بحث جديد يؤكد: كوفيد-19 نشأ في سوق للحيوانات وليس في مختبر

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بالنظر مجددا إلى الأسباب الممكنة لظهور فيروس كوفيد-19، يقول أحد العلماء إن الأدلة تشير إلى سوق لبيع الأسماك في ووهان الصينية، وذلك بعد أن قام برسم خط زمني لجميع الحالات التي أصيبت بفيروس SARS-COV-2، قبل أن يبدأ بالانتشار عالميا ويتحول إلى جائحة.

محتوى إعلاني

وقال الباحث والعالم مايكل وروبي، من جامعة أريزونا، إن النتيجة التي توصل إليها تفيد بأن معظم الإصابات كانت لأشخاص عملوا في السوق أو عاشوا قربه، حتى إن لم تكن لهم علاقة مباشرة بالنشاطات في السوق.

محتوى إعلاني

ولكن يبدو أن الصورة عن مصدر هذا الوباء لا تزال ضبابية، خصوصا أن السلطات الصينية تواصل نفي كل ما يتردد حول شبهات أن يكون هناك تدخل بشري تسبب في انتشار هذا الفيروس، إضافة إلى الاتهامات التي وجهتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومن بعدها إدارة بايدن بأن الفيروس نشأ في مختبر لعلم الفيروسات.

غير أن العلماء يؤكدون بشكل قاطع أن فيروس كوفيد-19 نشأ من حيوان، وليس من تسرّب في مختبر.

هذا ما يؤكده وروبي، المتخصص في التطور الجيني للفيروسات، والذي عثر على دليل قاطع يفيد بأن فيروس كوفيد-19 نشأ في حيوان، ولم يبدأ بالانتشار حتى نهايات 2019. ونشر وروبي مجموعة من الدراسات عن أصل هذا الفيروس، ولكنه يؤكد رغبته المستمرة بالتحقق من نظرياته مقابل ما يجري في الواقع.

وبعد غوصه في الحالات المختلفة خلال الفترة الماضية، تبين أن نظرية وروبي أقوى، وتؤكد بأن الفيروس نشأ في حيوان يباع في هذا السوق، وهو شبيه جدا بطريقة انتشار فيروس SARS بين عامي 2002 و 2004، والذي أدى إلى إصابة نحو 8 آلاف شخص.

واحدة من هذه الحالات تميزت، وتعود لمحاسب يبلغ من العمر 41 عاما، والذي بدت عليه أعراض المرض يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2019، ولا علاقة له على الإطلاق بالسوق. وسابقا، اعتبرت هذه الحالة دليلا على أن الجائحة لم تبدأ من هذا السوق. وقد عثر وروبي على دليل يفيد بأن الرجل أصيب بفيروس كوفيد-19 في نهاية ديسمبر، بينما المرض الذي أصيب به في بداية ديسمبر كان يتعلق بأسنانه.

يقول وروبي: "كل هذه المؤشرات تدل على أن الجائحة بدأت في سوق ووهان."

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت تحقيقها الخاص حول بدايات الجائحة، مؤكدة أن حيوانات هي مصدرها، غير أنها قالت إن هذه النتائج غير مؤكدة، وبالتالي تم التواصل مع الحكومة الصينية لتقديم المزيد من المعلومات والبيانات.

من جهته، قال وروبي إن هذه المعلومات والبيانات المطلوبة قد لا ترى النور أبدا. فقد قامت الحكومة الصينية بإزالة الحيوانات من السوق بشكل كامل، وعقمته في يناير/ كانون الثاني 2020، وبالتالي قامت بوقف انتشاره بشكل أكبر، ولكنها أيضا قامت بمحو أي دليل مرتبط بالانتشار.

من جانب آخر، قال بيتر دازاك، رئيس ائتلاف الصحة الاقتصادية، وأحد أعضاء فريق التحقيق في منظمة الصحة العالمية: "أعتقد أن البحث الذي أجراه وروبي ممتاز جدا، فكل ما يقوله حول الإصابة يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول يتماشى مع ما شهدناه خلال رحلتنا إلى ووهان."

وأضاف بالقول: "لقد ارتكبوا خطأ مع هذا الشخص بالتحديد لأنه زار المستشفى لسبب مختلف. وبالتالي تكون أولى الحالات التي أصيبت بهذا الفيروس تعود إلى عامل في سوق ووهان، وليس المحاسب."

وانضم وروبي إلى فريق من العلماء الذين وقعوا رسالة في مايو/ أيار الماضي يقولون فيها إن النظرية التي تقول إن الفيروس تسرب من مختبر يجب أن تخضع للتحقيق.

نشر
محتوى إعلاني