التقدم في العمر ليس السبب..إليك ما يجب فعله لتحسين عملية الأيض في الجسم
دبي، الإمارات العربية الممتحدة (CNN) -- إذا كنت في منتصف العمر، وتكتسب وزناً ببطء على مدى سنوات، فمن المحتمل أنك تربط ذلك بانخفاض الأيض المرتبط بالعمر.
ومعدل الأيض هو المعدل الذي يحرق به جسمك السعرات الحرارية لتزويده بالطاقة للبقاء على قيد الحياة، وهو اعتقاد مقبول عمومًا أنه مع تقدمك في العمر، تتباطأ عملية الأيض أثناء الراحة، خاصةً لمن هم فوق سن الـ40.
أما بالنسبة للنساء في سن اليأس، فإن عملية الأيض تتباطأ أكثر.
ولكن هذه الاعتقادات ليست صحيحة، وفقًا لورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة "Science".
ومن خلال تحليل البيانات الخاصة بنحو 6،500 شخص تتراوح أعمارهم من عمر الرضاعة إلى كبار السن، قرّر مؤلفو الورقة البحثية أن الأيض أثناء الراحة يظل ثابتًا من سن 20 إلى 60 عامًا قبل تسجيل انخفاض بنسبة أقل من 1% سنويًا بعد ذلك.
ولا تشير الورقة إلى أي اختلافات حقيقية بين معدلات الأيض عند الرجال والنساء، حتى بالنسبة للنساء في سن اليأس، عند التحكم في العوامل الأخرى.
والآن قد تتساءل عن سبب شعورك بتباطؤ عملية الأيض لديك، والإجابة تتعلق أكثر بنمط الحياة الصحي.
وهذا يعني في الواقع أن لديك القدرة على إجراء تغييرات من شأنها تعزيز الأيض لديك، بغض النظر عن عمرك.
وفيما يلي 4 طرق مدعومة علميًا لزيادة الأيض لديك
كن نشيطًا طوال اليوم
وعندما تسأل نفسك لماذا تشعر أن معدل الأيض لديك قد تباطأ مع تقدم العمر، يجب عليك أيضًا أن تتساءل عما إذا كان مستوى نشاطك اليومي قد تباطأ.
وبالإضافة إلى جميع المخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة، يشير الخبراء إلى عدم النشاط المستمر باعتباره أكبر ضرر لعملية الأيض لديك.
وأوضح إدوارد كويل، أستاذ علم الحركة والتعليم الصحي في جامعة تكساس في أوستن، أن "الجلوس معظم اليوم يقلل بشكل ملحوظ من أيض الدهون".
وأشار كويل إلى أن بحثه وجد أنه من الضروري اتخاذ ما لا يقل عن 8،500 خطوة يوميًا - على مدار اليوم ، بدلاً من اتخاذ كل خطوة مرة واحدة - من أجل الحفاظ على الأيض الكافي للدهون.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد كويل في مختبره أن خمس تمارين رياضية مدتها أربع ثوان فقط يتم إجراؤها بجهد كامل كل ساعة على مدار اليوم، ويمكن أن تزيد بشكل كبير من الأيض للدهون بنسبة تصل إلى 49%.
ورغم من أن القيام بـ 20 ثانية من العدو السريع كل ساعة ليس عمليًا لأي شخص تقريبًا، إلا أن العاملين في المكاتب المستقرة الذين تعيقهم قيودهم الزمنية ومسؤولياتهم من الوصول إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام، يجب أن يشعروا بالحماس من القيام والتحرك لبضع دقائق في الساعة، الأمر الذي يُمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
مارس الأنواع الصحيحة من التمارين
وثبت أن كل من التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) وتمارين القوة لديهما تأثيرات ذات دلالة إحصائية على عملية الأيض لديك.
والتدريب المتقطع عالي الكثافة يُعد بمثابة أسلوب تدريب يتضمن فترات من التمارين المكثفة مع ارتفاع معدل ضربات القلب بالتناوب مع فترات التعافي، وثبت أنه يرفع معدل الأيض، خاصة لحرق الدهون، بعد فترة طويلة من انتهاء التمرين.
ووجدت إحدى الدراسات أنه بعد 12 أسبوعًا من ممارسة التدريب المتقطع عالي الكثافة، تمكن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن من تقليل دهون البطن لديهم بنسبة 17% وكتلة الدهون الكلية بمقدار كيلوغرامين، ما يعني بشكل أكبر نسبيًا من الدراسات الأخرى التي أُجريت على حرق الدهون باستخدام أشكال بديلة من التمارين.
ومع ممارسة تمارين القوة، تزيد كتلة عضلات الجسم، مما يزيد من معدل الأيض الكلي، ويعني حرق المزيد من السعرات الحرارية بعد التمرين.
ومع ذلك، على عكس التدريب المتقطع عالي الكثافة، ستستمر العضلات التي تبنيها في تمارين القوة في حرق الطاقة الحرارية بغض النظر عن عدد المرات التي تمارس فيها التمارين، طالما أنك تقوم بما يكفي للحفاظ على كتلة العضلات.
وعلى هذا النحو، يمكن أن تساعدك تمارين القوة أيضًا على تجنب فقدان العضلات وانخفاض الأيض المرتبط باتباع نظام غذائي لفقدان الوزن.
وفي دراسة أجريت على 48 امرأة تعاني من زياة الوزن وتتبع نظام غذائي يحتوي على 800 سعر حراري فقط في اليوم، تبين أن تمارين القوة تمكنهن من الحفاظ على كتلة العضلات والأيض، في حين أن النساء في الدراسة اللواتي مارسن التمارين الهوائية فقط أو لم يقمن بتمارين رياضية، فقدن العضلات، وعانين من انخفاض الأيض.
ولتحقيق أقصى قدر من زيادة الأيض من خلال التمرين، يجب عليك مزج برنامج التمرين الأسبوعي الخاص بك ليشمل كل من تمارين القوة، والتدريب المتقطع عالي الكثافة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه لتحقيق أقصى استفادة من أي نوع من برامج التمارين الرياضية، تحتاج أيضًا إلى فصل فترات طويلة من الوقت المستقر خلال اليوم بفترات قصيرة من النشاط.
قم بتغذية جسمك بالبروتين والمياه
ويؤدي هضم الطعام في الواقع إلى زيادة الأيض لبضع ساعات، لأنه يتطلب طاقة من السعرات الحرارية لمعالجة العناصر الغذائية التي تتناولها، وهذا ما يُسمى بالتأثير الحراري للغذاء.
وهذا لا يعني أنه يجب عليك تناول المزيد من أجل زيادة معدل الأيض، ولكن إذا تناولت المزيد من البروتين، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الأيض بشكل أكبر من الأطعمة الأخرى، وذلك لأن البروتين يسبب ارتفاعًا أكبر في التأثير الحراري للغذاء، مما يزيد من معدل الأيض الكلي بنسبة 15 إلى 30%.
ويُعد تناول البروتين ضروريًا أيضًا لبناء العضلات، وبالإضافة إلى ذلك، يساعدك تناول البروتين على تجنب فقدان العضلات، وما ينتج عنه من انخفاض في الأيض الذي يمكن أن يأتي مع اتباع نظام غذائي.
وقد يؤدي شرب المزيد من المياه أيضًا إلى زيادة الأيض لفترة وجيزة. وتظهر الأبحاث أن شرب نصف لتر من المياه، يمكن أن يزيد من الأيض أثناء الراحة بنسبة 24% لمدة ساعة تقريبًا.
ويشير بحث إضافي إلى إمكانية زيادة الأيض المعزز من خلال شرب المياه الباردة بسبب بذل الطاقة اللازمة لتسخينه لدرجة حرارة الجسم.
احصل على الراحة التي تحتاجها
ويُعد النوم أمرًا حاسمًا لتعافي جميع عمليات الجسم.
والنوم لأقل من 7 ساعات على أساس منتظم، يرتبط بالعديد من الآثار الصحية السلبية، مثل زيادة الوزن، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والاكتئاب، وضعف وظائف المناعة، وزيادة الألم، وضعف الأداء، وزيادة خطر الوفاة، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم.
وعندما يتعلق الأمر بالآثار الضارة لقلة النوم على عمليات الجسم، فإن الأيض ليس استثناءً. وأظهرت الأبحاث أن الحرمان من النوم وانخفاض جودة النوم لديهما تأثير ضار على عملية الأيض.
وللحصول على النوم الذي تحتاجه للحفاظ على الأيض الصحي والصحة العامة والعافية، من المهم إعداد روتين ليلي يتضمن استراتيجيات تسهل الراحة، مثل تمارين التنفس للمساعدة في تهدئة جهازك العصبي. ويمكنك أيضًا ممارسة حركات اليوغا لإعداد جسمك للنوم.