دراسة جديدة تكشف أن الإرهاق مرتبط بنبض قلب غير منتظم وقاتل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت تشعر بإعياء ذهني وبدني عميق، أو ما يُعرف باسم الإرهاق، فإن بحثاً جديداً يشير إلى احتمال تعرضك لخطر اضطراب ضربات القلب القاتل.
الرجفان الأذيني، المعروف أيضاً باسم "AFib" أو "AF"، هو عبارة عن اضطراب ضربات القلب الأكثر شيوعاً والسبب الرئيسي للسكتة الدماغية في أوروبا والولايات المتحدة. ويؤثر هذا المرض على أكثر من 33 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كما أنه مسؤول عما يقرب من 130 ألف حالة وفاة، و750 ألف حالة دخول إلى المستشفيات سنوياً في الولايات المتحدة.
وتظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من "AFib" بعض الأعراض مثل ألم وخفقان في الصدر، وضيق في التنفس، وتعب. ولكن بالنسبة للآخرين، لا تظهر أعراض المرض، وبذلك يكون القاتل الصامت المحتمل.
وتشير دراسة جديدة نشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية إلى أن الإجهاد المزمن والإرهاق يمكن أن يكونا عاملاً رئيسياً للإصابة بهذا المرض.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور بارفين جارج، أستاذ مشارك في الطب السريري في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: "نعلم أن التوتر قد يسبب أنواعاً أخرى من أمراض القلب، ولكن هذه الدراسة الأولى التي تربط حقاً الإرهاق بزيادة احتمالية تعرضك لخطر عدم انتظام ضربات القلب".
وأضاف جارج: "نعرف بعض عوامل الخطر الرئيسية المهمة للغاية، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، لكن هذا لا يفسر كل شيء عن سبب إصابتنا بهذه الحالة. نحن نربط بين الإرهاق والرجفان الأذيني الأمر الذي لم يتم وصفه من قبل".
الإجهاد والقاتل الصامت
وفقاً للمعهد الأمريكي للإجهاد، يقر 80٪ من العمال الأمريكيين بأنهم يشعرون بالتوتر في الوظيفة، ويقول نصفهم إنهم بحاجة إلى المساعدة في للسيطرة على الإجهاد. أما في المملكة المتحدة، فقد قال حوالي 600 ألف شخص إنهم عانوا من التوتر أثناء العمل، خلال العام 2018.
ولكن كما يقول الخبراء، المسألة أكثر من مجرد العمل. إنها دورة على مدار 24 ساعة، الاتصال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي، والسباق لتكون الأفضل فيما تقوم به في المنزل وفي العمل.
وأضاف جارج: "يمكن أن يكون الإرهاق بسبب أي نوع من الضغوط، وليس بالضرورة أن يكون بسبب العمل".
وأظهرت أبحاث سابقة وجود صلة قوية بين الغضب، والقلق، والاكتئاب، والإرهاق، والعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب التاجية وفشل القلب.
لكن عندما يتعلق الأمر بـ "AFib"، كانت نتائج الدراسات مختلطة. وأظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين الرجفان الأذيني والغضب أو متلازمة الإجهاد اللاحق للصدمة. وتشير دراسات أخرى إلى أن الاكتئاب والتأثيرات النفسية-الاجتماعية الأخرى هي نتيجة الإصابة بهذه الحالة، وليست سبب الإصابة بالمرض.
وقال الدكتور جون رامسفيلد، كبير مسؤولي الابتكار والعلوم في الكلية الأمريكية لأمراض القلب، الذي لم يشارك في الدراسة، إن الإدراك بأن الأعراض مثل التعب والإرهاق مهمة من الناحية الطبية، يتزايد. وأضاف: "قد يكون لدى البعض معدل ضربات قلب أعلى واستجابة مرتفعة للإجهاد. من الواضح أن مثل هذه الأعراض ليست صحية، لكن التحدي يكمن في اكتشاف السبب، ومن ثم التدخل لتحسينها".
دراسة طويلة الأجل
وتابع جارج وفريقه حوالي 12000 رجل وامرأة لم يعانوا من الـ "AFib" على مدار 25 عاماً. وتم تقييم المشاركين في 5 مناسبات منفصلة، ثم قورنت النتائج بعدد الأشخاص الذين عانوا من الرجفان الأذيني خلال تلك الفترة الزمنية.
ولم يتم العثور على أي ارتباط بين مستويات الغضب والدعم الاجتماعي أو استخدام مضادات الاكتئاب مع اكتمال التحليل. فقط الأشخاص الذين سجلوا نسبة عالية من التعب الشديد والشعور بالإحباط، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
وقال رامسفيلد إن "الدراسة الحالية عبارة عن تقييم أولي لعلاقة محتملة بين الإرهاق والرجفان الأذيني. إنها دراسة رصدية لا يمكنها أن تكون علاقة سببية".