بعد قضائه 76 يوماً في المستشفى بسبب فيروس كورونا..شاب أمريكي يروي تجربته مع المرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما احتفل الأمريكيون في جميع أنحاء الولايات، بيوم الاستقلال، بتاريخ 4 يوليو/تموز، احتفل الشاب الأمريكي، شاكل أفيري، بنوع مختلف من الاستقلال، أي الشفاء من مرض "كوفيد-19".
وقال أفيري، الذي أتم عامه الـ 24 يوم السبت، في 4 يوليو/تموز، لـCNN إنه "شعور رائع، وبعد معرفة كل ما مررت به، لا يزال الأمر صعباًَ بالنسبة لي. ولكني ممتن للغاية لكوني ما زلت هنا".
وعاد أفيري مؤخراً إلى منزله، بعد أن أمضى 76 يوماً في مستشفى مينورا الطبي، وقضى العديد من تلك الأيام على جهاز التنفس الصناعي، وهو يحارب فيروس كورونا المستجد.
وعندما سُئل كيف سيحتفل بعيد ميلاده ويوم الاستقلال الأمريكي، قال أفيري، الذي يعمل حلّاقاً في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري إنه سيكون في المنزل، آمناً وسليماً مع عائلته، مضيفاً أنه سيكون هناك الكثير من أعياد الميلاد الأخرى ليعوض عن هذا العام.
وفي الوقت الحالي، يركز أفيري على مشاركة تجربته مع أشخاص آخرين في مثل عمره، من أجل تحذيرهم ووعظهم لأخذ مرض فيروس كورونا على محمل الجد، إذ ترتفع حالات الإصابة في الولايات المتحدة بين الشباب.
وأكد أفيري خطورة انتقال عدوى فيروس كورونا بين الشباب قائلاً: "أنت في خطر مثل أي شخص آخر"، موضحاً أنه بإمكان الشخص أن يكون الأكثر صحة على وجه الأرض، ولكنه يبقى يعرض حياته للخطر في كل مرة يخرج فيها بلا مبالاة ويتصرف وكأن فيروس كورونا ليس حقيقي.
"شعرت وكأن أحدهم يخنقني"
وبحلول الوقت الذي وصل فيه أفيري إلى مركز مينورا الطبي في مدينة أوفرلاند بارك بولاية كانساس، في 6 أبريل/نيسان الماضي، يتذكر الشاب أنه كان يشعر بما يشبه جميع أعراض "كوفيد-19"، ومنها القشعريرة، وحمى شديدة، وآلام في الجسم، ولكن أكثر ما كان يقلقه هو ضيق التنفس.
وأشار أفري: "حتى عندما كنت آخذ نفساً عميقاً، شعرت وكأنما شخصاً ما كان يخنقني".
وحينها فكر أفري على الفور في ابنه وعائلته، وفقاً لما ذكره.
ويتذكر أفري القليل مما حدث بعد ذلك، وبمجرد وصوله إلى المستشفى، يتذكر أفيري الخروج من سيارته إلى كرسي متحرك. ولا يتذكر الكثير عن لحظة دخوله لوحدة العناية المركزة.
وقال أفري: "لا أريد أن أقول إنني بدأت أشعر بالذعر، ولكنني كنت خائفاً بالتأكيد، فهذه ليست غرفة عادية للمريض"، مشيراً إلى أن هذا هو المكان الذي تعاني فيه من مرض خطير".
وقبل أن يمرض، اتخذ أفيري الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة عائلته وسط الإغلاق، مثل التأكد من وجود ما يكفي من الطعام.
وتابع أفيري "لا أستطيع أن أقول إنني أعتبرت الوضع جاداً بقدر ما تطلب مني ذلك".
"كبار السن كانوا هم من يصابون بهذا الفيروس"
وتقول والدة شاكل، ويليتا أفيري، إن ابنها بدأ يمرض لأول مرة في أواخر مارس/ آذار، عندما لم تتطور بعض الإرشادات الصحية إلى ما هي عليه الآن.
وفي ذلك الوقت، كان المسؤولون الأمريكيون لا يزالون يناقشون ما إذا كانوا سيصدرون إرشادات بشأن ارتداء الأقنعة، بينما شجعت منظمة الصحة العالمية الناس على ارتداء الأقنعة فقط إذا كانوا مرضى.
وقالت ويليتا أفيري: "لقد كنت أعتبر أن كبار السن هم من يصابون بهذا الفيروس وأنهم أكثر عرضة للإصابة به من حيث الإصابة بالمرض الشديد".
وتابعت أفيري :"لسماع أن ابني يمر بهذا كان أمراً مرعباً للغاية"، موضحة أن الأمور "أصبحت حقيقية" عندما علمت أن ابنها بحاجة إلى جهاز تنفس اصطناعي.
وتتذكر ويليتا أفيري تلقي مكالمة من المستشفى في الساعة 4:30 صباح يوم 11 أبريل/نيسان، لإخبارها أن شاكل قد استفاد من دعم جهاز التنفس إلى أقصى حد، وأنه لم يكن هناك الكثير مما يمكنهم فعله.
وسمحت لها المستشفى أخيراً برؤية ابنها، إذ قالت ويليتا إن الأمر بدا وكأنها ستراه للمرة الأخيرة.
وتعاون أطباء أفري في مركز مينورا الطبي مع الأطباء في مركز الأبحاث الطبي في مدينة كانساس سيتي وكلاهما جزء من نظام الرعاية الصحية، لمعالجته ببلازما النقاهة.
ويشمل العلاج استخدام المصل الدموي، عن طريق حقن الوريد، من المرضى الذين تم شفائهم على أمل أن تساعد أجسامهم المضادة على بدء الاستجابة المناعية للمريض.
ويتم اختبار هذه الطريقة تجريبياً ضد عدوى فيروس كورونا، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تساعد أم لا.
وأصبح أفيري، في 20 أبريل/نيسان، من أوائل المرضى في المنطقة الذين تلقوا علاج بلازما النقاهة بعد أن حصلوا عليها من مريض "كوفيد-19" شُفي بالكامل في نيويورك.
وتؤكد ويليتا أفيري أنه بعد تلقيه علاج البلازما، بدأت حالة ابنها في التحسن.
وقالت الممرضة المسجلة في مركز مينورا الطبي، جيسيكا نوكس، لشبكة WDAF المتعاونة مع CNN: "لن أنسى أبداً اليوم الأول الذي فتح فيه عينيه بعد أن رفضنا تخديره، حينها اتصلت بعمه وقلت: يا إلهي، إنه مستيقظ".
"تغلبت على كوفيد-19"
وبعد استفاقة شاكل، كان لا يزال يواجه مشكلة في محاربة الفيروس، إذ لم يكن يستطيع القيام بأي شيء بشكلٍ مستقل.
وأوضح شاكل أنه كان بحاجة إلى المساعدة في النهوض والذهاب إلى الحمام. ولم يستطع الكلام أو المشي. كما عانى من الاكتئاب في المستشفى، خاصةً عندما تأتي عائلته لزيارته في خيمة أقامها المستشفى خارج نافذة غرفته.
ويتذكر شاكل كم كان من الصعب أن يكون بعيداً عن حبيبته، وابنه، وأمه وإخوته.
وسرعان ما بدأ شاكل في التحسن والتوقف عن استخدام جهاز التنفس الصناعي، ثم بدأ العلاج الطبيعي وأرسل إلى مركز إعادة تأهيل كامل، حيث تم تسريحه في أواخر الشهر الماضي.
وعاد شاكل إلى مركز مينورا الطبي مع عائلته يوم الثلاثاء ليشكر الموظفين على مساعدته.
وتظهر لقطات شبكة KMBC المتعاونة مع CNN أفيري خارج المستشفى ويتكئ على جهاز يساعده في المشي، مرتدياً القناع وقميصاً أسود كتب عليه "لقد هزمت كوفيد-19".
وحملت بعض الممرضات اللواتي رحبن بأسرته لافتات كتب عليها "شاكل، أنت بطلنا"
وقال أفيري: "لقد كنت ممتنًا للغاية"، مضيفاً أن "قول شكراً لعدد لا نهائي من المرات لم يكن ليعبر عن مدى امتنانه".
ويوجه أفيري رسالة للشباب، وهي أنه "في كل مرة تخرج فيها من بابك بلا مبالاة، بدون قناع، أو أي تعاطف مع حياة أي شخص آخر، فأنت تحتسب أيام عمرك".
وأضاف أفيري: "نصيحتي هي ببساطة ألا تحاول أن تكون أنانياً، بل متفهّماً قدر الإمكان، لأنك لن تؤذي نفسك فقط".