كيف يجب أن تتعامل مع أطفالك خلال جائحة فيروس كورونا؟
ملاحظة المحرر: هذا المقال بقلم الدكتورة ميليسا ميريك، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة منع إساءة معاملة الأطفال في أمريكا، وروبرت سيج، دكتوراه في الطب، طبيب أطفال في Floating Hospital for Children في بوسطن بأمريكا.
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قد تكون جائحة Covid-19 لحظة حاسمة في حياة الأطفال، لذلك نحن مدينون لأطفالنا بالتركيز على التجارب الإيجابية خلال هذه الأوقات الصعبة، مع تقليل التجارب السلبية التي يمكن أن تؤثر بالأطفال مدى الحياة.
نحن نعلم أن التجارب الإيجابية، وخاصة العلاقات الوثيقة، تعزز نمو الطفل الصحي وتسمح لنا بتحمل تقلبات الحياة بعد الوباء الحالي.
في الوقت نفسه، يمكن أن تتسبب التجارب السلبية مثل إساءة معاملة الأطفال والإهمال والتحديات الأسرية بإلحاق ضرر دائم بصحتهم العقلية والبدنية.
في حين أن العديد من الآباء لا يفكرون في إساءة معاملة الأطفال، ولكن يعتبر رفع مستوى الوعي خلال هذه الأزمة الصحية المفتاح لذلك. ذلك لأن الضغط المتزايد على العائلات بسبب الفيروس يمكن أن يزيد من خطر تعرض الأطفال للإساءة على أيدي أحبائهم.
يتعلم الأطفال الآن في المنزل، كذلك الآباء يعملون من المنزل، أو ربما فقدوا وظائفهم، لذلك من المرجح أن لا يلاحظ أحد الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة أو الإهمال لمساعدتهم.
يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد على بعض العائلات إلى العنف المنزلي الذي يؤثر على الأطفال بعمق.
أبريل هو شهر منع إساءة معاملة الأطفال، وهو الوقت المثالي لرفع مستوى الوعي واتخاذ الإجراءات لدعم الأطفال وخلق الخبرات التي ستساعدهم على الفهم والنمو والمرونة في هذا الوقت غير المسبوق.
التحدث مع الأطفال
اسأل الأطفال عن مشاعرهم: حاول الاستماع بدون حكم، فمجرد الاستماع يقوي علاقاتك مع أطفالك.
يحتاج الأطفال إلى أن يعرفوا مدى أهميتهم: اشرح لهم لماذا يعتبر التباعد الجسدي، البقاء في المنزل، عدم اللعب في الخارج مع أصدقائهم، وعدم الذهاب إلى المدرسة تضحيات شخصية يقدمونها لصالح الجميع. إن فهم هذا الأمر والتحدث عنه كتضحية مشتركة يبني أسس التعاطف.
عالج مخاوف الأطفال: قد يقلق الأطفال الكبار لمشاهدة الأخبار، دون فهم معنى ما يرونه. على الرغم من أن الأخبار مخيفة، إلا أننا يمكن أن نكون صادقين ومطمئنين من خلال توضيح كيف يساعد التباعد الاجتماعي وكيف يعمل العلماء في جميع أنحاء العالم معاً للمساعدة في حل الأزمة.
التعامل مع الضغوط
العديد من العائلات تعاني من ضغوط مالية: لا بأس بالتحدث مع الأطفال حول تجربتك وما تفعله حيال ذلك. اعثر على الموارد اللازمة لتجاوز هذه الفترة الصعبة.
أداء العمل من المنزل: في حين أن هذه نعمة، إلا أنها مربكة للأطفال ومجهدة لنا. بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يمكن وضع روتين كي يعرفوا متى يمكنهم مقاطعتك والأنشطة التي يمكنهم القيام بها خلال قيامك بعملك.
كن لطيفا مع نفسك: من غير الممكن أن تكون إنتاجية عملك عادية وأن تكون متاحاً دائماً لأطفالك. فلا بأس بتشغيل التلفزيون وجعل الأطفال يشاهدون فيلماً أو يلعبون لعبة فيديو لمنحك الوقت للتركيز.
يحتاج الوالدان أحيانًا إلى وقت لهما أيضاً: لا بأس في أخذ لحظة للتنفس بعمق. أطفالنا اليوم يشاهدون ويتعلمون كيفية التعامل مع التوتر بشكل ملائم. حاول أن تظل هادئاً ولا تعتذر عن تخصيص الوقت لنفسك حتى يكون لديك شيء تقدمه لأطفالك عندما تكون قادرا على ذلك.
التواصل مع المجتمع والمحافظة عليه
اللطف تجاه العائلات: نحن نشهد تدفقاً من اللطف تجاه العائلات التي لديها أطفال. يقوم الجيران بتقديم الحفاضات لأطفال العائلات التي تعاني مشاكل اقتصادية مثلاً، وضع دمى الدببة على نوافذهم ليجدها الأطفال الصغار، فكر فيما يمكنك فعله للعائلات في مجتمعك.
لا بأس بالمزيد من التكنولوجيا: الحفاظ على علاقاتنا الاجتماعية وتلك الخاصة بأطفالنا يعني الاعتماد بشكل أكبر من أي وقت مضى على الانترنت. يمكن أن يخفف الآباء قواعدهم حول استخدام الإنترنت ويسمحون للأطفال بالاتصال المتكرر بأصدقائهم عبر الإنترنت. وبالمثل، فإن تناول فنجان قهوة افتراضي مع صديق يمكن أن يقلل من عزلتنا.
توقع أن تمر بفترات من الاكتئاب أو القلق: قد يرغب أولئك الذين تعاملوا مع ظروف مشابهة في الماضي بطلب المساعدة مبكراً. إذا كنت أنت أو صديقك أو أحد أفراد الأسرة تفكرون بإيذاء أنفسكم، حاولوا الحصول على المساعدة فوراً بالاتصال بالطبيب المختص أو مقدم خدمات الصحة العقلية.
يعد التباعد الجسدي أمراً بالغ الأهمية لمنع انتشار الفيروس. في الوقت نفسه، تعتبر الروابط الاجتماعية أكثر أهمية من أي وقت مضى لمنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم.
خلال شهر منع إساءة معاملة الأطفال وما بعده، يمكننا جميعاً التركيز على التأكد من أن أطفالنا سيكون لديهم قصص جيدة لإخبارها لأحفادهم.