تقارير جديدة تكشف عن إصابة العديد من العسكريين بكورونا دون ظهور أعراض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يمكن أن ينتشر "كوفيد-19" بسرعة بين الأعضاء العسكريين النشطين والمجندين. ويفسر تقريران جديدان كيف يحدث ذلك، من خلال دراسة بعض الحالات السابقة.
وكشفت الأوراق، التي نشرت في مجلة "New England Journal of Medicine" يوم الأربعاء، عن أن العديد من الأفراد العسكريين والمجندين، الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، لم تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، ما يشير إلى أن انتشار المرض بدون أعراض يلعب دوراً كبيراً في تفشيه.
وقال الباحثون إن الظروف المعيشية قد ساعدت على الأرجح في الانتشار السريع للفيروس.
وتضمنت إحدى الدراسات، التي أجراها باحثون في مركز البحوث الطبية البحرية، وكلية إيكان للطب في ماونت سيناي ومؤسسات أخرى، بيانات عن 1,848 مجنداً تم اختبارهم لفيروس كورونا بعد الانتهاء من الحجر الصحي لمدة أسبوعين في المنزل، ثم طوال فترة الحجر الصحي الخاضع للإشراف في حرم الكلية.
وأثناء وجودهم في الحرم الجامعي، كان المجندون يرتدون الأقنعة ويطبقون قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي نهاية الحجر الصحي الثاني، كان مطلوباً من جميع المجندين إجراء اختبار سلبي لـ"كوفيد-19" قبل التوجه إلى جزيرة باريس في كارولينا الشمالية، من أجل تدريباتهم.
وشارك المجندون، الذين كانوا في الغالب من فئة الذكور، في الدراسة من 12 مايو/ أيار إلى 15 يوليو/ تموز.
ووجدت الدراسة أنه خلال وقت التسجيل، أي بعد تطبيق الحجر الصحي للمجندين في المنزل، ظهرت نتائج اختبار 16 شخصاً منهم، أي حوالي 1٪ إيجابية لفيروس كورونا.
وخلال فترة الحجر الصحي الخاضعة للإشراف، والتي استمرت أسبوعين، وجد الباحثون أن 35 مجنداً إضافياً، أو حوالي 2٪، قد أُثبتت إصابتهم بالفيروس.
وأبلغ 5 فقط من المجندين المصابين البالغ عددهم 51 مجنداً، أي 10% منهم، عن ظهور أعراض في الأسبوع السابق للاختبار الإيجابي أو في يوم إجراء الاختبار.
وتم الكشف عن جميع الحالات من خلال اختبارات مجدولة، ولم يتم رصد أي منها بشكل يومي.
وفي بيان يوم الأربعاء، قال الدكتور ستيوارت سيلفون، وهو أستاذ علم الأعصاب في كلية إيكان للطب في مستشفى جبل سيناء: "هذه عدوى يصعب منعها لدى الشباب، حتى مع الإشراف الدقيق على ارتداء القناع، وممارسة التباعد الاجتماعي، وتطبيق إجراءات التخفيف الأخرى".
وقال: "وجدنا أن الاختبارات المنتظمة، التي لا تعتمد على الأعراض، تحدد الناقلين لكوفيد-19.. نأمل أن تساعد هذه المعلومات في تطوير إجراءات أكثر فاعلية للحفاظ على أمن المنشآت العسكرية والمدارس".
وتضمنت الدراسة الأخرى، التي أجراها باحثون من مكتب البحرية الأمريكي للطب والجراحة، بيانات عن 4,779 من أفراد الطاقم على متن حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت"، عندما تعرضت لتفشي كورونا بين مارس/ آذار ومايو/ أيار.
وبسبب طريقة إدارته لتفشي كورونا، أقيل قبطان السفينة من منصبه، واستقال وزير البحرية.
وأظهرت الدراسة أن 1,271 من أفراد الطاقم، أي بنسبة 27٪، قد ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، وتم التعرف على أكثر من ألف من تلك الإصابات، في غضون 5 أسابيع، بعد أول حالة مؤكدة.
وكتب الباحثون: "عادة، ينام أفراد الطاقم في أماكن مليئة بعشرات الأسرة، ويعملون في مناطق مكتظة بالسكان، ويتجمعون في نقاط التجمع مثل الصالات الرياضية.. وربما سهلت هذه الظروف من انتقال كوفيد-19".
وأشار الباحثون إلى أنه من بين أفراد الطاقم المصابين، أفاد 572 منهم، أو 43٪، بعدم ظهور أعراض عليهم طوال فترة تفشي المرض.
الدروس المستفادة
وغالباً ما تنطبق النتائج على الأماكن غير العسكرية أيضاً، بحسب ما ذكره الدكتور، مايكل نيلسون، من معهد "والتر ريد" للأبحاث العسكرية في منطقة سيلفر سبرينغ بولاية ماريلاند، في افتتاحية رافقت الدراستين بمجلة "نيو إنجلاند" الطبية يوم الأربعاء.
ويمكن تطبيق الأساليب المستفادة من "يو إس إس ثيودور روزفلت" وجزيرة باريس على المواقف المعيشية المشتركة، مثل المهاجع الجامعية، والسجون، ومرافق الرعاية السكنية، والبيئات الرياضية، ومنشآت معالجة اللحوم، ومحطات الطاقة المعزولة، بحسب قول نيلسون.
وأوضح نيلسون أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية لفهم قوة المناعة بشكل أفضل، عندما يتعلق الأمر بانتشار "كوفيد-19" في أماكن المعيشة المشتركة.
واعتباراً من الأسبوع الماضي، يخضع ما لا يقل عن 47 لقاحاً مرشحاً لـ"كوفيد-19" للتقييم السريري على مستوى العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وكانت شركة الأدوية "فايزر"، قد أعلنت يوم الإثنين، أن لقاح فيروس كورونا يبدو فعالاً بنسبة تزيد عن 90٪، بناء على بيانات مبكرة.
وكتب نيلسون أن "إضافة هذه التدخلات الصيدلانية إلى أدوات الصحة العامة المتاحة سيساعد في السيطرة على الوباء، وفتح المجتمعات بأمان".