هل يُفضل إحضار الوالدين المسنين للعيش بمنزلك أثناء وباء فيروس كورونا؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع انتقال فيروس كورونا المستجد عبر المرافق التي تستضيف كبار السن في الولايات المتحدة، تتساءل العائلات في جميع أنحاء البلاد "هل يجب أن أحضر أمي أو أبي إلى المنزل؟"

محتوى إعلاني

إنه سؤال معقول.. معظم مجمعات التقاعد ومرافق الرعاية طويلة الأجل، لا تسمح بدخول الزوار، حيث طُلب من كبار السن الإقامة في غرفهم وهم وحدهم معظم اليوم.

محتوى إعلاني

قد يتصل بهم أفراد العائلة، ولكن هذا لا يملأ أوقات فراغهم، كما يتم عزل أصدقائهم في المنشأة.

في غضون أسابيع، تدهورت الظروف في العديد من هذه المراكز. ولكن هل سيكون حال أمي أو أبي أفضل، حتى مع كل التباعد الاجتماعي الواجب، في منزل الأسرة؟

بطبيعة الحال، فإن الرعاية هناك تقع مباشرة على أكتاف الأسرة، وكذلك مسؤولية شراء البقالة، الطهي، إعطاء الأدوية، الغسيل، وضمان أن تكون البيئة خالية من التلوث المحتمل.

خدمات الرعاية الصحية المنزلية يمكن أن تساعد، ولكن قد لا يكون من السهل الحصول عليها بسبب الطلب المتزايد، ونقص معدات الحماية الشخصية ومشاكل التوظيف.

مصدر قلق آخر في إعادة شخص ما إلى المنزل: تخبر بعض المرافق النزلاء أنهم إذا غادروا، حتى مؤقتًا، لن يتمكنوا من العودة.

قال الدكتور توماس كورنويل، الرئيس التنفيذي لـ"Home Centered Care Institute"، إن الذين يعانون من إعاقات معرفية قد يصبحون مشوشين أو مضطربين إذا نقلتهم الأسرة من بيئة تبدو مألوفة. يعاني البعض من مشاكل سلوكية لا يمكن التحكم بها في المنزل.

وأضاف كورنويل أن الأسر التي لديها أطفال تحتاج إلى التفكير بعناية في إعادة أحد الوالدين الأكبر سناً إلى المنزل، خاصة إذا كان يعاني من أمراض مزمنة مثل القلب أو الرئة أو أمراض الكلى. وقال: "الأطفال، بشكل عام، حتى في الأسابيع القليلة الماضية، تعرضوا لمئات آخرين [في المدرسة]"، حيث "يميلون إلى أن يكونوا ناقلين للعدوى."

في نهاية المطاف، يجب على كل عائلة أن تزن وتوازن المخاطر. هل يمكنهم إعطاء الوالد الأكبر سناً الاهتمام الكافي؟ هل لديهم القدرة على التحمل العاطفي والجسدي لفعل هذا؟ ماذا يريد الوالدان؟ هل ستعوض آلام التشرد والروتين المعطل بمتعة التواجد حول الأطفال البالغين والأحفاد؟

الدكتورة أليسون ويب، طبيبة متقاعدة، هي أم وحيدة تربي طفلاً عمره 3 سنوات وآخر عمره 7 أعوام. والدها، بوب ويب، 81 عاماً، مصاب بالخرف وتم نقله إلى المستشفى بسبب الاكتئاب، قبل أن تطلب منه ترك الانتقال إلى منزلها في سياتل.

وقالت ويب "إنه قاوم في البداية. كان يخشى التغيير، وكان قلقاً من أن أغراضه ستُترك ولن يعيدها أبدا". حتى اليوم، يتحدث بوب عن العودة إلى شقته.

ويب أشارت إلى أن طبيبة أمراض الشيخوخة في مجموعة على موقع فيسبوك قد أقنعتها أنه من الآمن بالنسبة لوالدها مغادرة مركز المعيشة الذي كان يقطن فيه.

وفي قصة أخرى، كانت والدة كولين هوبارد، ديلوريس، التي وصفتها بأنها "مرنة وعنيدة بنفس الوقت"، تحب العيش في شقة من غرفة نوم واحدة في مجمع سكني كبير في دنفر خلال العقد الماضي. في أكتوبر، تم تشخيص ديلوريس بسرطان بطانة الرحم وقررت عدم تلقي العلاج الطبي.

قالت هوبارد: "خضعت أمي للكثير من العمليات الجراحية ودخلت المستشفى عدة مرات في حياتها". وأضافت أنها لم تكن ترغب في التعامل أكثر من ذلك مع المجتمع الطبي.

في كل مرة كانت هوبارد تقترح فيها أن تنتقل والدتها للعيش معها، كانت ترفض ذلك: أرادت أن تموت في شقتها الخاصة. ولكن بعد ذلك، قبل بضعة أسابيع، حدث ألم شديد وطلبت ديلوريس أن يتم إعطاء والدتها المورفين.

وقالت هوبارد "عندها أدركت أننا قد نكون قريبين من النهاية". وأضافت "شعرت بحالة من الذعر العاجل بشكل لا يصدق كان علي إخراجها من هناك. بدأت الأمور بالفعل في الإغلاق [بسبب فيروس كورونا]. لم أستطع أن أفهم أنها قد تنقطع عني".

أعدّت هوبارد غرفة في المنزل ووضعت جرسا صغيرا يمكن أن تقرعه ديلورس إذا احتاجت إلى المساعدة. لكن، توفيت ديلوريس بعد خمسة أيام من وصولها.

نشر
محتوى إعلاني