الولايات المتحدة تضع استراتيجية لإبطاء انتشار فيروس كورونا التاجي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مضى أسبوعان منذ أن سجلت الولايات المتحدة أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا التاجي، والآن اتضحت الاستراتيجبة التي ستتخذها البلاد نهجاً لمحاربة الفيروس القاتل، فما هي؟
وتشير الاستراتيجية إلى أنه من المستحيل إيقاف هذا الفيروس في الوقت الحالي، ويمكن إبطاء انتشاره فقط، ويعود ذلك لأسباب عديدة.
أولاً، يسافر الأشخاص إلى الولايات المتحدة كل يوم قادمين من الصين، حيث أصاب الفيروس المكتشف حديثاً آلاف الأشخاص، وعلى الرغم من وجود فحوصات طبية في مطارات الولايات المتحدة، وفرض القيود على الأشخاص الذين يُسمح لهم بالدخول إلى البلاد، وفرض الحجر الصحي على بعض الركاب، إلا أن مسؤول حكومي يقول إنه من الصعب اكتشاف جميع الحالات المصابة.
وتتوقع المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها العثور على مزيد من حالات الإصابة بالفيروس التاجي في الولايات المتحدة، والمزيد من الحالات التي تنطوي على انتقال العدوى من شخص إلى آخر. ومع ذلك، فإن الخطر على الشعب الأمريكي يبقى منخفضاً.
وقالت مديرة المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، الدكتور نانسي ميسونييه، خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين إنه "من المهم أن نعرف أن هذه الاستراتيجية لا تهدف إلى الإمساك بكل مسافر عائد من الصين بفيروس كورونا الجديد، ونظراً لطبيعة هذا الفيروس وكيفية انتشاره، سيكون ذلك مستحيلًا. ولكن من خلال العمل معاً، يمكننا السيطرة على الغالبية".
وأضافت ميسونييه أن الهدف بدلاً من ذلك هو "إبطاء دخول هذا الفيروس إلى الولايات المتحدة".
وقال مستشار مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الدكتور ويليام شافنر، إن فحص المسافرين القادمين من الصين اليوم، يُعد بمثابة مهمة شاقة للغاية مقارنةً بعام 2003، خلال فترة انتشار فيروس سارس.
وأشار شافنر إلى أن "حجم السفر قد زاد بشكل كبير منذ تلك الفترة. بالإضافة إلى العدد الهائل من المسافرين من وإلى الصين مقارنة بالسابق، ما يجعل هذا التحدي أكبر بكثير".
ومن العوامل الأخرى التي تجعل تفشي المرض الحالي تحدياً هو أنه مع تزايد عدد الحالات، يصبح من الصعب القيام بما يطلق عليه خبراء الأمراض تتبع الاتصال، أي تتبع كل شخص كان المصاب على اتصال بهم، وإذا لزم الأمر، اجراء فحوصات على هؤلاء الأشخاص للتأكد من عدم إصابتهم.
وخلال أسبوعين فقط، تم تأكيد 11 حالة إصابة بفيروس كورونا التاجي في الولايات المتحدة. والجدير بالذكر أنه خلال فترة تفشي فيروس السارس بأكملها، لم يكن هناك سوى 8 حالات مؤكدة مختبرياً على مدى عدة أشهر، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية،الثلاثاء، أنها سمحت باستخدام فحص فيروس كورونا التاجي المحضر من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في مختبرات مؤهلة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وفي السابق، كان من الممكن إجراء اختبار فيروس كورونا التاجي فقط داخل مقر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أتلانتا.
ومنذ يوم الاثنين، قامت الوكالة بفحص 178 شخصاً، وجميعهم، باستثناء 11 شخصاً، أظهروا نتائج سلبية. بالإضافة إلى ذلك، هناك 82 عينة في طريقها إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أو في انتظار الاختبار هناك.
وتحاول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن توفر الفحص إلى إدارات الصحة الحكومية لإسراع عملية الفحوصات. وقال شافنر إن هذا مهم للغاية، ويعتقد أنهم يعملون حرفياً ليلاً ونهاراً لتجميع مجموعات الاختبار وإتمام التدريب على استخدامها حتى تتمكن إدارات الصحة الحكومية من إجراء هذه الفحوصات".
وما يزيد الأمور تعقيداً أن الفحص ليس دقيقاً دائماً. وذكرت إدارة الأغذية والعقاقير أن النتائج السلبية في الاختبار لا تمنع الإصابة بالفيروس، كما يجب الجمع بين تلك النتائج مع الملاحظات السريرية، وتاريخ المريض، والمعلومات الوبائية.
وأشارت مسونييه خلال مؤتمر يوم الاثنين إلى أن "نتائج الفحص السلبية تعني على الأرجح أن الشخص غير مصاب. ومع ذلك، فقد يعني ذلك أن العدوى لم تتطور بما يكفي للكشف عنها من خلال الفحص".
وأضافت مسونييه أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها طلبت من الأطباء عينات متعددة، بما في ذلك مسحات من الأنف والحنجرة.
وأوضحت مسونييه أن فيروس كورونا التاجي، يُعد فيروساً جديد، ولم يحدد بعد أفضل توقيت، ونوع العينة المناسب لتحديد ما إذا كان الأشخاص مصابين بهذا الفيروس.
ورغم من وجود قيود على الموارد، وعدم التأكد من صحة الفحوصات، قال شافنر إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا تزال قادرة على احتواء الفيروس، قائلاً: "من الواضح أنه بالنظر إلى الموارد المحدودة، فقد اضطررنا إلى تعديل أهداف الصحة العامة لدينا، ولكنها لا تزال صارمة للغاية".