"إنكار الجائحة".. لماذا لا يتقبل بعض الناس الحقائق عن فيروس كورونا؟

نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط توفر الكثير من المعلومات حول شدة فيروس كورونا والحاجة إلى اتباع الإرشادات الاحترازية، لا يزال بعض الناس يرفضون تقبّل الواقع.

محتوى إعلاني

ويتجلى إنكار حقيقة فيروس كورونا بعدة طرق، سواء كان ذلك برفض ارتداء الكمامة أو حضور التجمعات الكبيرة.

محتوى إعلاني

ويمكن للإنكار على المدى القصير أن يساعد في التكيف مع الموقف، إلا أنه عندما يصبح عكازاً طويل الأمد ويضع الآخرين في طريق الأذى، فقد يكون الإنكار مشكلة خطيرة.

وهناك أيضاً مصطلح في علم النفس يسمى العقلانية، والذي غالباً ما يخلط الأشخاص بينه وبين الإنكار، والتي تعد بمثابة آلية دفاع حيث يحاول الناس تبرير السلوك غير المقبول.

وأجرت CNN مقابلة مع عالمي النفس إيف ومارك وايتمور، مع أكثر 30 عاماً من الخبرة في مجالهما، واللذان أمضيا السنوات الأخيرة في دراسة كيفية التعامل مع المعلومات الخاطئة والتحيز التأكيدي.

ما هو الإنكار ولماذا ننكر الأشياء التي من الواضح أنها حقيقية؟

تقول إيف، التي تعمل حالياً كطبيبة نفسية إكلينيكية بولاية أوهايو، إن مفهوم الإنكار يستخدم في علم النفس لوصف كيفية تعامل الناس مع الواقع، وهو لا يعد ضمن أفضل الآليات التي تعرف باسم آليات الدفاع.

ويقول مارك، وهو أستاذ مشارك في كلية إدارة الأعمال بجامعة "Kent" الحكومية بولاية أوهايو، إن الإنكار يعد بمثابة وسيلة للناس للدفاع عن أنفسهم ضد القلق.

ويوضح مارك أنه عندما يواجه الناس فترات فيها الكثير من القلق الذي يُنظر إليه على أنه تهديد، يطور الناس استراتيجيات لحماية أنفسهم وتمنحهم الإحساس بالأمن والأمان، وأحد تلك الاستراتيجيات هي ببساطة إنكار وجود مصدر التهديد. وفي مثل هذه الحالة، يمكن القول: "حسناً، هذه الجائحة مجرد خدعة وغير موجودة بالفعل".

كيف يصبح الإنكار أو التبرير مسألة خطيرة؟

توضح إيف أن الرفض والتبرير هما ضمن آليات معادية للتكيّف مع مصدر التهديد، وعلى العكس، يمكن أن تعرّض مثل هذه الآليات لمصدر التهديد بدلاً من اجتنابه.
وفي حالة الجائحة، يمكن أن تصاب بالمرض لأنك إذا كنت تنكر، فأنت تبرر خطورة الموقف. إذن ربما لن تتخذ الاحتياطات اللازمة المناسبة لحماية نفسك.

مارك يوضح أن هناك أشخاص تقول: "أريد أن أصاب بالفيروس وأن أتخلص منه"، وهناك أيضاً أشخاص تسافر عبر الولايات المتحدة إلى ولايات مختلفة، على الرغم من عدم التوصية بذلك، لأنهم يعتقدون أن مرض "كوفيد-19" ليس بهذا السوء.

من أين يكتسب الناس هذه السلوكيات؟

تشرح إيف أن هذه السلوكيات تتطور عند الأطفال وعادة ما يتم تعزيزها من قبل الآباء أو الأوصياء. وفي عمر 6 أو 7 أعوام تقريباً، يكون الطفل قادراً على فهم والتمييز بين الحقيقة والخيال، ولكن في ثقافتنا، يتم تعزيز الخيال من قبل الآباء أو الأطفال، مثل حقيقة وجود "بابا نويل"، ويعد الخيال جزء من تنمية مخيلة الأطفال، وهو يعد شيئاً جيداً، إلا أنه في بعض الأحيان، يمكن أن يصبح خارج الحدود كما نرى في بعض الحالات.

ويقول مارك إنه كآباء، نعلم الأطفال أن يواجهوا القرارات، ليس بالحقائق ولكن بالإيمان، ومن المفترض تنمية مخيلة الأطفال ولكن أيضاً يجب أن نعلمهم كيفية اتخاذ القرارات بناءً على المعلومات الواقعية.

ويتابع مارك: "عندما نشأ البالغون في بيئة كانت فيها المعتقدات، التي لا أساس لها من الصحة، جزءاً من تربيتهم، فمن المرجح أن يؤمنوا بنظريات المؤامرة والخداع. كما أنهم يميلون أيضاً إلى اتخاذ القرارات بناءاً على الأحاسيس والأفكار المسبقة والتحيزات بدلاً من استخدام المعلومات الواقعية.

إذا كان لديك صديق أو أحد أفراد الأسرة لا يتبع إرشادات السلامة المناسبة لأنهم في حالة إنكار أو تبرير، فكيف يمكنك مساعدتهم؟

ترى إيف أن التحيز التأكيدي يحدث عندما تنشئ فقاعة من خلال إحاطة نفسك بأشخاص يؤمنون بما تؤمن به، وتبحث عن المعلومات التي تدعم طريقة إيمانك.

ويكمن الحل في تلقي الشخص معلومات تتعارض مع وجهات نظره. ويحتاج الشخص إلى إجباره على مواجهتها والقيام بشيء حيالها. ومن الأفضل القيام بذلك على مراحل، وليس دفعةً واحدة.

وتنصح إيف بالبدأ بتزويد الشخص بمعلومات واقعية لا تشكل تهديداً كبيراً إلى جانب ما يمكنهم فعله لحماية أنفسهم، مضيفةً "بمجرد أن يبدأوا في تقبّلها، فإنك تصعد من شدة المعلومات الواقعية على مراحل حتى يقبلوها بشكل كامل ويحققوا إحساساً أكبر بالسيطرة.

يقول مارك، إنه في هذه الحال يمكنك أيضاً أن تكون قدوة يحتذى بها، إذ "يمكن أن يروا أنك ترتدي قناعاً، وتغسل يديك، وتحافظ على مسافة التباعد الاجتماعي. ويمكنهم أيضاً رؤيتك تتبع القواعد المنصوص عليها في المدينة المقيم بها".

نشر
محتوى إعلاني