دراسة جديدة تكشف عن علاقة النظام الغدائي بشعر الرأس

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هناك مثل يقول "أنت ما تأكله"، ولكن قلة فقط من الناس قد يشتبهون بأن الخيارات الغذائية تنعكس على شعر الرأس.

محتوى إعلاني

وتوصلت دراسة جديدة إلى أن الشعر يمكن أن يبرز ما يتناوله الأشخاص، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تفضل تناول شطيرة من الخضار أم شطيرة من الجبن.

محتوى إعلاني
Credit: Shutterstock

وجمع باحثون من جامعة يوتا الشعر من مهملات الحلاقين وصالونات تصفيف الشعر من 65 مدينة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ومن خلال الآثار الكيميائية في قصاصات الشعر، وجد العلماء أن النظام الغذائي الأمريكي يهيمن عليه البروتين المشتق من الحيوانات مثل اللحوم ومنتجات الألبان.

وقال الباحثون إن هذا النوع من تحليل الشعر يمكن أن يكون أداة مفيدة لتقييم الأنماط الغذائية للمجتمع والمخاطر الصحية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جيمس إيلينجر والأستاذ في كلية العلوم البيولوجية بجامعة يوتا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إن "الغرض من هذه الدراسة أنه يمكننا تحديد الأنماط الإقليمية، والوطنية، والزمنية للعادات الغذائية باستخدام هذا النهج".

تناول الكثير من اللحوم

أما عن كيفية تحديد النظام الغذائي من خصلات الشعر بالضبط، أوضح إهلرينجر أن الاختلافات في نظائر الكربون الموجودة في الشعر تعكس تلك الموجودة في المنتجات الغذائية المختلفة، وتُستهلك بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال علف الحيوانات، والذي عادةً ما يكون الذرة في الولايات المتحدة.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة "PNAS"، أن البروتينات المشتقة من الحيوانات، مثل اللحوم ومنتجات الألبان، تمثل نسبة 57% من الوجبات الغذائية الأمريكية في المتوسط.

وأشارت الدراسة، نقلاً عن الأبحاث الحالية، إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، على عكس الأنظمة النباتية، ارتبطت بخطر أكبر للإصابة بمشاكل صحية مثل أمراض القلب.

وأوضحت الدراسة أنه"نظراً لأن الوجبات السريعة معروفة جيداً كمصدر مهم للبروتينات الحيوانية، التي تتغذى على الذرة، فليس من الغريب افتراض أن جزءاً كبيراً من البروتينات الحيوانية التي تتغذى على الذرة والمشتقة من الحيوانات تأتي من وجبات يتم تناولها خارج المنزل".

وأشارت الدراسات الاستقصائية الحديثة إلى أن ما لا يقل عن ربع الأطفال والبالغين في جميع أنحاء الولايات المتحدة يستهلكون الأطعمة السريعة بشكل يومي، حسبما أشارت الدراسة.

كما اقترح تحليل الدراسة أن نسبة البروتينات الحيوانية التي تناولها الناس كانت أعلى في مناطق ذات حالة اجتماعية واقتصادية المنخفضة، ومقاسة بتكلفة المعيشة ومعلومات الدخل، حيث يمثل البروتين ما يصل إلى نسبة 75% من الوجبات الغذائية.

وبالنسبة إلى مدينة سولت ليك بولاية يوتا، حيث كان لدى الباحثين بيانات مفصلة بشكل خاص في 29 منطقة، استخدمت الدراسة بيانات رخصة القيادة لحساب الاتجاهات في مؤشر كتلة الجسم لمناطق معينة. ووجد مؤلفو الدراسة أن النسب النظيرية التي تعكس نسبة أعلى من البروتين في النظام الغذائي كانت مرتبطة بمعدلات السمنة.

كما أنه كان هناك ارتباط بين تكلفة قص الشعر ونظائر الكربون في الشعر، مع قصات الشعر بأسعار رخيصة في المناطق التي يوجد فيها نسبة أعلى من البروتين المغذي بالذرة في نظامهم الغذائي.

وكتب المؤلفون: "لم نتخيل أنه قد يكون من الممكن تقدير متوسط ​​التكلفة التي دفعها الفرد مقابل معرفة قيم [نظائر الكربون]".

المسعى العلمي

وقال إيلينجر إن الحلاقين وأصحاب الصالونات كانوا داعمين لمساعيهم العلمية، من خلال إتاحة سلة المهملات لاستخراج حفنة أو اثنتين من الشعر، التي يقومون بفرزها إلى مجموعات يمكن التعرف عليها لتمثل الأفراد.

وطور إيلينجر أيضاً نوعاً مشابهاً من تحليل الشعر لتتبع مكان وجود الشخص، نتيجة للنظائر الموجودة في المياه التي يشربها، مع اختلاف نسب نظائر الأكسجين والهيدروجين في المياه وفقاً لموقعه الجغرافي. ويعد هذا الأسلوب بمثابة أداة محتملة لمحققي الجرائم الذين يحاولون التعرف على الجثث أو تعقب المجرمين.

واستندت الدراسة الجديدة إلى خصلات شعر لـ 684 شخصاً، وأوضح إيلينجر أن حجم العينة كان كافياً للإشارة إلى وجود نمط و أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الدراسات المتعمقة.

وقال إيلينجر إن النتائج "عززت أن الأنماط ذاتها التي لوحظت في العديد من الولايات الأمريكية تنعكس في منطقة سولت ليك فالي الحضرية".

وأشار إيلينجر في بيان صحفي إلى أنه يمكن استخدام القياس، كمقياس متكامل وطويل الأمد للنظام الغذائي للفرد، لفهم الخيارات الغذائية بين مختلف الفئات العمرية والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة."

نشر
محتوى إعلاني