لماذا يتزايد عدد الأطفال الذين يتناولون الأطعمة السريعة خلال جائحة فيروس كورونا؟

نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُقر بعض العائلات أنّ جائحة "فيروس كورونا" نسفت أنظمة الطعام الصحية المعتمدة من قبلهم سابقًا، بسبب الإجهاد الناجم عن طبيعة العمل عن بعد، والتعليم عبر الانترنت، بالإضافة إلى المشاكل المادية والمرض وغيرها.

محتوى إعلاني

وكشف استبيان جديد، أنّ وتيرة تناول الأطفال لوجبات الطعام المعدّة في المنزل قد زادت منذ بدء الجائحة بحسب 50% من الأهالي الذين شاركوا في هذه الدراسة، إلا أن 20% منهم لجأوا أكثر إلى خيار الوجبات السريعة.

محتوى إعلاني

وقد شارك في هذا "الاستبيان الوطني حول صحة الأطفال"، والذي أشرف عليه "مستشفى جامعة ميشيغن للصحة سي. أس موت للأطفال"، 2000 من الأهالي الذين لديهم أطفالاً تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا. 

وقال طبيب الأطفال في مستشفى "سي. اس موت" للأطفال، وأحد المشاركين في الدراسة، غاري فريد، في بيان: "نعلم أنّ نمط الحياة الذي تتّبعه العائلات قد يؤثر على النظام الغذائي للأطفال، لذا أردنا معرفة كيف غيّرت الجائحة من عادات تناولهم للطعام".

ولفت الاستطلاع إلى أن معدل الأطفال الذين تناولوا الوجبات السريعة في حدّ أدنى مرتين أسبوعيًا، كان أكبر في أوساط العائلات من ذوي الدخل الأدنى (أقل من 50 ألف دولار سنويا)، والآباء الذين اعتبروا أن أطفالهم يعانون من زيادة في الوزن، فيما لم يسرِ هذا الواقع على العائلات التي يفوق دخلها الـ100 ألف دولار سنويًا.

وقالت الأستاذة المساعدة في طب الأطفال السريري في جامعة ستانفورد، في ولاية كاليفورنيا الامريكية، مايا آدم، والتي لم تشارك في وضع هذه الدراسة، لـCNN، إنّ "البيانات المجمّعة مقنعة لجهة أن الطفل سيسكب وزنًا غير مرغوب فيه كلّما تعرض لتناول وجبات سريعة". مضيفة أنّ "الأهالي يحبون أطفالهم، لذا هم غالبًا أول من سيلاحظ ظهور مشاكل صحية محتملة لديهم".

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ "متطلبات الحياة اليومية وضغوطاتها تحتّم إجراء تنازلات". وقد أجمع غالبية الأهالي المستطلَعين على أنّ الوجبات السريعة غير صحية لأولادهم، ومكلفة أكثر من إعداد الطعام في المنزل، ولا قيمة غذائية لها مقابل المبلغ المدفوع. لكنّ، نسبة 72% منهم، وجدوا أنّ الوجبات السريعة كانت الخيار الأفضل عند ضيق الوقت"، فيما قال 84% منهم أن لا ضير باللجوء الى الوجبات السريعة على نحو معتدل.

ولفتت آدم إلى أن "الرسالة التي نستنتجها بوضوح من خلال هذا التقرير، هي أنّ آليّة الطبخ في المنزل معقدة، وتستهلك الوقت، وأن الحل يكمن باللجوء إلى الوجبات الجاهزة السريعة".

وأضافت: "لقد اكتسبنا عادات جديدة لتناول الطعام، لأننا حين نستسهل طلب وجباتنا السريعة من المطاعم، سنجد صعوبة في تحضير باستا مع الخضار والجبنة".

وكشف التقرير أنّ نسبة 88% من الأهالي، لا يراقبون المكوّنات الغذائية الخاصة بوجبات الطعام التي يرغب بتناولها أطفالهم، في مقابل قلّة يقرأون هذه المعلومات. وفي المقابل، أكثر من نصف الأهالي يشجعون أطفالهم على اختيار الوجبات الصحية، أو لا يسمحون لهم بطلب رقائق البطاطا المقلية، وعصائر الحليب المخفوقة.

وجاء في التقرير أيضًا أن الأطفال الذين يعتقد أهلهم أنهم يعانون من وزن زائد يستهلكون المشروبات الغازية أو الصودا مع تناول وجبتهم السريعة أكثر من الأطفال الذي يتمتعون بوزن معتدل.

وقال فريد إنّ "حجم الدهون، او الصوديوم والسعرات الحرارية المتواجدة في وجبة سريعة واحدة تتخطّى الكميّة المحددة ليوم كامل، إضافة إلى افتقارها للعديد من العناصر الغذائية". مضيفًا أن "استهلاك المشروبات الغنية بالسكر يشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا على الأطفال والكبار، إذ يزيد من مخاطر زيادة الوزن لدى الأطفال، وتسوس الأسنان، ويعرّضهم للبدانة المفرطة". 

نصائح لكيفية اختيار أفضل للطعام أو الطبخ في المنزل

ورأت آدم، أنه لا ضير في استهلاك أي وجبة باعتدال، لكن "ذلك من الصعب تطبيقه على المأكولات الجاهزة". وأوضحت أنّ "الحصّة الغذائية التقليدية الكبيرة الحجم لا تدعم نظرية الاعتدال في الاستهلاك، وأنّ المأكولات الجاهزة صُنعت حتى ندمن عليها. فالدماغ يحفّز الأشخاص على طلب المزيد، ما يؤثر سلبًا على صحة أطفالنا، رغم أنه مربح لصنّاع الوجبات السريعة".

وذكرت الدراسة أن العوائق التي واجهت الأهالي وحالت دون اعدادهم أكل منزلي، تتمثل بالعمل الدائم والتوتر فضلًا عن الصعوبة التي تختبرها العائلات التي لا تقتني سيارة أو لا متجر خضار وفاكهة بالقرب من منزلهم.

وأمام هذا الواقع، قالت فريد إنه "إذا لم يكن هناك مفرّ من الوجبات الصحية، أقلّه على الأهالي تشجيع أطفالهم على طلب الحليب أو الماء عوضّا عن الصودا".

وتنصح آدم "الأهالي بضرورة قراءة المكوّنات واتخاذ القرار عن أطفالهم، وتدريبهم عندما يكبرون على كيفية قراءة المكونات الغذائية حتى يعرفوا مستقبلاً ماذا يتناولون من طعام".

ونبهت آدم من أن التشجيع على اختيار الأطعمة الصحية للأطفال يجب أن يكون من خلال تنمية عادات تناول طعام إيجابية، ومتوازنة، وأكثر مراعاة للصحة، بعيداً من الصور النمطية للجسم التي قد تسبب اضطرابات في الأكل عند الأطفال لاحقًا أو عن مفهوم الأكل السيء مقابل الجيد".

وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن على الأهالي النظر إلى عملية الطبخ كمساعد لقضاء وقت قيّم مع العائلة. إذ يمكنهم القيام بذلك مع أطفالهم، وتشجيع الأكبر سنًا بينهم على التناوب في تحضير الطعام للعائلة. ويتطلب ذلك وقتًا إضافيًا، لكنه يشكل فرصة لتبادل الخبرات وتعلم أشياء جديدة سويًا.

نشر
محتوى إعلاني