دراسة جديدة: البالغون الذين يدخنون السجائر الإلكترونية أكثر قابلية للإقلاع عن التدخين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفادت دراسة جديدة أن المدخنين البالغين الذين يدخنون السجائر الإلكترونية، لديهم قابلية أكبر للإقلاع عن التدخين. لكن الباحثين وجدوا أيضاً أن هذه السجائر تزيد من خطر العودة للتدخين لدى بعض المدخنين السابقين.
وقال رامشاندار جوماجي المؤلف الرئيسي للتقرير، والباحث في معهد بيير لويس الفرنسي لعلم الأوبئة والصحة العامة: "هذه الدراسة الأولى التي تشير إلى أنه حتى لو نجح المدخنون في التوقف عن التدخين بمساعدة السجائر الإلكترونية، فهم ما زالوا بحاجة إلى المراقبة من قبل الأطباء والمهنيين الصحيين لمنع العودة للتدخين على المدى الطويل."
وقامت الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية "جاما" للطب الداخلي، بمراقبة أكثر من 5000 مدخن يومي لمدة عامين في المتوسط في فرنسا. ووجدت أن المدخنين للسجائر الإلكترونية استخدموا سجائر أقل في اليوم، وكان من المحتمل أن يقلعوا عن التدخين بنسبة مرة ونصف أكثر.
لكن الباحثين راقبوا أيضاً أكثر من 2000 مدخن سابق ووجدوا أن أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة للعودة إلى التدخين. وقد كتبوا "في حين أن استخدام [السيجارة الإلكترونية] يمكن أن يساعد الأشخاص في التقليل من التدخين على المدى القصير، فلا يوجد دليل على أنها وسيلة فعالة للإقلاع عن الدخان على المدى الطويل."
السجائر الإلكترونية الحديثة قد تقلل من خطر العودة للتدخين
ووجدت الدراسة أن خطر العودة للتدخين قد اختفى لدى الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين مؤخراً، وهو ما قال الباحثون إنه ربما يرجع إلى تحسين تقنية السجائر الإلكترونية.
وعلى سبيل المثال، تضمنت الدراسة الأشخاص الذين تركوا التدخين من عام 2010، ووُجد أنه في تلك العينة، زاد تهديد استخدام السجائر الإلكترونية من خطر العودة للتدخين. لكن عندما أخذ الباحثون فقط الأشخاص الذين تركوا السجائر اعتباراً من عام 2013، لم يجدوا ذلك الخطر.
ولاحظ الباحثون في دراستهم أن "قياسات مستويات النيكوتين في البلازما، أظهرت أنه مقارنة بالنماذج القديمة من [السجائر الإلكترونية]، توفر السجائر الحديثة مستويات أعلى من النيكوتين في مجرى الدم"، مما قد يزيد من مستوى رضا المدخنين.
وقال جريجوري كونلي، رئيس جمعية التدخين الإلكتروني الأمريكية، إن السجائر الإلكترونية شهدت تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة. وأضاف: "قبل التقدم التكنولوجي الذي حدث في عام 2013، كان من الصعب استخدام السجائر الإلكترونية وكانت فعالة فقط بالنسبة لأشد المهتمين بالإقلاع عن التدخين."
كما أشار إلى أن الأجهزة المستخدمة منذ سنوات "لا تشبه التكنولوجيا الحالية"، لذا فإن استخدام البيانات القديمة ليس مفيداً لفهم ما إذا كانت السجائر الإلكترونية يمكن أن تساعد المدخنين على الإقلاع، على حد تعبيره.
النقاش الواسع حول تدخين السجائر الإلكترونية
ليس من الواضح سبب زيادة تهديد السجائر الإلكترونية لخطر العودة للتدخين لدى بعض المدخنين السابقين.
وأبرزت الأبحاث السابقة بعض هذه المخاطر، بينما أشارت أيضا إلى أن السجائر الإلكترونية قد تكون أداة فعالة للإقلاع عن التدخين.
ووجد باحثون في دراسة منفصلة في وقت سابق من هذا العام، أن السجائر الإلكترونية كانت فعالة تقريباً بمقدار الضعف في مساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين مقارنة بالعلاج التقليدي باستبدال النيكوتين. لكن نسبة 82٪ من مدخني السجائر الإلكترونية لم يتركوا التدخين بعد عام. ومن بين أولئك الذين تركوا التدخين، واصل 80٪ منهم التدخين الإلكتروني.
وأشارت بعض الأبحاث إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يؤدي مؤقتاً إلى تقليل استهلاك السجائر دون الإقلاع تماماً عن التدخين.
وبينما أن تدخين عدد أقل من السجائر قد يقلل من التعرض للمواد الكيميائية المسببة للسرطان، تشير الأبحاث الجديدة أيضاً إلى أن تدخين السجائر الالكترونية، يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة طويلة الأجل على صحة القلب والرئة.
وكشفت دراسة نشرت هذا العام في مجلة رابطة القلب الأمريكية، أن التدخين وتدخين السجائر الإلكترونية، يرتبطان بزيادة مشابهة في خطر الإصابة بنوبات قلبية. ووجدت الدراسة أن استخدام الطريقتين في التدخين، كان أكثر خطورة من استخدام واحدة منهما.