كيف يواجه الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة تحديات التعلم عن بعد؟

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- نظراً لعودة العديد من الأطفال حول العالم إلى المدرسة افتراضياً في الفصل الدراسي الجديد، يشعر أولياء أمور الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم في مأزق.

محتوى إعلاني

ويتواجد نحو 7 ملايين طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الولايات المتحدة، ويتمتعون بالأهلية للحصول على أماكن مصممة خصيصاً لهم داخل المدارس والمعروفة باسم الخطة التعليمية الفردية.

محتوى إعلاني
قبل ظهور جائحة كورونا، كان الطالب جايدون سكوت، المصاب بالتوحد الشديد، يتلقى الدعم من قبل مساعد في المدرسة. وبسبب ظروف التعليم عبر الإنترنت من المنزل في فيلادلفيا، يجب على والدته، أليسيا بورغستاهلر، أن تقوم بهذا الدورCredit: Alicia Burgstahler

ومع بدء المدارس بنظام التعلم الافتراضي هذا العام، يجد العديد من هؤلاء الطلاب أن التعليم اليومي الذي يتلقونه لا يرقى إلى المستوى الذي وعدوا به وأقل مما وعدوا به قانونياً.

وقالت سيلين المازان، المحامية في سيلفر سبرينج بولاية ماريلاند والتي تعمل أيضاً كمديرة قانونية لمجلس الآباء والمحامين، إن هذا الواقع لا يمثل مشكلة فحسب، بل قد يكون غير قانوني أيضاً.

قالت أليسيا بورغشتالر، والدة الطالبة أوليفيا سكوت، 12 عاماً، والتي تعاني من توحد خفيف، إن انتباهها يتشتت بسهولة أثناء متابعة الدروس عبر الإنترنت.Credit: Alicia Burgstahler

وأِشارت المازان إلى أن ما يصلح لبعض الطلاب قد لا يصلح لهؤلاء الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشعر العديد من الآباء أنهم في وضع خاسر في المستقبل المنظور.

مفارقة التعلم الافتراضي

ويعد برنامج التعليم الفردي مخططاً تفصيلياً لتعليم وخدمات التربية الخاصة التي يحتاجها الطفل للنمو في المدرسة. وتم تصميم كل برنامج لتلبية الاحتياجات الفريدة للطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

علاوة على ذلك ، يشكل كل برنامج وثيقة ملزمة قانوناً تتبع الطالب طوال مدة دراسته. وطالما بقي الطالب في مدرسة عامة بالولايات المتحدة، يجب على المدرسة أو المنطقة التعليمية الامتثال لشروط برنامج التعليم الفردي.

ووجهت وزيرة التعليم الأمريكية بيتسي ديفوس في مارس / آذار تعليمات للمناطق التعليمية بعدم استخدام القانون الفيدرالي كغطاء لمنعهم من تقديم التعلم عبر الإنترنت للطلاب من ذوي الإعاقة. ومع ذلك، لم تقدم الحكومة الفيدرالية الأمريكية أي إرشادات حول كيفية تقديم المدارس أو المناطق التعليمية خدمات مهمة للطلاب الذين هم في أمس الحاجة إليها منذ ذلك الحين.

وفي الممارسة العملية، هذا يعني أن معظم العائلات، والمعلمين، قد تُركوا لإعالة أنفسهم، خاصة في تلك الحالات التي لا تستطيع فيها الأسرة تحمل تكاليف الخدمات الخارجية لمساعدة الطفل في المنزل.

وقالت المازان: "في مرحلة ما، تصبح قضية خطط التعليم الفردي، مثل العديد من القضايا الأخرى أثناء هذا الوباء، قضية إنصاف".

يبذلون قصارى جهدهم

وبصفتها معلمة تربية خاصة في مدرسة إعدادية عامة في كوماك، نيويورك، شهدت كريستين ليسكو بالفعل تأثير ذلك على طلابها.

ووصفت ليسكو الفصل الدراسي في الربيع بأنه كان صعباً على طلابها. وتمكن بعضهم من المشاركة عن بعد، إلا أن معظمهم لم يتمكن من المشاركة بأي تناسق.

ونتيجة لذلك، بالنسبة إلى ليسكو، فإن جزءاً كبيراً من الفصل الدراسي في خريف هذا العام سيقيّم الطلاب لمعرفة مدى تراجعهم أو حاجتهم إلى تعديلات على خطط التعليم الفردية الخاصة بهم بسبب ما حدث لتعليمهم بعد القيود التي فرضتها الجائحة.

وقالت ليسكو في مقابلة عبر الهاتف الشهر الماضي إنها في نهاية العام، تريد أن تقدم توصيات وتحاول التخطيط للعام التالي، ولكن العام الماضي كان مختلفاً تماماً، إذ لم تتمكن من تحقيق تقدم بناءاً على المقاييس ذاتها كالمعتاد.

وافتتحت ليسكو بداية العام الدراسي الجديد بنموذج التعلم المدمج، مما يعني أن جميع الطلاب الذين يعانون من النمط العصبي يقومون ببعض الأعمال شخصياً في المدرسة والبعض الآخر يعمل بشكل مستقل في المنزل.

ولتسهيل الوصول إلى فصولها الدراسية وجهاً لوجه، أمضت فصل الصيف في صنع دفاتر ملاحظات رقمية تفاعلية مع مكونات صوتية.

وأضافت ليسكو: "أعلم أن الفصل الدراسي في الربيع لم يكن جيداً، وأحاول كل ما في وسعي لجعل الفصل الدراسي في الخريف أفضل".

وشرع آخرون في مهام مماثلة، فقط مع أساليب مختلفة لاحتضان البيئة الافتراضية.

تساعد لادونا كاري مديرة دعم الطلاب في منظمة "Communities In Schools of Chicago" الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم على التكيف مع نظام التعلم الافتراضيCredit: LaDonna Curry

وعلى سبيل المثال، أمضت لادونا كاري، مديرة دعم الطلاب في منظمة "Community In Schools of Chicago"، وهي منظمة غير ربحية تساعد الطلاب من ذوي الإعاقات المعرفية والتنموية والمتعددة في المدارس في جميع أنحاء المنطقة، أيامها، منذ بداية الجائحة، في مساعدة 47 طفلاً من ذوي التنوع العصبي للتكيف مع نظام التعلم الافتراضي.

وتدمج كاري أسلوب الحركة كتدخل إذا كان الطلاب يمرون بوقت عصيب، وتحاول أحياناً حث الطلاب على أخذ قسطاً من الراحة بعيداً عن المناهج الدراسية عن طريق القيام بتمرين التنفس في جماعي.

وتطلب كاري من أولياء الأمور إعطاء الأطفال اللبان لإبقاء أفواههم مشغولة. وإذا اعترف الطالب بأنه يشعر بالقلق، فسوف تطلب كاري منه أن يصف ما يشعر به، ومن أين يأتي هذا الشعور.

وتجتمع كاري أيضاً بشكل خاص مع أولياء الأمور، عن بعد، لمساعدتهم على فهم الأدوات التي سيستخدمها المعلمون إذا كانوا يعملون مع الطلاب في بيئة مدرسية فعلية.

وقالت كاري إن المتابعة المتكررة مع الطلاب وأولياء الأمور، والتواصل المفتوح، وكل ما تتطلبه هذه المرحلة، يتم عن بعد، مضيفةً أن هذا الموقف دفعها إلى إيجاد طرقاً جديدة للتواصل مع الطلاب وتلبية احتياجاتهم.

نشر
محتوى إعلاني