الأردن.. كبار السن بمخيم الزعتري يتصدّون لفيروس كورونا في المركز الصحي الأول من نوعه في مخيمات اللجوء
عمان، الأردن (CNN) -- سارع اللاجىء السوري محمود الملحم (60 عاماً)، القاطن في مخيّم الزعتري للاجئين منذ سبع سنوات، على بعد مسافة 85 كيلومتراً شمال شرق العاصمة عمّان، إلى تلقي لقاح فيروس كورونا في المركز الصحي الأول من نوعه في مخيمات اللجوء في العالم، بعد تسجيله على المنصة المخصصة لتلقي اللقاحات من بين نحو 1200 شخص تنطبق عليهم الشروط، ذلك وفقاً للبروتوكول الذي أعلنت عنه وزارة الصحة الأردنية للأردنيين و للمقيمين على أراضيها.
وقال الملحم لموقع CNN بالعربية خلال جولة داخل المركز الذي افتتح أبوابه منتصف الأسبوع ، كأول مركز مخصص لإعطاء اللقاحات داخل أحد مخيمات اللجوء في العالم، إنه "كان متردداً في تلقي اللقاح، ولكن دفعته إصابة أحد جيرانه بفيروس كورونا إلى تلقي اللقاح رغم ما انتابه من بعض القلق بشأن آثاره الجانبية المتداولة، موضحاً أنه "بات أكثر اطمئنانا بعد دقائق من تلقيه إياه".
ولا تختلف حالة الملحم كثيراً عن غيره من اللاجئين المقبلين على تلقي اللقاح داخل المخيم الذي يقارب عدد سكانه اليوم ما يزيد عن 76 ألف نسمة.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "UNHCR" محمد الطاهر لموقع CNN بالعربية إن "بدء تطعيم اللاجئين داخل الزعتري، جاء التزاماً بتعليمات وزارة الصحة الأردنية، باستهداف جميع المقيمين في المملكة باللقاحات، سبقها بنحو شهر حملة توعية للاجئين للتسجيل عبر المنّصة".
وأوضح الطاهر أن توجهات الحكومة في البداية كانت بنقل اللاجئين لتلقي اللقاحات في المراكز الـ27 في المدن المختلفة، لكن الأعداد الكبيرة في مخيم الزعتري للاجئين ممن تنطبق عليهم الشروط، دفعت وزارة الصحة الاردنية إلى فتح مركز داخل المخيم.
وأشار الطاهر إلى أن عدد المسجلين لمن هم في المخيم وصل إلى ألفي لاجىء، تنطبق الشروط على 1200 لاجىء منهم ممن تتجاوزت أعمارهم الـ65 عاماً، ومن أصحاب الأمراض المزمنة، لافتاً إلى حصول 52 من اللاجئين في اليوم الاول للافتتاح على اللقاحات، إضافة إلى ما يقارب 44 في اليوم الثاني، بينما شكّل مجموع من حصلوا على الجرعتين معا حتى الآن 150 لاجئاً، كان بعضهم قد تلقى الجرعة الأولى خارج المخيم.
وكشفت مصادر حكومية في وقت سابق لموقع CNN بالعربية عن أن نسبة 8% من اللاجئين السوريين ممن سجلوا على المنصة الحكومية في المملكة، قد حصلوا على اللقاحات، حيث يقطن ما يقارب 80 ألف لاجىء سوري خارج مخيم الزعتري.
ويطبّق مخيم الزعتري حتى يوم أمس، بروتوكول الحجر الصحي لمصابي فيروس كورونا إضافة إلى بروتوكول العزل المنزلي، كما يحظر إقامة نشاطات وتجمعات للاجئين بما في ذلك حفلات الزفاف والنشاطات في المراكز المجتمعية والملاعب الرياضية.
كما أن التعليم عن بعد قد طبٌق قبل عودة التعليم داخل الصف منذ أيام، وفرضت المفوضية والسلطات المحلية قيوداً مشددة على حركة الدخول والخروج من المخيم بما في ذلك تصاريح العمل، لتطويق انتشار الجائحة.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع CNN بالعربية من المفوضية، فإن وزارة الصحة تقوم بإجراء 250 فحصاً يومياً عشوائياً وانتقائياً لفيروس كورونا، ضمن آليات الرقابة الصحية المستمرة، إذ سجّلت 2000 إصابة منذ بداية الجائحة العام الماضي بينها 6 وفيات، بينما بلغت الحالات النشطة المحجورة، حتى يوم الاثنين 35 حالة إصابة.