إصابة 64 شخص بفيروس كورونا في تكساس بسبب رحلة إلى منتجع شاطئي بالمكسيك
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أدت رحلة إلى منتجع شاطئي مكسيكي، خلال عطلة الربيع في مارس/آذار الماضي، إلى 64 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكن إجراءات تتبع الأشخاص المخالطين والحجر الصحي ساهمت في السيطرة على تفشي العدوى.
وأفاد فريق في جامعة تكساس في أوستن، الأربعاء، أنه لم يصب أي أحد من الحالات بأعراض شديدة، ولم تكن هناك حالات وفاة، ولكن هذه الحادثة توضح كيف يمكن للشباب، وخاصة طلاب الجامعات، أن ينشروا الفيروس بسرعة فيما بينهم وينقلونه إلى المجتمع.
وسافر الطلاب إلى مدينة كابو سان لوكاس في المكسيك، خلال الفترة من 14 إلى 19 مارس/آذار. وبعد مرور أسبوع على عودتهم إلى أوستن، ذهب 3 من الطلاب إلى المركز الصحي بجامعة تكساس أوستن وظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا وكان اختبارهم إيجابياً.
وفي نهاية المطاف، أُصيب 60 من الطلاب الذين ذهبوا في الرحلة بالفيروس، كما أصيب فردٌ من أسرة أحد الطلاب بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص من المخالطين، ليصبح المجموع 64 إصابة، وفقاً لما ذكره فريق من الجامعة في النشرة الأسبوعية للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وكتب الباحثون، في جزء من جهود مشتركة بين الجامعة ومركز الصحة العامة بمدينة أوستن: "كشفت مقابلات البحث عن المخالطين أن الطلاب المسافرين إلى كابو سان لوكاس استخدموا وسائل متنوعة من الرحلات الجوية التجارية والخاصة للعودة إلى الولايات المتحدة".
وأضاف الباحثون: "تم التعرف على مسافرين إضافيين من خلال مقابلات تتبع الاتصال ومراجعة قوائم الطيران التي جُمعت بمساعدة مركز الصحة العامة بمدينة أوستن".
ثم باشر فريق تتبع المخالطين بالعمل، وقامت الجامعة بتدريب طلاب الطب، وطلاب الصحة العامة، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والبحوث من أجل تعقب المخالطين.
وتواصل فريق تتبع المخالطين مع المسافرين والمخالطين عبر الهاتف، من خلال إرسال رسالة نصية أولية حول الاختلاط المحتمل ثم محاولة التواصل مع جميع الطلاب المسافرين والمخالطين لهم لثلاث مرات على الأقل.
وأثناء المكالمة الهاتفية، نصح الفريق المسؤول عن تتبع المخالطين الطلاب المسافرين والمخالطين لهم عديمي الأعراض بالخضوع للحجر الصحي المنزلي والمراقبة الذاتية للأعراض لمدة 14 يوماً من تاريخ آخر تعرض محتمل.
بينما أجري للطلاب المسافرين والمخالطين لهم، الذين ظهرت عليهم الأعراض، اختبار "سارس-كوف-2" وطلب منهم الالتزام بالعزل الذاتي حتى يتم الحصول على نتيجة الاختبار، بحسب توصيات مركز السيطرة على الأمراض في ذلك الوقت، بعد مرور7 أيام بعد ظهور الأعراض، بما في ذلك 3 أيام بدون حمى وأي تفاقم في الأعراض.
وكان الإجراء معقداً، إذ أن العديد من الطلاب المعنيين شاركوا الغرف وسافروا معاً ثم عادوا إلى منازلهم ومنها الشقق المشتركة، كما أن حوالي الخمس منهم والذين ظهرت نتائج فحوصاتهم إيجابية لم يكن لديهم أي أعراض.
وكتب فريق البحث أنه من المرجح أن الأشخاص عديمي الأعراض أو الذين يعانون من أعراض خفيفة لهم دور أساسي في الحفاظ على انتقال فيروس "سارس-كوف-2" أثناء تفشي مرض "كوفيد-19"، خاصةً في الفئات السكانية الأصغر سناً، مثل هذه الحادثة.
وكانت أعراض المرض مختلفة عند المصابين. وأوضح الفريق أنه "حدثت نسب متشابهة من الحمى، والسعال، والتهاب الحلق، والصداع بين الأشخاص الذين ظهرت نتائج فحوصاتهم إيجابية وبين الذين ظهرت نتائج فحوصاتهم سلبية".
ومن المحتمل أن يكون بعض الطلاب قد أصيبوا بعدوى تنفسية أخرى، بما في ذلك الإنفلونزا. كما يشتبه الباحثون أن البعض ادعى أن لديهم أعراض بينما لم يكن لديهم أي أعراض في سبيل إجراء اختبار فيروس كورونا.
وعن الآثار المترتبة على الدراسة، قال الباحثون إن الجامعات، والكليات، والمدارس الأخرى بحاجة إلى أن تأخذ في الاعتبار هذا النمط من العيش المشترك وانتشار الفيروس السريع خلال التخطيط لإعادة فتح أبوابها أمام الطلاب.
زيادة الحالات في ولاية تكساس
ويحث حاكم ولاية تكساس السكان على البقاء في منازلهم وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث دعا بعض مسؤولي الصحة إلى نظام أكثر صرامة للبقاء في المنزل.
وقال حاكم الولاية غريغ أبوت لشبكة "KBTX" المتعاونة مع CNN إنه "نظراً لانتشار العدوى في الوقت الحالي، فلا يوجد سبب يدفعك إلى مغادرة منزلك".
وأضاف أبوت: "ما لم تكن بحاجة ضرورية إلى الخروج، فإن المكان الأكثر أماناً لك هو منزلك".
وقالت السلطات الصحية إن الحالات الجديدة هناك ترتفع بأسرع معدل لها حتى الآن، وهو ما وصفه أبوت بـ"غير مقبول"، حيث أبلغت تكساس عن تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة في يوم واحد، متخطية بذلك الرقم القياسي السابق.