دراسة: الوجبات السريعة قد تساهم في زيادة فرص اكتئاب المراهقين
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- المراهقة، هي المرحلة التي تميز الأشخاص بمواقفهم الجريئة، وتقلبات المزاج، ولكن على مدار العقد الماضي، برز تزايد سمة مثيرة للقلق، ترتبط بتلك الفترة ألا وهي "الاكتئاب".
توصلت دراسة جديدة إلى أن أحد أسباب ذلك، قد يكون نظاماً غذائياً قائماً على الوجبات السريعة والقليل من الأطعمة النباتية.
ووجد الباحثون من جامعة ألاباما في برمنجهام، عندما قاموا بتحليل البول لدى مجموعة من طلاب المدارس المتوسطة، مستويات عالية من الصوديوم ومستويات منخفضة من البوتاسيوم.
وقالت المؤلفة الرئيسية سيلفي مورج، ورئيسة قسم علم النفس بجامعة UAB: "نسبة عالية من الصوديوم، أي يجب التفكير في الأطعمة المصنعة. وذلك يشمل الوجبات السريعة والوجبات المجمدة والوجبات الخفيفة غير الصحية".
وأضافت مورج أن انخفاض البوتاسيوم يعتبر مؤشراً على نظام غذائي يفتقر إلى الفواكه والخضروات الصحية الغنية بالبوتاسيوم، مثل الفول والبطاطا الحلوة والسبانخ والطماطم والموز والبرتقال والأفوكادو والزبادي وحتى سمك السلمون.
ووجدت الدراسة أيضاً أن مستويات البول العالية من الصوديوم والبوتاسيوم، دلّت على وجود علامات اكتئاب أكثر بعد عام ونصف، حتى بعد تعديل بعض المتغيرات مثل ضغط الدم والوزن والعمر والجنس.
وقالت ليزا دريير أخصائية تغذية، وواحدة من المساهمين في قسم الصحة والتغذية في CNN، إن نتائج الدراسة منطقية، لأن "الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم هي أطعمة صحية. لذا، إذا كان المراهقون يدرجون أغذية غنية بالبوتاسيوم في نظامهم الغذائي، فمن المحتمل أن يتمتعوا بمزيد من الطاقة ويشعرون بشعور أفضل بشكل عام، مما قد يؤدي إلى شعور أفضل بالرفاهية وتحسن الصحة العقلية".
اتجاه مقلق
ووجد تحليل للبيانات الوطنية أن نسبة حالات الاكتئاب الرئيسية ارتفعت لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً خلال العام الماضي، وقد ارتفعت بنسبة كبيرة بين عامي 2005 و2017 بحيث بلغت 52%. وكان معدل الاكتئاب، والضيق النفسي والأفكار الانتحارية خلال العام الماضي بين المراهقين الأكبر سناً ولدى الشباب أعلى من ذلك حيث بلغت 63%.
ويمكن أن تساهم العديد من العوامل في هذا الاتجاه المميت بين المراهقين، بما في ذلك قلة النوم المزمن، الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى الخوف من تغير المناخ.
وكشفت دراسات سابقة، عن صلة بين الوجبات السريعة والسلع المخبوزة المصنعة والاكتئاب لدى البالغين، حيث أكدت إحدى الدراسات التي أجريت في إسبانيا على حوالي 9 آلاف شخص على مدى 6 سنوات، أن خطر الإصابة بالاكتئاب أعلى بنسبة 48% لدى أولئك الذين تناولوا الأطعمة المصنعة بدرجة عالية.
كما وجد تحليل للبحوث في الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وأستراليا واليونان وإيران "ارتباطاً قوياً" بين النظام الغذائي والاكتئاب. وأظهرت نتائج هذا التحليل أن الأشخاص الذين تجنبوا نظاماً غذائياً عالي التصنيع، واتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط التي تشمل الفواكه الطازجة والخضروات والمكسرات والبذور والقليل من اللحوم الحمراء أو الأطعمة المصنعة، قللوا من خطر الاكتئاب.
العينة صغيرة يلزم المزيد من البحث
كانت الدراسة الجديدة صغيرة، بحيث شملت 84 فرداً فقط من البنين والبنات في المدارس المتوسطة. لكن الأساليب كانت صلبة: تم أخذ عينات البول في الليل لاختبار موضوعي عن الصوديوم المرتفع والبوتاسيوم المنخفض في الأساس ومرة أخرى بعد عام ونصف. تم جمع أعراض الاكتئاب في كلتا الحالتين خلال مقابلات مع الأطفال وأولياء أمورهم.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، إنها وجدت فقط صلة بين الصوديوم والاكتئاب، وليس السبب والنتائج، لذا هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
وقالت أخصائية التغذية دراير: "قد يكون صحيحاً أيضاً أن النظام الغذائي السيئ يمكن ربطه بعوامل الخطر الأخرى للاكتئاب، مثل العزلة الاجتماعية، نقص الدعم، عدم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وتعاطي المخدرات".
وأضافت أنه قد يكون من الصعب التأكد مما إذا كان النظام الغذائي هو العامل في ذلك، أو مجرد علامة لعوامل الخطر الأخرى للاكتئاب.