عدد ضحايا فيروس كورونا في الصين يتخطى ضحايا وباء سارس

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تخطى عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا ووهان في الصين، عدد الوفيات الناجمة عن وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد، الذي يُعرف بـ"سارس" عام 2003.

محتوى إعلاني

وتُوفي أكثر من 360 شخصاً جراء الإصابة بفيروس كورونا التاجي، وفقاً لما ذكرته السلطات الصحية بالبلاد، الاثنين.

محتوى إعلاني
متطوع يرتدي ملابس وقائية ويطهر أحد الشوارع في مدينة تشينغداو بالصين في 29 يناير/كانون الثاني Credit: Yu Fangping/Costfoto/Sipa USA

وبلغ إجمالي عدد الحالات في الصين 17 ألف و205 شخص حتى مساء يوم الأحد، بزيادة تبلغ أكثر من ألفين و800 شخص مقارنة باليوم اليوم السابق، أو حوالي نسبة 20 %.

وأدى تفشي مرض سارس، وهو سلالة أخرى من فيروس كورونا عام 2003، إلى إصابة 5 آلاف و332 شخصاً في الصين، وتسبب في وفاة 349 شخصاً.

وتم تأكيد أول حالة وفاة من الفيروس التاجي خارج الصين في نهاية الأسبوع.

وأكد مسؤلو الصحة في الفلبين أن رجلاً صينياً يبلغ من العمر 44 عاماً، تُوفي يوم السبت بعد أن سافر إلى البلاد قادماً من ووهان. وحتى الآن، تم الإبلاغ عن أكثر من 175 حالة خارج الصين، ومعظمها على صلة مباشرة بالبلاد، عبر أكثر من 25 دولة ومنطقة حول العالم.

وبدأت العديد من الدول في إغلاق حدودها أمام الزوار من الصين، حيث قامت شركات الطيران الكبرى بإلغاء رحلاتها من وإلى البلاد. وبلغ عدد حالات الإصابة في ألمانيا 10 حالات يوم الأحد، كما تم الإبلاغ عن حالات جديدة في كل من كوريا الجنوبية، وفيتنام، وماليزيا، وماكاو، وهونغ كونغ.

وأعلنت كل من الولايات المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا أنها لن تسمح بدخول الرعايا الأجانب الذين سافروا من الصين أو عبروا إليها. وسيواجه المواطنون في تلك الدول الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول.

الصين تكافح للسيطرة على الفيروس

لحظات وداع مؤلمة بجامعة سنجان الطبية في مدينة أورومتشي في الصين لأحد أعضاء فريق طبي وهو يغادر إلى ووهان في 28 يناير/كانون الثانيCredit: Wang Fei/Xinhua/Sipa USA

وفي ووهان، مركز انطلاق الفيروس، حيث تم الإبلاغ عن معظم حالات الوفيات، كان هناك بصيص من الأمل يوم الاثنين، بافتتاح أول مستشفيين لهذا الغرض. واستغرقت عملية البناء حوالي أسبوع من قبل آلاف العمال على مدار الساعة، وبحسب خطة مماثلة استخدمت خلال تفشي وباء السارس عام 2003.

وستوفر الغرف في المستشفيين آلاف الأسرّة الإضافية في ووهان. كما تم إرسال الآلاف من ممارسي الرعاية الصحية، للمساعدة والعمل في المستشفيات العادية في المدينة، وأجزاء أخرى من مقاطعة هوبي.

دراسة العدوى

أطفال يرتدون زجاجات بلاستيكية كأقنعة واقية منزلية الصنع فوق الأقنعة الواقية أثناء انتظارهم تسجيل الوصول إلى رحلة في مطار العاصمة بكين يوم الخميس 30 يناير/كانون الثاني في بكين، الصينCredit: Kevin Frayer/Getty Images

وشرعت العديد من الدول في إجلاء مواطنيها من المناطق الأكثر تضرراً في هوبي، بينما طالبت دول أخرى بفرض الحجر الصحي الإلزامي للمواطنين العائدين إلى ديارهم، بالإضافة إلى إغلاق حدودها أمام جميع الزوار من الصين. 

كما قامت شركات طيران كبرى، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية، والخطوط الجوية الأمريكية، وطيران كندا، بإلغاء أو خفض رحلاتها إلى الصين في المستقبل المنظور.

ويعود الشعور بالقلق إلى عدم وجود بروتوكول علاج أو علاج مؤكد للفيروس، والذي يبدو سريع الانتشار، وإن لم يكن مميتًا مثل وباء سارس، إذ أسفرت حوالي 10% من حالات الإصابة بـ"سارس" عن الوفاة، في حين أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في ووهان، أسفرت عن حوالي 2% من حالات الوفاة.

وقال الأطباء في تايلاند، الأحد، إنهم عالجوا بنجاح مريض مصاب بالفيروس التاجي في ووهان بمزيج من الأدوية المضادة للفيروسات.

وقال كريانجساك أتيبورنوانيتش، وهو طبيب بمستشفى راجافيث في بانكوك، خلال مؤتمر صحفي لوزارة الصحة إنه عالج مصابةً تبلغ من العمر 71 عاماً من الصين بمزيج من الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية والإنفلونزا.

وقال أتيبورنوانيتش إن المصابة سبق وأن عولجت فقط بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية.

وأكد مسؤولون في المؤتمر الصحفي أن نتائج أحدث اختبار معملي أظهرت أنه لا يوجد أي أثر للفيروس في الجهاز التنفسي للمصابة.

وسبق وأن أبلغت مستشفيات بكين عن استخدام عقاقير فيروس نقص المناعة البشرية لعلاج مرضى الفيروس التاجي، رغم أنها لم تثبت نجاحها بوضوح.

وجاء تطور مقلق آخر خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ اكتشف العلماء في الصين أن عينات البراز من المرضى المصابين بفيروس كورونا التاجي أثبتت أنها إيجابية لمسببات الأمراض، ما يعني أنه من الممكن للغاية وجود الفيروس، وانتشاره من خلال البراز الملوث.

وفي السابق، كان يعتقد أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي من خلال قطرات تنبعث في حالات السعال، أو العطس،  أو من خلال أي نوع اتصال مباشر آخر.

ويذكر أن أهم حالات تفشي وباء سارس خلال عام 2003 كانت بمنطقة "Amoy Gardens" السكنية في هونغ كونغ. حيث يعتقد أن الفيروس قد انتشر "عن طريق الهباء الجوي لجزيئات البراز من خلال نظام الصرف الصحي الداخلي"، وفقاً لتقرير صادر عن المعهد الوطني الأمريكي للطب.

 

نشر
محتوى إعلاني