دراسة جديدة: إعطاء الرضع المضادات الحيوية مرتبط بالحساسية في مرحلة الطفولة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تؤدي المضادات الحيوية الموصوفة عادة للأطفال إلى زيادة خطر الإصابة بالحساسية لاحقًا في مرحلة الطفولة، ربما لأن الأدوية يمكن أن تؤثر على بكتيريا أمعاء الرضيع، وفقًا لبحث جديد.
ونُشر البحث في المجلة الطبية "JAMA Pediatrics". وقد وجد أن الأطفال الذين تلقوا المضادات الحيوية، والبنسلين أو السيفالوسبورين أو السلفوناميد أو الماكروليد، لديهم فرصة أكبر للاصابة بالحساسية مثل الحساسية الغذائية أو الربو أو التهاب الجلد.
ورغم أن الورقة البحثية وجدت صلة بين المضادات الحيوية وأمراض الحساسية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العلاقة السببية.
وقال الدكتور كادي نايلند، وهو طبيب أطفال وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال في جامعة الخدمات المنظمة للعلوم الصحية في ماريلاند، وهو مؤلف البحث الجديد: "لقد فوجئت برؤية رابط لجميع فئات المضادات الحيوية مع التطور اللاحق لمرض الحساسية".
وقال "لقد أثبتنا أن المضادات الحيوية لا ترتبط فقط بزيادة خطر الإصابة بأمراض الحساسية ولكن هناك خطر متزايد مرتبط بوصفة أنواع متعددة من المضادات الحيوية". وأضاف أن "الحد من وصفات المضادات الحيوية غير الضرورية للعدوى الفيروسية مثل نزلات البرد قد يكون خطوة نحو منع تطور مرض الحساسية".
وتضمن البحث تحليل السجلات الطبية لـ 798426 طفلاً كانوا مستفيدين من برنامج الرعاية الصحية لوزارة الدفاع "TRICARE" والذين وُلدوا بين عامي 2001 و 2013.
وفحص الباحثون الأطفال الذين تم إعطاءهم وصفات للبنسلين أو البنسلين مع مثبطات اللاكتاماز ب، والسيفالوسبورين، والسلفوناميد أو الماكروليد خلال الأشهر الستة الأولى من العمر.
كما فحص الباحثون الأطفال الذين تم تشخيصهم فيما بعد بحساسية مثل الحساسية الغذائية، والحساسية المفرطة، والربو، والتهاب الجلد التأتبي، والتهاب الأنف التحسسي، والتهاب الملتحمة التحسسي، أو التهاب الجلد التماسي.
ووجد الباحثون أن المضادات الحيوية التي قاموا بتقييمها ارتبطت بزيادة المخاطر للتشخيص اللاحق لمرض الحساسية. وكان الخطر أقل بالنسبة للسلفوناميدات وأعلى للبنسيلين.
وقال نايلند إن "وصف المضادات الحيوية يزيد من خطر الإصابة بأمراض الحساسية في وقت لاحق في أي مكان من 8٪ للحساسية الغذائية إلى 47٪ للإصابة بالربو".
وكان للدراسة بعض القيود، بما في ذلك أن البحث وجد علاقة ولكن ليس علاقة سببية. لذلك، يمكن أن يكون الأطفال الذين يتعرضون لخطر متزايد للإصابة بأمراض الحساسية أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات البكتيرية التي تتطلب المضادات الحيوية.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد طبيعة الرابط الذي تم العثور عليه.
وقالت الدكتورة بورفي باريك، أخصائية أمراض الحساسية والمناعة بجامعة "NYU Langone Health" في نيويورك ومتحدثة باسم شبكة الحساسية والربو، التي لم تشارك في البحث: "يجب أن نكون حذرين في التأكيد على أن هذه علاقة، وليست علاقة سبب ونتيجة".
وأضافت أن أحد الأسباب وراء وجود ارتباط هو أن "ميكروباتنا، وخصوصا في أمعائنا، تلعب دورا كبيرا في أجهزة المناعة لدينا. ومن المعروف أن المضادات الحيوية لا تقتل فقط البكتيريا التي تسبب العدوى، ولكن أيضا البكتيريا الجيدة التي يحتاجها الجهاز المناعي لحمايتنا من الإصابة بأمراض الحساسية أو المناعة الذاتية".
وتابعت أن البحث "مفيد" بمعنى أنه "يؤكد أكثر ما نعرفه عن استخدام المضادات الحيوية المرتبطة بتغيرات الميكروبيوم، والتي قد تؤدي إلى أمراض المناعة المختلفة مثل أمراض الحساسية".
وقالت إنه بشكل عام: "يجب على الآباء أن يعلموا أن هذه الدراسة تظهر ارتباطا ولكن ليس بالضرورة السبب والنتيجة. لذلك، إذا كان الطفل يحتاج حقا إلى مضاد حيوي لعدوى بكتيرية، فلا ينبغي لهم أن يحجبوها بسبب الخوف من أمراض الحساسية". ومع ذلك، لا ينبغي للمرء استخدام مضادات حيوية أكثر من اللازم إذا لم تكن هناك حاجة إليها - لفيروس أو نزلة برد - حيث قد تكون هناك عواقب طويلة الأجل جراء الإفراط في الاستخدام.