مستشفيات أمريكية تجرّب علاج شائع لحرقة المعدة كعلاج مضاد لفيروس كورونا

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تقدم المستشفيات في نيويورك علاج القُرحات الهضميّة للمصابين بفيروس كورونا المستجد لمعرفة ما إذا كانت تساعد في محاربة الفيروس.

محتوى إعلاني

وقال الدكتور كيفين تريسي، رئيس معاهد "فينشتاين" للأبحاث الطبية، الذراع البحثية لشركة نورثويل هيلث، التي تدير 23 مستشفى في مدينة نيويورك، إن النتائج الأولية للتجارب السريرية لعلاج "فاموتيدين"، المادة الفعالة لدى أقراص "بيبسيد"، قد تظهر في الأسابيع القليلة القادمة.

محتوى إعلاني

وأوضح تريسي أن 187 مريضاً التحقوا حتى الآن بالتجارب السريرية، وتأمل نورثويل في تسجيل ألف و200 مشارك.

وأشار تريسي إلى أن هناك أمثلة كثيرة في تاريخ الطب تبين قدرة دواء صمم لغرض معين على التأثير على معالجة مرض آخر.

وتابع تريسي: "إذا نجح علاج فاموتيدين، سيكون من السهل استخدامه على نطاق واسع، فهو متوفر وغير مكلف". 

ومع ذلك، أكد تريسي أنه قد لا يعمل.

وقال تريسي: "لا نعرف ما إذا كان له أي فائدة ولكننا بحاجة للقيام بهذه التجارب السريرية."

كما شدد تريسي على أن المرضى الذين شملتهم الدراسة في المستشفى يأخذون جرعات كبيرة عن طريق الوريد، والتي تعادل تسع أضعاف ما يستهلكه شخص ما لعلاج حرقة المعدة.

التعلم من أدوية المرضى الصينيين

وتوصل تريسي وفريقه إلى فكرة دراسة علاج "فاموتيدين" بعد أن لوحظ أن أداء بعض المرضى في الصين الذين يتناولون الدواء كان أفضل من المرضى الذين لا يتناولونه.

وقال تريسي إن الدراسات حول المرضى الصينيين لم تنشر بعد، ولكن لاحظ الدكتور مايكل كالاهان، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام الذي عمل مع مرضى فيروسات التاجية في الصين، أن بعض الأشخاص من ذوي الدخل المنخفض تمكنوا من البقاء على قيد الحياة لفترة أطول من نظرائهم الأغنياء الذين يعانون أيضاً من حرقة المعدة.

وعندما ألقى كالاهان والأطباء نظرة عن قرب، وجدوا أن العديد من الأشخاص من ذوي الدخل المنخفض يتناولون "فاموتيدين"، في حين يميل المرضى الأكثر ثراء إلى تناول دواء مختلف وأكثر تكلفة.

وقال تريسي إنه بالإضافة إلى متابعة المرضى الصينيين، استخدمت مختبرات "Alchem"، ومقرها فلوريدا، نموذجاً الكترونياً للعمل على قائمة بالأدوية الموجودة التي قد تحارب فيروس كورونا، وظهر علاج "فاموتيدين" في أعلى القائمة.

ويعود الفضل في ذلك نظرياً لمُركّب عقار "فاموتيدين"، الذي يمكنه أن يمنع الفيروس من التكاثر، بالطريقة ذاتها التي يُستخدم بها دواء مثبط البروتياز لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية.

مخاوف بشأن نقص "فاموتيدين"

وقال تريسي إنه عندما بدأت الدراسة في أوائل أبريل/نيسان الجاري، كان الأطباء والمرضى يصرون على استخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين"، الذي وصفه الرئيس ترامب بأنه "مغير للعبة" في مكافحة فيروس كورونا، على الرغم من أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أنه لا يساعد في مكافحة الفيروس.

وسيتم إعطاء نصف عدد المرضى المشاركين في الدراسة علاج "فاموتيدين" بالإضافة إلى عقار "هيدروكسي كلوروكين". بينما سيتم إعطاء النصف الآخر محلول ملحي عن طريق الوريد كعلاج وهمي، وليس له أي تأثير.

وقد لا يتم استخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين" في الدراسة فيما بعد، إذ حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الأسبوع الماضي، من استخدامه لعلاج فيروس كورونا بسبب الآثار الجانبية المحتملة.

وأوضح تريسي أن الهيئة المستقلة التي تراقب التجارب ستتخذ القرار بشأن ما إذا كان سيستمر تضمين عقار "هيدروكسي كلوروكوين" في الدراسة.

وأضاف تريسي أن شركة نورثويل لم تكشف أمر الدراسة حتى الآن بسبب تجربة الأطباء السريعة في إعطاء المرضى عقار "هيدروكسي كلوروكين".  

ولا يريد تريسي حصول الإندفاع ذاته لعقار "فاموتيدين" الوريدي، إذ من غير الواضح ما إذا كان فعالاً، وإذا كان هناك أي اندفاع على الدواء".

كما أن تريسي قلق من أن الأشخاص الذين لا يعانون من حرقة المعدة سيهرعون إلى المتاجر لشراء حبوب "فاموتيدين"، مقتنعين عن طريق الخطأ أنه سيساعد على مكافحة فيروس كورونا.

ويمكن أن يترك ذلك مرضى الحموضة المعوية بدون علاج، خاصةً وأن إدارة الغذاء والدواء سحبت دواء حرقة المعدة الشهير "زانتاك" من الأسواق في وقت سابق من هذا الشهر بسبب تلوث محتمل.

وقال تريسي إن "هذه هي حقيقة محاولة القيام بالفعل الصحيح في ظل الجائحة. إنه أمر صعب للغاية".

نشر
محتوى إعلاني