الصين تسجل حالتي إصابة بالطاعون.. لماذا لا يزال المرض مهما؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت السلطات في الصين، الثلاثاء، أن هناك شخصان يتم علاجهما من الطاعون. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اكتشاف المرض في المنطقة، ويعد هذا المرض، والذي تسبب في كارثة "الموت الأسود" بأوروبا، أحد أخطر الأوبئة في تاريخ البشرية.

محتوى إعلاني

وفي مايو/أيار، توفي زوجان منغوليان بسبب الطاعون الدبلي، بعد تناولهما الكلى النيئة لحيوان المرموط، والذي يعد بمثابة وصفة علاج شعبية.

محتوى إعلاني

وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية، "شينخوا"، أنه تم تشخيص حالة المريضين الأخيرين، من مقاطعة منغوليا الداخلية الصينية، بالطاعون الرئوي، من قبل الأطباء في العاصمة الصينية بكين. ويتلقى المصابان العلاج حالياً في مقاطعة تشاويانغ في بكين، وقد طبقت السلطات تدابير المكافحة الوقائية اللازمة.

ويمكن أن يتطور الطاعون، الناجم عن البكتيريا، والذي ينتقل عن طريق لدغات البراغيث والحيوانات المصابة، بثلاثة أنواع مختلفة، إذ يسبب الطاعون الدبلي تضخم الغدد الليمفاوية، في حين يسبب طاعون إنتان تلوث الدم ويصيب الطاعون الرئوي الرئتين.

ويعد نوع الطاعون الرئوي، وهو النوع الذي يعاني منه المريضان الصينيان، الأكثر خطورة وتفتيكاُ، وإذا تُرك بدون علاج، فقد يفتك بالمصاب، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

وخلال العصور الوسطى، دمر تفشي وباء الطاعون أوروبا، إذ أسفر عن مقتل نحو 50 مليون شخص. ومنذ ذلك الحين، اُخترعت المضادات الحيوية، والتي يمكنها علاج معظم حالات العدوى إذا اُكتشفت مبكراً، ولكن لم ينته الطاعون بعد، وقد حقق عودةً حديثاً.

وخلال الفترة الممتدة من عام  2010 إلى 2015، تم تسجيل أكثر من 3 آلاف و248 حالة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 584 حالة وفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وتعد البلدان الأكثر انتشاراً للمرض المزمن هي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومدغشقر، وبيرو.

وفي الولايات المتحدة، كانت هناك عشرات الحالات من الطاعون كل عام، بحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها. وفي عام 2015، توفي شخصان في كولورادو بسبب الطاعون، وفي عام 2014، سجلت 8 حالات في الولاية.

وبعد أن تسبب ما يقرب من 50 ألف حالة إصابة بشرية خلال الـ20 عاماً الماضية، وتصنف منظمة الصحة العالمية الطاعون حالياً على أنه مرض متجدد الظهور.

كيف تصاب بالطاعون؟ وهل هو قابل للعلاج؟

وبحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها، عادةً ما يصاب الأشخاص بالطاعون بعد تعرضهم لعضة القوارض التي تحمل بكتيريا باليرسينيا الطاعونية، ويمكن أن تصيب الحيوانات المصابة بالعدوى، مثل القطط والكلاب، أصحابها.

وتقاوم البكتيريا لأن مستويات منخفضة تنتشر بين أنواع بعض القوارض، بحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها. وتعد الحيوانات المصابة والبراغيث بمثابة خزانات طويلة الأجل للبكتيريا.

وأشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى أن الفئران وحداها ليست المسؤولة عن ذلك، فكارثة "الموت الأسود" ربما قد انتشرت عن طريق البراغيث البشرية وقمل الجسم.

ولا يوجد حالياً لقاح فعال ضد الطاعون، ولكن يمكن أن تمنع المضادات الحيوية الحديثة حدوث المضاعفات والموت إذا ما أُخذت بوقتٍ كافٍ. ومع ذلك، فقد شهدت مدغشقر مؤخراً سلالة من وباء الطاعون الدبلي بمقاومة عالية المستوى ضد نوع المضاد الحيوي، "ستربتوميسين"، والذي يستخدم عادةً كخط سير العلاج الأولى.

ويمكن أن يتحول الطاعون الدبلي غير المعالج إلى الطاعون الرئوي، والذي يسبب الالتهاب الرئوي سريع التطور، بعد أن تنتشر البكتيريا إلى الرئتين.

ويشير تقرير حديث إلى أن الباحثين يستكشفون مجموعة متنوعة من الأساليب لتطوير لقاح فعال، ونظراً لأن تركيب اللقاحات المختلفة تؤدي إلى آليات مختلفة للمناعة، يستنتج الباحثون إلى أن توليفات الأنواع المختلفة قد تتغلب على اللقاحات الفردية المحدودة، وتمنع بشكل فعال تفشي وباء الطاعون.

كيف تحمي نفسك من الطاعون؟

تتمثل الخطوات الأساسية للوقاية من وباء الطاعون في القضاء على أماكن تعشيش القوارض في جميع أنحاء منزلك، والسقائف، والمرائب، ومناطق الترفيه عن طريق إزالة أكوام القمامة، والحطب الزائد، والأحجار المتراكمة، بحسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها.

وقم بالإبلاغ عن وجود الحيوانات المريضة أو الميتة للجهات المسؤولة، ولا تحاول لمسها بنفسك. وإذا كنت بحاجة إلى التعامل مع حيوان مريض أو ميت، فعليك ارتداء القفازات.

واستخدام طارد الحشرات الذي يحتوي على "DEET" لمنع لدغات البراغيث، وقم بعلاج حيوانك الأليف، الكلاب أو القطط، من البراغيث بانتظام. ولا تنم بجانب حيوانك الأليف، لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بالطاعون.

وأخيراً، يجب أن تبتعد حيواناتك الأليفة من أماكن تواجد القوارض.

 

نشر
محتوى إعلاني