5 حقائق مدهشة عن الخفافيش..المتهم الأول بفيروس كورونا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك أن الخفافيش تحملت الكثير من اللوم خلال البحث عن مصدر فيروس كورونا المستجد.
وفي مارس/ آذار الماضي، نشر الباحثون دراسة وجدت تشابهاً بنسبة 96.2% بين فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19" والفيروس الموجود في فصيلة خفافيش حدوة الحصان في مقاطعة يونان الصينية.
وتقع مقاطعة يونان على بعد حوالي ألف ميل من مقاطعة هوبي، حيث شهدت مدينة ووهان تفشي الفيروس المبكر. وقد يتسبب مزج الحيوانات البرية التي يُحتمل أن تكون مصابة داخل الأسواق الرطبة في انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر. ولكن علماء الحيوان وعلماء البيئة وخبراء الأمراض أشاروا إلى أن السلوكيات البشرية، مثل تدمير الموائل الطبيعية، قد تكون السبب في نقل المرض.
وبشكل عام، التقطت الخفافيش سمعة سيئة، ليس فقط بسبب ارتباطها بمرض "كوفيد-19" وتفشي الفيروسات الأخرى ولكن أيضاً بسبب رمزيتها الثقافية. وقد ارتبطت الخفافيش بالمواضيع المظلمة مثل مصاصي الدماء، والسحر، والموت.
ومع ذلك، أوضح الخبراء في تقرير CNN الخاص أن هذه الثدييات الطائرة تلعب دوراً حاسماً في نظامنا البيئي، وهناك العديد من الحقائق الفريدة التي من المحتمل ألا يعرف عنها الكثيرون.
الخفافيش تحمينا من البعوض
قالت نانسي سيمونز، القيمة على المتحف الأمريكي لتاريخ الثدييات والمتعاونة في تأليف كتاب بعنوان "الخفافيش: عالم العلوم والغموض"، إن الخفافيش تلعب دوراً كبيراً في النظام البيئي من خلال التحكم في أعداد الحشرات.
وفي غضون ساعة، يمكن أن يتغذى الخفاش بالحجم الطبيعي على ما يتراوح بين 500 وألف حشرة من البعوض، والتي يمكن أن تحمل أمراضاً مثل فيروس زيكا، أو حمى الضنك، أو الملاريا.
كما أن عادات الخفافيش في التغذي على الحشرات توفر أموالاً كبيرة للزراعة. وبالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي، تبلغ قيمة الخفافيش أكثر من مليار دولار كل عام "من حيث عدد المبيدات التي لا نحتاج إلى استخدامها"، وفقاً لما قاله عالم الأحياء التطوري الكندي، دان ريسكين.
ويأكل الخفاش المكسيكي الذي يتمتع بذيل حر في تكساس عدداً كبيراً من حشرات العث، مما يحمي محاصيل الذرة في المنطقة.
الخفافيش لديها وعي بيئي جوهري
تساهم فضلات الخفافيش الآكلة للفاكهة، خاصةً تلك الموجودة في الغابات المطيرة، في تفريق البذور، مما يساعد على تجديد النباتات والأشجار التي تضررت أو قُطعت.
كما أن فضلات الخفافيش غنية بالنيتروجين، وهو عنصر حيوي للمحاصيل لأنه مكون رئيسي للكلوروفيل، وهو المركب الذي تستخدم فيه النباتات الطاقة من الشمس لإنتاج السكريات من الماء وثاني أكسيد الكربون. وهذه العملية، التي تسمى التمثيل الضوئي، تولد غاز الأكسجين. ويعد النيتروجين أيضاً بمثابة عنصر حاسم في الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للبروتينات.
الخفافيش تصاب بمرض تسبب فيه البشر
وفي أمريكا الشمالية وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، تأثرت مجموعات من حوالي 12 نوعاً من الخفافيش بمرض يسمى "متلازمة الأنف الأبيض". وفي بعض الحالات، انخفض عدد مجموعات الخفافيش بنسبة تزيد عن 90%.
وأوضحت سيمونز أن الطفيليات المحبة للبرودة تنمو على الخفاش عندما تكون الخفافيش في حالة السبات في فصل الشتاء.
وأشارت سيمونز إلى أن هذا المرض يعد بمثابة تهديد رهيب على الخفافيش، وأنه مرض جلبه البشر إلى الخفافيش، فهو مطابق للفطريات التي تحدث بشكل طبيعي في أوروبا. وبالتالي فإن الفطريات تم إدخالها من قبل البشر عن طريق الخطأ إلى كهوف الخفافيش.
الخفافيش لديها نقص في الجينات المرتبطة بالأمراض
وأوضح زميل ما بعد الدكتوراه في قسم البيولوجيا التكاملية في جامعة كاليفورنيا-بيركلي، كارا بروك خلال تقرير CNN الخاص، أنه عندما يصيب فيروس خلايا البشر، فإن استجابتنا المناعية ستجند خلايا مناعية إلى الموقع لمحاولة إزالة العدوى.
وعادةً ما ينتج عن الاستجابة التي تشير إلى وجود خلايا غير مصابة لتشغيل نظامها الدفاعي حالة التهاب، والتي تتخذ غالباً، عند البشر، شكل حمى أو تورم يساعد في مكافحة العدوى.
ولكن أجهزة المناعة لدى الخفافيش لا تستجيب بالطريقة ذاتها، فهي قادرة على تحمل ردود الفعل المناعية القوية، ولديها استجابة مضادة للالتهابات أيضاً.
وتفتقد بعض أنواع الخفافيش في الواقع الجينات التي يمتلكها البشر والحيوانات الأخرى والتي تحفز العملية الالتهابية كاستجابة لمسببات الأمراض والفيروسات التي يمكن أن تكون مميتة، وفقاً لناثان إبشتاين، طبيب بيطري وإيكولوجي للأمراض ونائب الرئيس قسم العلوم والتواصل في منظمة "EcoHealth Alliance".
ويمكن أن تساعد دراسة مناعة الخفافيش في تقديم رؤى بشأن العلاجات المحتملة للجائحة الحالية، بالإضافة إلى أي جائحة مستقبلية لفيروس متعلق بالخفافيش.
الخفافيش تساعد في تمهيد الطريق للاكتشافات الطبية
وتساهم الخفافيش بالفعل في الأبحاث التي يمكن أن تكون مفيدة للبشر.
وفي دراسة نشرت عام 2019 في مجلة رسائل علم الأحياء، حلل الباحثون الحمض النووي لغالبية أنواع الخفافيش المعروفة. ووجد الباحثون أن أربعة أنواع وهي حدوة الحصان، وذات أذنين طويلتين، ومشتركة، وأذنين فأرة، تعيش جميعها على الأقل أربع مرات أطول من الثدييات الأخرى ذات الحجم المماثل.
وعندما يتم تعديلها بحسب الحجم، فإن الخفافيش تتجاوز متوسط عمر الإنسان. وأضافت الدراسة إلى البحث السابق الذي اقترح النظر في مزيد من الخفافيش كنماذج لشيخوخة صحية، للعثور على السمات والآليات المرتبطة بعمر طويل.
ويتمتع نوع خفاش مصاص الدماء على وجه الخصوص، والذي يعد من الأنواع النادرة التي تعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية، بعوامل ترقق الدم في لعابها، مما يساعدها على سحب الدم المتدفق من فريستها. وقد درس العلماء ما إذا كانت هناك دلائل حول أن دمها قد يكون مفيداً لعلاج البشر.
وقد اقترحت بعض الدراسات أن دم الخفافيش من نوع مصاص الدماء قد يساعد في علاجات لظروف تشمل السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، وأمراض الكلى.
واليوم، يمكن تطبيق دراسة كيفية تمكين مناعة الخفافيش من تحمل العديد من الفيروسات ومسببات الأمراض من أجل تطوير الوقاية والعلاج للبشر.