دراسة جديدة تكشف عن انتشار سلالات الجدري المتنوعة في عصر الفايكنج قبل ألف عام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن مرض الجدري، المرض المعدي البشري الوحيد الذي تم القضاء عليه بنجاح، قد أقلق البشر قبل نحو ألف عام على الأقل مما كان يعتقد سابقاً.
وكشفت دراسة الحمض النووي، المأخوذة من هياكل عظمية تعود لعصر الفايكنج، عن وجود مرض الجدري لدى 11 شخصاً كان يعيشون في شمال أوروبا، والتي تشكل اليوم كل من الدنمارك، والسويد، والنرويج،وروسيا، والمملكة المتحدة، بين فترة 600 إلى 1050 ميلادي.
وقال البروفسور إسك ويلرسليف من جامعة كامبريدج، ومدير مركز "GeoGenetics" بجامعة كوبنهاغن، في بيان إن "المعلومات الوراثية التي يرجع تاريخها إلى 1400 عام والتي يتم استخلاصها من هذه الهياكل العظمية مهمة للغاية إذ أنها تعلمنا عن التاريخ التطوري لفيروس الجدري المسبب لمرض الجدري".
وقبل هذه الدراسة، كانت أقدم جينومات فيروسية متسلسلة للجدري تعود لبقايا محنطة ليتوانية من القرن السابع عشر.
ونشرت نتائج الفريق الدولي من العلماء، في دورية ساينس العلمية.
ووسط استمرار انتشار "كوفيد-19" حول العالم، فإن التعرف على الأوبئة القديمة يعطينا بعض المنظور. وكحالنا اليوم، فقد مارس شعب الفايكنج مثلنا السفر والتجارة لمسافات طويلة.
وأوضح ويلرسليف أنهم على علم بأن شعب الفايكنج كانوا يسافرون حول أوروبا وخارجها، وأنهم كانوا مصابين بالجدري، مضيفاً أن الأشخاص الذين يسافرون حول العالم ساهموا في نشر عدوى "كوفيد-19" بسرعة، ومن المحتمل أن شعب الفايكنج قد نشر عدوى الجدري، إلا أنه في ذلك الوقت، كان يسافر شعب الفايكنج عن طريق السفن وليس بالطائرة.
وقد تسبب الجدري فيما يقدر بنحو 300 مليون حالة وفاة خلال القرن العشرين فقط.
ويغطي المرض، الناجم عن فيروس الجدري، الجسم بقروح مؤلمة. وأُعلن استئصاله في عام 1980 بعد حملة تلقيح عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية عام 1967.
وفي هذه الدراسة، تمكن العلماء من إعادة بناء أربعة جينومات فيروسية من العينات، ووجدوا اختلافات كبيرة في بنية هذه الفيروسات مقارنة بالسلالات الحديثة، وتشكل الفيروسات المنقرضة الآن مجموعة خاصة بها.
ومن جانبه، قال مارتن سيكورا، مؤلف مشارك وأستاذ في مركز "GeoGenetics" بجامعة كوبنهاغن، لـ CNN، إن الأمر المثير للاهتمام في ذلك يتمثل في إمكانية استخدام هذه الجينومات التي بُنيت من جديد، لتتبع الخطوات التي اتخذتها هذه الفيروسات، وغيرها من مسببات الأمراض، لتتحول إلى المرض الذي أصبحت عليه.
وأشار سيكورا إلى أن الدراسة أظهرت وجود الجدري بالفعل في أوروبا خلال عصر الفايكنج، وأنه "كان منتشراً" في ذلك الوقت.
وكان الأفراد الـ 11، الذين ظهرت نتائج اختبارهم إيجابية لمرض الجدري، جزءاً من مجموعة أكبر من 500، بمعدل إيجابي نسبته 2%.
وبناءً على هذا المعدل، أوضح سيكورا إنه يمكن الافتراض أن الجدري كان مستوطناً بالفعل في جميع أنحاء أوروبا في ذلك الوقت على الأقل، إن لم يكن قبل ذلك.
وأضاف سيكورا أن هذا هو نوع الأدلة المباشرة التي لا يمكن أن يعطيك إياها إلا الحمض النووي القديم.