاما في المقال الافتتاحي بدعوة المجتمع الطبي إلى "الاستيقاظ" والاعتراف بضرورة بذل جهود وقائية بين البالغين الشباب.
وكتب الباحثان: "حان الوقت لندرك أن التدخلات الوقائية تحدث متأخرة للغاية في الحياة، ويكون لها تأثير كبير على السكان".
وأضاف الباحثان أنه "من خلال الانتقال إلى تجارب على الأفراد الأصغر سناً المعرضين لخطر أكبر والذين لديهم مرض أقل تقدماً، وتطوير استراتيجيات للطب الدقيق تستند إلى الوراثة، والتصوير وعوامل الخطر الأخرى، يمكن أن تبدأ الحقبة التالية من الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية."