مخاطر الزهايمر قد تزيد بنسبة 75٪ بتناول الأشخاص للدهون غير المشبعة

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: SEBASTIEN BOZON/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة طب الأعصاب أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الدهون غير المشبعة في دمهم، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف لأي سبب، وذلك بنسبة تتراوح بين 50٪ و75٪.

محتوى إعلاني

ويقول الدكتور نيلوم ت. أغاروال، أخصائي في أمراض الأعصاب، وغير مشارك في الدراسة: "توضح هذه الدراسة أن هناك نتائج سلبية للدماغ"، بالإضافة إلى النتائج القلبية الوعائية المعروفة والمرتبطة بنظام غذائي يحتوي على مستوى عالٍ من الدهون غير المشبعة".

محتوى إعلاني

دراسة مهمة

وفي هذه الدراسة تمت متابعة أكثر من 1600 شخص من الرجال والنساء اليابانيين، لا يعانون من الخرف، على مدى 10 سنوات. وقد تم إجراء اختبار دم في بداية الدراسة، لقياس مستويات الدهون غير المشبعة وتم تحليل وجباتهم الغذائية.

وثم قام الباحثون بدراسة العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالخرف، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والتدخين. ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الدهون غير المشبعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تترواح بين 52٪ و74٪ مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أدنى منها.

وقال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، أخصائي في أمراض الأعصاب، ومدير عيادة الوقاية من مرض الزهايمر في "وايل كورنيل" للطب في نيويورك: "استخدمت الدراسة علامة مستويات الدهون غير المشبعة في الدم، بدلاً من الاستبيانات الغذائية التقليدية الأكثر استخداماً، مما يزيد من صحة النتائج العلمية".

وأضاف إيزاكسون، الذي لم يشارك في الدراسة أنها مهمة لأنها تستند إلى أدلة مسبقة على أن المدخول الغذائي للدهون غير المشبعة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

ما هي الدهون غير المشبعة؟

ويمكن أن تأتي الدهون غير المشبعة بشكل طبيعي وبكميات قليلة من بعض أنواع اللحوم والألبان، ولكن الكمية الأكبر تأتي إلى حد بعيد من صنع الإنسان.

وتسمى هذه الدهون أيضاً بالأحماض الدهنية غير المشبعة، ويتم إنتاج الدهون غير المشبعة الاصطناعية من خلال عملية صناعية تعمل على إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة لجعلها أكثر صلابة (مثل السمن).

وتدخل الدهون غير المشبعة في صناعة المواد الغذائية لأنها رخيصة الثمن، وتستمر صلاحيتها لفترة طويلة وتعطي الأطعمة مذاقاً رائعاً.

وإلى جانب الأطعمة المقلية، توجد الدهون غير المشبعة في كريمة القهوة، والبيتزا المجمدة، والكعك، البسكويت، وعشرات الأطعمة الأخرى المصنعة.

ووجد الباحثون في الدراسة اليابانية، أن المعجنات الحلوة كانت أقوى مساهم في مستويات الدهون غير المشبعة، ويليها السمن، والحلوى، والكراميل، والكرواسان، والمثلجات من غير الألبان، والآيس كريم، ومن ثم مقرمشات الأرز.

الإجراء التنظيمي للولايات المتحدة

وحظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في العام 2015 الدهون غير المشبعة، وذلك بعد بحث مستفيض كشف العلاقة بين الدهون غير المشبعة وارتفاع مستوى الكوليسترول السيئ (LDL)، إلى جانب الحد من الكوليسترول الجيد (HDL).

وأُعطيت الشركات مهلة 3 سنوات للتوقف عن استخدامها، ثم بدأت ادارة الاغذية والدواء في إضافة ملحقات لأجزاء مختلفة من الصناعة، كان آخرها في 1 يناير/كانون الثاني.

ولكن وفقاً لإدارة الأغذية والدواء (FDA)، حتى لو التزمت المصانع بذلك، فذلك لا يعني أن الدهون غير المشبعة اختفت عن أرفف البقالة. وفي حال كانت إحدى الوجبات المقدمة تحتوي على أقل من 0.5 جرام من الدهون غير المشبعة، يمكن للشركات تسمية الغذاء بأنه يحتوي على "0 جرام" منها.

وحتى في هذه الجرعات الصغيرة، ستظل الدهون غير المشبعة الاصطناعية موجودة للإسهام في أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكري وغيرها من الحالات، مثل الخرف.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور توشيهارو نينوميا، الأستاذ في جامعة كيوشو في فوكوكا، اليابان، في بيان: "في الولايات المتحدة، الكميات الصغيرة التي لا يزال مسموحاً بها في الأطعمة، ويمكن أن تصبح مرتفعة إذا تناول الأشخاص حصصا ًمتعددة من هذه الأطعمة، وما زالت الدهون غير المشبعة مسموحاً بها في العديد من البلدان الأخرى".

وقال آيزاكسون إنه يجب على الأشخاص المعرضين للخطر الاهتمام بعناية بملصقات التغذية. وعندما يتعلق الأمر بملصقات التغذية، كلما قل عدد المكونات، وكلما كان ذلك أفضل! بحيث يجب التركيز على الطعام الطبيعي الكامل وتقليل أو تجنب المكونات التي تمت معالجتها بدرجة عالية.

وأضاف أغاروال: "يجب نشر هذه الرسالة في البلدان التي لم يتم فيها فرض حظر على الدهون غير المشبعة أو حيث يصعب تنفيذها".

   

 

نشر
محتوى إعلاني