مذيع CNN ريتشارد كويست يكتب عن تجربته بعد التعافي من فيروس كورونا: قد أصاب به مجددا
مقال رأي لمذيع CNN ريتشارد كويست يروي فيه تفاصيل ما بعد ظهور نتيجة فحوصاته الخاصة بمضادات فيروس كورونا سلبية رغم إصابته به
تعافيت من كوفيد-19 في شهر أبريل/ نيسان. كنت محظوظاً: رغم أن أعراضي كانت سيئة، إلا أنها كانت بسيطة مقارنة بالأشخاص الآخرين، كنت أعاني من السعال الجاف المتقطع، وأشعر بتعب شديد إلى درجة أنني أقضي ساعات طويلة على الأريكة. ولكن، لم أعان أبداً من صعوبة في التنفس، كما أنني لم أحتج إلى العلاج في المستشفى.
ومنذ ذلك الحين، كلما تطرأ مسألة التقاط عدوى فيروس كورونا مجدداً، أقول "إنني أصبت به ولدي أجسام مضادة تثبت ذلك".
كنت أقول ذلك على الأقل حتى يوم الجمعة، حينما جاءت نتيجة اختبار الأجسام المضادة الثالثة سلبية.
كنت في حالة صدمة.. رغم أنه غير واضح ما إذا كانت الأجسام المضادة تعطي مناعة بالفعل، إلا أنني تعاملت مع اختبارات الأجسام المضادة الإيجابية السابقة كدرع يمكنني التلويح به، قائلاً: "عشت تلك التجربة، انتهيت منها، وأنا بخير".
واليوم، تلاشى درعي الثمين أمامي.
اتصلت بمركز الاختبار، متيقناً أن هناك خطأ ما.
قلت لهم: "لدي اختبارات سابقة لإثبات ذلك"، حيث لم يشهد المركز تحاليلاً سابقة تعكس نقصاً في الأجسام المضادة. أجاب المختبر: "السيد كويست لديه أجسام مضادة، لكنها ليست كافية لتسجيلها على المقياس".
لقد سجلت كرقم 1 على المقياس، وكان أولئك الذين يزيدون عن 1.4 لديهم أجسام مضادة كافية لتكون نتيجتهم إيجابية.
كنت بحاجة لمعرفة المزيد، لذلك قمت ببحثي على موقع "غوغل"، ثم قرأت مقالاً علمياً حول اختبار الأجسام المضادة لـ"Abbott SARS-CoV-2 IgG".
يشير "IgG" إلى الأجسام المضادة من فئة "ج" من الغلوبيولين المناعي في دمك، والتي عند غسلها وخلطها وتجفيفها مع مواد كيميائية أخرى (بالإضافة إلى أشياء أخرى لم أفهمها)، تنتج مؤشراً للأجسام المضادة، حيث تكون نقطة الانقطاع 1.4.
على مدى الأشهر الخمسة الماضية، بدأت تتضاءل أجسامي المضادة لتصبح بلا معنى، ويبدو أنني عدت لنقطة البداية، وهي أنني معرض للإصابة بفيروس كورونا مجدداً.
عندما أخبرت طبيب الأمراض المعدية في نيويورك، لم يكن متفاجئاً. وأشار إلى أحدث الدراسات التي تظهر أن الأجسام المضادة تضعف بالفعل وتتضاءل على مدى 90 يوماً، مع العلم أنه لم تتح لأي شخص فرصة إجراء مزيد من الأبحاث حول ذلك.
ولكن، أوضح طبيبي أن تلك فقط نصف الآلية الدفاعية للجسم. تمتلك الخلايا التائية، وهي جزء مهم من قوة هجوم جهاز المناعة لدينا، ذاكرة فيروسية.
ستبقى هادئة حتى يتلامس الجسم مع كوفيد-19 مرة أخرى، وبالتالي سينشط جهاز المناعة ويبدأ في إنتاج الأجسام المضادة مرة أخرى.
قال طبيبي: "كان من المستبعد للغاية أن تصاب بكوفيد-19 مرة أخرى هذا العام.. غير محتمل طبياً". ولكن سرعان ما تم تحذيري بعدم التخلي عن التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وغير ذلك من التدابير الوقائية لمكافحة الفيروسات.
إن التقدم غير المباشر للوباء يخلق الخوف، ثم الأمل ، ثم يعود بنا إلى مشاعر الخوف مرة أخرى، على ما يبدو بلا نهاية.
لقد شهدت الكثير من حالات المتعافين من كوفيد-19، وهم يستعرضون الأجسام المضادة الخاصة بهم، كما لو كانت درعاً مدى الحياة.
ورغم ذلك، أود المراهنة أنهم إذا أجروا اختباراً آخراً، سيكتشفون أن درعهم الحامي يملؤه الثقوب.
اكتشفت الحالة الغريبة للأجسام المضادة المتناقصة فقط لأنني أخضع للاختبار بشكل متكرر بسبب رحلات عملي.
أحب الاستماع لمنطقي أنني لا أستطيع الإصابة بكوفيد-19 مرة أخرى على المدى القصير، لأننا كنا سنسمع عن العديد من حالات إعادة الإصابة بالعدوى.
وحتى الآن، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الحالات الشاذة، وتميل إلى أن تكون قد وقعت في ظل ظروف فريدة.
كل هذا يعلمني أنه ما كان حقيقة بالأمس، لا يعني أنه كذلك اليوم. يقول الخبراء إننا نعرف الكثير عن كوفيد-19 الآن أكثر مما كنا نعرفه قبل ستة أشهر.
والواقع الجديد هو أنني لم أعد أمتلك تلك الأجسام المضادة التي كنت فخوراً بها في يوم من الأيام. ربما أستطيع المقاومة من خلال الذاكرة الفيروسية للخلايا التائية ومن غير المحتمل الإصابة بالعدوى مجدداً، ولكن قد يحدث ذلك فعلاً.
أنا أتساءل فقط ما "الحقيقة" الأخرى التي سيزاح عنها الغبار.
بينما أنتظر لمعرفة ذلك، سأتبع القواعد اللازمة.