ترامب يدعو لاستخدامه.. هل يستوفي هيدروكسي كلوروكين معايير علاج فيروس كورونا المستجد؟

نشر
5 دقائق قراءة

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مشجعاً لاستخدام عقار هيدروكسي كلوروكين، حيث كان يشير إلى دراسة فرنسية كدليل على أن تركيبة دوائية معينة قد تكون "واحدة من أكبر العوامل التي تغير قواعد اللعبة في تاريخ الطب".

محتوى إعلاني

ولكن، أصدرت الجمعية الطبية، التي نشرت البحث الفرنسي، بياناً قالت فيه إن الدراسة "لا تفي بالمعايير المتوقعة للجمعية".

محتوى إعلاني

قدم الدكتور كيفين تريسي، الرئيس والمدير التنفيذي لمعاهد "فينشتاين" للأبحاث الطبية في مدينة نيويورك، تقييماً أكثر دقة للبحث الفرنسي.

وقال: "الدراسة كانت فاشلة تماماً". وأضاف آرت كابلان، رئيس قسم آداب مهنة الطب في كلية الطب بجامعة نيويورك: "كانت مثيرة للشفقة".

وجدت الدراسة الفرنسية الصغيرة، التي أجريت على 20 شخصاً، أن تناول هيدروكسي كلوروكين كان مرتبطًا بـ"تقليل/ اختفاء الفيروس لدى مرضى كوفيد-19"، مشيرة إلى أن التأثير "تم تعزيزه" باستخدام أزيثروميسين، وهو مضاد حيوي معروف باسم  "Z-pack".

أشار تريسي وكابلان إلى أن العديد من المرضى الذين تناولوا الدواء، وانتهى بهم الأمر بشكل سيئ، تركوا التجربة، ولم يتم أخذ نتائجهم في الاعتبار في الاستنتاجات النهائية للدراسة.

نشرت الجمعية الدولية للعلاج الكيميائي لمضادات الميكروبات الدراسة عبر الإنترنت في مجلتها، في 20 مارس/ آذار.

وقال رئيس الجمعية، أندرياس فوس، ببيان في 3 أبريل/نيسان: "على الرغم من أن الجمعية تدرك أهمية مساعدة المجتمع العلمي من خلال نشر بيانات جديدة بسرعة، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون على حساب تقليل التدقيق العلمي وأفضل الممارسات".

وكتب فوس: "على الرغم من بعض الاقتراحات عبر الإنترنت فيما يتعلق بموثوقية عملية المراجعة، فإن العملية التزمت بقواعد المراجعة في الصناعة".

استعراض ترامب لعقار غير مثبت

نادرًا ما يتصدر دواء غير مثبت العناوين كما حصل هنا، لكن هيدروكسي كلوروكين فعل ذلك بسبب إيلون ماسك، وبعض وسائل الإعلام وترامب.

حددت مقالة حديثة في "Vanity Fair" تسلسل الأحداث.

في 16 مارس/ آذار، غرد ماسك، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "Tesla"، أنه "ربما يستحق النظر في الكلوروكين لعلاج فيروس كورونا".

بعد ذلك بيومين، جاء في كل من "Breitbart" و "The Blaze" مقالين دعماً لـلكلوروكين.

في اليوم التالي، قال ترامب إن الكلوروكين ربما يكون "مغيراً لقواعد اللعبة"، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض.

بعد ذلك بيومين، في 21 مارس/ آذار، أشار ترامب إلى الدراسة الفرنسية في تغريدة، قائلاً إن الجمع بين هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين "لديه فرصة حقيقية ليكون أحد أكبر مغيري اللعبة في تاريخ الطب".

لم يتضاءل حماس ترامب لهيدروكسي كلوروكين مع مرور الوقت، على الرغم من أنه واحد من العديد من الأدوية، التي تتم دراستها لمنع أو علاج فيروس كورونا، ولم يثبت أن أيّاً منها آمن أو فعال.

الطبيب يقول إن هيدروكسي كلوروكوين لا يزال يستحق الدراسة.

أشارت الجمعية التي نشرت التقرير في بيانها إلى مخاوف بشأن "عدم وجود تفسيرات أفضل لمعايير التضمين" في الدراسة التي أجريت في مرسيليا، فرنسا.

بدأت الدراسة مع 26 مريضاً تناولوا هيدروكسي كلوروكوين، لكن توقف ستة أشخاص عن المتابعة أثناء المسح، بسبب انقطاعهم المبكر عن العلاج، بحسب الدراسة. 

غادر ثلاثة منهم لأنه انتهى بهم المطاف في وحدة العناية المركزة، وتوفي مريض آخر، وتوقف خامس عن العلاج بسبب الغثيان. اتضح أن المريض السادس لم يكن يعاني بالفعل من فيروس كورونا.

أخذ المرضى الـ20 الآخرون هيدروكسي كلوروكوين، بعضهم مع أزيثروميسين المضاد الحيوي والبعض الآخر بدونه، وتمت مقارنة نتائجهم مع المرضى الذين لم يتناولوا أياً من العقاقير.

كتب مؤلفو الدراسة أن "100٪" من المرضى، الذين تناولوا توليفة الدواء، "شفوا فيروسياً"، مقارنة بـ 57.1٪ من المرضى الذين تناولوا هيدروكسي كلوروكوين فقط و 12.5٪ من المجموعة. لم يوضح المؤلفون بشكل كامل ما الذي يقصدونه بـ "الشفاء الفيروسي".

تجري العديد من المراكز تجارب سريرية على هيدروكسي كلوروكوين لمنع أو علاج فيروس كورونا، بما في ذلك جامعة هارفارد، وكولومبيا، وجامعة نيويورك، وهنري فورد في ديترويت.

نشر
محتوى إعلاني