أبحاث تظهر أن سعال مرضى كورونا أكثر خطورة على العاملين الطبيين من وضع أنبوب تنفس لهم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ بداية الجائحة، كان يُعتقد أن المهمة الأكثر رعباً في مجال الرعاية الصحية هي عندما يضع الأطباء أنبوباً للتنفس في القصبة الهوائية لمريض مصاب بفيروس كورونا بشكل حاد.
وحصل أولئك الذين يقومون بإجراءات "تولد الهباء الجوي"، الذين كانوا غالباً في وحدة العناية المركزة، على أفضل معدات الحماية، حتى لو لم يكن هناك ما يكفي للجميع، بموجب إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC".
وبالنسبة لأي شخص آخر يعمل مع مرضى "كوفيد-19"، منذ شهر، كان القناع الجراحي يُعتبر كافياً.
وتُظهر موجة جديدة من الأبحاث الآن أن العديد من هذه الإجراءات لم تكن الأكثر خطورة.
وتوصلت الدراسات الحديثة إلى أن السعال ينتج جزيئات أكثر بحوالي 20 مرة من وضع أنبوب تنفس للمريض.
وتظهر دراسات جديدة أخرى أن المرضى الذين يعانون من "كوفيد-19" الذين يقومون ببساطة بالحديث أو التنفس، حتى في غرفة ذات تهوية جيدة، يمكن يُصيبوا العمال بالمرض، حتى مع ارتداء في الأقنعة الجراحية المعتمدة من مراكز السيطرة على الأمراض.
وتشير الدراسات إلى أن الخطر العام الأعلى للإصابة بالعدوى كان بين العاملين في الخطوط الأمامية، والكثير منهم من العمال الملونين، الذين أمضوا معظم الوقت مع المرضى في وقت مبكر من مرضهم، وفي ملابس واقية دون المستوى، وليس أولئك الذين يعملون في وحدة العناية المركزة الخاصة بفيروس كورونا المستجد.
وقال الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة هارفارد، الدكتور مايكل كلومباس، الذي وصف الإجراءات المولدة للهباء الجوي بأنها "تسمية خاطئة" في ورقة بحثية نُشرت مؤخراً في مجلة "American Medical Association":"كل شيء مقلوب بالطريقة التي تم صياغتها حالياً".
وجذبت مجموعة الدراسات المتزايدة التي تُظهر انتشار الهباء الجوي لـ"كوفيد-19" أثناء جلسة تدريب لجوقة، وفي حافلة، وفي مطعم، وفي صالات رياضية انتباه الجمهور، كما أنها أدت إلى اهتمام واسع النطاق لاستخدام أقنعة أفضل، ووجود تهوية أفضل.
ومع ذلك، كان الموضوع مثيراً للجدل إلى حد كبير في قطاع الرعاية الصحية.
ولأكثر من عام، دعا قادة دوليين وأمريكيين من نقابة الممرضين العاملين الصحيين الذين يعتنون بمرضى "كوفيد-19" المحتملين أو المؤكدين إلى الحصول على أعلى مستوى من الحماية، بما في ذلك أقنعة "N95".
ولكن أصرت مجموعة واسعة من الخبراء لفترة طويلة على أن تكون هذه الكمامات مخصصة لأولئك الذين يقومون بإجراءات مولدة للهباء الجوي، وأنه من الآمن للعاملين في الخطوط الأمامية رعاية مرضى كورونا أثناء ارتداء أقنعة جراحية أقل حماية.
وشكلت شكوك مشابهة متعلقة بالتعرض العام للهباء الجوي داخل مساحات الرعاية الصحية إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، بدعم من جمعيات المستشفيات الوطنية، وتلك الموجودة في كاليفورنيا.
لا تزال الإرشادات تقول إن العامل لن يعتبر "معرضاً" لكورونا بعد رعاية مريض مصاب بالفيروس أثناء ارتداء قناع جراحي.
ولكن في الأشهر الأخيرة، وثق كلومباس، وباحثون في إسرائيل أن العمال الذين يستخدمون الأقنعة الجراحية، ودروع الوجه أُصيبوا بالفيروس أثناء إجراءات رعاية المرضى الروتينية.
ووجد بحث جديد أجراه علماء هارفارد، وجامعة "تولين" أن الأشخاص الذين يميلون لأن كونوا ناقلين فائقين لفيروس كورونا، أي الـ20% من الأشخاص الذين تنبعث منهم 80% من الجسيمات الدقيقة، يميلون إلى أن يكونوا مصابين بالسمنة، أو أكبر سناً، ومن المرجح أنهم يعيشون في دور رعاية المسنين، ويزيد احتمال إدخالهم للمستشفى.
وعندما يكون هؤلاء المرضى معديين بشدة، فهم يطلقون مقداراً أكبر من جزيئات الهباء الجوي الصغيرة بثلاث مرات مقارنةً بالأشخاص الأصغر سناً.
وقال عضو بهيئة تدريس الهندسة الحيوية في جامعة هارفارد، ومؤلف الدراسة، ديفيد إدواردز، إن الناقل الفائق الذي يقوم بالتنفس وببساطة قد يشكل خطراً مشابهاً، أو خطراً أكبر على العاملين الصحيين لمريض يقوم بالسعال.
وتوضح الدراسة المخاطر الجسيمة التي يواجهها العاملون في دور رعاية المسنين، والذي أصيب أكثر من 546،000 منهم بفيروس كوفيد، مع وفاة 1،590 منهم، وفقاً للتقارير التي قدمتها دور الرعاية إلى مراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية منذ منتصف مايو/أيار.
ومعاً، تقترح الأبحاث أن التعرض للمرض في أماكن العمل الخاصة بالرعاية الصحية كان "أكبر بكثير" مما حددته مراكز السيطرة على الأمراض عندما أعطت الأولوية لحماية أولئك الذين يقومون بإجراءات "مولدة للهباء الجوي"، وفقاً لما قاله الأستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة "ميريلاند"، الدكتور دونالد ميلتون، الذي راجع الدراسات، ولم يشارك في أي منها.
وتبين النتيجة أن استنشاق جزيئات صغيرة محمولة في الهواء تؤدي إلى الإصابة بالعدوى، بحسب ما ذكره ميلتون، الذي يدرس كيفية انتشار فيروسات الجهاز التنفسي.
وقال ميلتون: "يعني ذلك أن الكمامات الفضفاضة ليست كافية".
وفي 10 فبراير/شباط، حدَّث مراكز السيطرة على الأمراض توجيهاتها للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وحذفت اقتراحاً مفاده أن ارتداء قناع جراحي أثناء رعاية مرضى كورونا أمر مقبول، وحثت العمال على ارتداء قناع "N95" أو "قناع وجه محكم"، والذي يمكن أن يشمل كمامة قماشية محكمة فوق قناع جراحي فضفاض بشكل أكبر.
ومع ذلك، إلا أن التحديث جاء بعد وفاة ما لا يقل عن 3،500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا، بحسب ما وثقته شبكة "KHN"، وصحيفة "الغارديان" في مشروع "Lost on the Frontline".