ماذا سيحدث بعد تعافي المصابين من فيروس كورونا؟ دراسة تكشف عن احتمالية الإصابة بحالة من الهذيان والارتباك

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— قد يكون الهذيان والارتباك أمراً شائعاً لدى المرضى، المصابين بأعراض حادة بفيروس كورونا المستجد، عند إدخالهم إلى المستشفى، وذلك بحسب دراسة جديدة نشرت يوم الاثنين.. فما تفاصيلها؟

محتوى إعلاني

وتقول الدراسة إن المشاكل النفسية طويلة الأمد، بعد محاربة فيروس كورونا، قد لا تحدث مع غالبية المرضى، ولكن ما تزال هناك حاجة لإجراء مزيد من البحث.

محتوى إعلاني

وأوضح المؤلف المشارك، جوناثان روجرز، في بيان: "تحليلنا لأكثر من 3 آلاف و550 حالة مصابة بفيروس كورونا، تشير إلى أن معظم المرضى لن يعانوا من مشاكل عقلية، بعد إصابتهم بعدوى الفيروس".

وتناولت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "لانسيت" للطب النفسي، 72 دراسة مختلفة حول فيروسين تاريخيين، إضافة إلى دراسات حالية حول فيروس كورونا، في محاولة للتركيز على أي روابط بين الأمراض والمشاكل النفسية.

وتعد المعلومات حول حالة المرضى بعد الشفاء، نادرة في الوقت الحالي، لذلك لم تقدم الدراسة أي بيانات عن التأثير العقلي طويل المدى لفيروس كورونا. 

ويقول دام تيل ويكس، نائب عميد علم النفس وعلوم الأنظمة في كلية "كينجز" لندن إن المتعافين من فيروس كورونا قد يعانون من مشاكل جسدية وعقلية مختلفة، حتى بعد الشفاء من المرحلة الحادة.  

وأفاد ويكس، الذي لم يشارك في الدراسة: "يعودون أيضاً إلى بيئة مختلفة، مع استمرارهم في البقاء بالمنزل، ومواجهتهم لمخاوف مالية محتملة، وشبكة دعم اجتماعي ضعيفة جداً".

وأضاف: "هذه الآثار الاجتماعية الإضافية قد تضاعف من تحديات الصحة العقلية. وحقيقة أننا جميعاً معاً في هذا الأمر قد يشعرنا بدعم المجتمع، ما يمكن أن يقلل من الآثار النفسية".

وفي هذه المراجعة، ينظر الباحثون إلى دراسات سابقة حول التأثير العقلي لكل من "سارس" و"ميرس" على المرضى بعد شفائهم، لتقدير التأثير المحتمل لفيروس كورونا. 

وبناءً على ذلك، قالت الدراسة إنه يجب على الأطباء أن يكونوا على دراية باحتمالية الإصابة بالاكتئاب، والقلق، والتعب، ومتلازمات الأمراض العصبية والنفسية النادرة، على المدى الطويل.

ويقول مايكل بلومفيلد، الذي يرأس مجموعة أبحاث الطب النفسي الانتقالي بكلية لندن الجامعية، إن نتائج الدراسات السابقة مثيرة للقلق.

وأضاف: "من الأسباب التي تدعو للقلق هو اكتشاف أن ثلث المرضى من الأوبئة السابقة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ويبدو أنه من المعقول توقع معدلات مماثلة من اضطراب ما بعد الصدمة جراء كوفيد-19".

وحول سبب وقوع مشاكل صحية عقلية، أشار الباحثون إلى مجموعة متنوعة من العوامل المختلفة، قد يكون بعضها مرتبطاً بشكل مباشر بالفيروس، مثل الاستجابة المناعية. ولكن، يمكن أن يشعر المرضى أيضاً "بالقلق حيال مرضهم، وفقدان الذاكرة، أو حتى الذكريات المؤلمة من المرض الشديد.

وقال الباحثون إن مشاكل أخرى، تتعلق بالصحة العقلية، يمكن أن تنشأ أيضاً خلال الوباء، كما يُتوقع تأثر الأشخاص الذين لم يتعرضوا للفيروس أبداً. 

وقالت الدراسة إن "الأشخاص المصابين وغير المصابين هم عرضة للشعور بالقلق، والعزلة الاجتماعية، ومواجهة البطالة، والصعوبات المالية". 

وأفاد روجرز أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول الأعراض النفسية المرتبطة بفيروس كورونا. وأضاف أن مراقبة المرضى لهذه الأعراض يجب أن يكون جزءاً روتينياً من الرعاية.

نشر
محتوى إعلاني