الحصول على الكمية الموصى بها من النشاط البدني يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان
سلطت دراسة جديدة الضوء على فائدة صحية محتملة لممارسة الرياضة: انخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأورام السريرية، حللت بيانات من أكثر من 750 ألف شخص من البالغين في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، ووجدت أن الكميات الموصى بها من النشاط البدني مرتبطة بمخاطر أقل للإصابة بسبع أنواع من السرطان، من بين 15 نوعا نظر الباحثون فيها.
وكانت هذه الأنواع من السرطان القولون والثدي والكلى والورم النخاعي والكبد والأورام اللمفومة اللاهودجكينية وبطانة الرحم.
توصلت عدة دراسات سابقة إلى استنتاجات مماثلة حول النشاط البدني والسرطان. في أحدث تحليل، توصل الباحثون إلى عمق العلاقات بين مقدار النشاط البدني ومدى انخفاض خطر الإصابة بالسرطان.
أظهرت المستويات الموصى بها من النشاط البدني ما يمكن أن يكون مجموعة من الفوائد المحتملة، من انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 6-10 ٪ إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 18-27 ٪.
في بعض أنواع السرطان، شوهدت معظم تلك المخاطر المخفّضة مع الكميات الموصى بها من النشاط البدني. في السرطانات الأخرى، وجدت الدراسة أن نشاط بدنيا أعلى بكثير من التوصيات الحالية قد يرتبط بأدنى مستويات الخطر.
يقول المؤلفون إن هذا "قد يعكس اختلافات مهمة في الآليات البيولوجية الأساسية لأنواع السرطان البارزة".
يوصي مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة أن يحصل البالغون على الأقل على ساعتين ونصف من التمارين الهوائية معتدلة الشدة، أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية الشديدة، أو مزيج مشابه من الاثنين في الأسبوع.
يقول المؤلفون إن بياناتهم معتمدة على نشاط بدني تم الإبلاغ عنه ذاتيا في وقت واحد فقط وأن غالبية الأشخاص الذين شملتهم الدراسة كانوا من البيض، مما قد يحد من مدى قابلية تطبيق نتائجهم على نطاق أوسع.
عند ضبط مؤشر كتلة الجسم، أو BMI، اختفى الارتباط بين سرطان بطانة الرحم والنشاط البدني. ومع ذلك، كان لهذا "تأثير محدود" على أنواع أخرى من السرطان، كما قال المؤلفون. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك ارتباط كبير بين سرطان الغدد اللمفومة اللاهودجكيِنية فقط عند النساء، وكان الشيء نفسه ينطبق على سرطان القولون لدى الرجال.
يحذر الباحثون من أن الدراسة لا تظهر بشكل قاطع أن التمرين يتسبب مباشرة في انخفاض خطر الإصابة بالسرطان. يقول خبراء الصحة أنه قد يكون هناك العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورا في ذلك.
يوضح المعهد الوطني للسرطان أن "هناك أدلة قوية على أن المستويات المرتفعة من النشاط البدني ترتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بسرطان". ومع ذلك، "قد يختلف الأشخاص غير النشطين جسديا عن الأشخاص النشطين بطرق أخرى غير مستوى نشاطهم البدني.
وقال المعهد إن "هذه الاختلافات الأخرى، بدلاً من الاختلافات في النشاط البدني، يمكن أن تفسر مخاطر السرطان المختلفة". "على سبيل المثال، إذا لم يكن شخص ما على ما يرام، فقد لا يمارس الكثير من النشاط، وأحيانا لا يشعر الناس بحالة جيدة لأنهم مصابون بسرطان غير مشخص."
تم ربط عدد من العوامل الأخرى بمخاطر السرطان، بما في ذلك التدخين والنظام الغذائي والسمنة.