الزواج أو ممارسة الجنس يتراجعان بشكل ملحوظ في أمريكا لمن هم دون الـ55 عامًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في "عيد الحب" يُفترض أن نبرهن لمن يحيطون بنا كم نهتم لأمرهم. لكن في أيامنا هذه، بات لـ"الحب" تعريفات مغايرة عمّا كان عليه يومًا في الولايات المتحدة، أي مع الشريك في السرّاء والضرّاء.
وفيما يلي أربع إحصائيات يُحتمل أن تكون مقلقة وإشارة واحدة إيجابية محتملة عن الحب في الولايات المتحدة.
المعدّل الأدنى لممارسة الجنس.. منذ 30 سنة
ولم يمارس 26% من الأمريكيين البالغين 18 عامًا وما فوق الجنس منذ 12 شهرًا، بحسب المسح الاجتماعي لعام 2021. وقد تخال أنّ مردّ ذلك إلى أثر الجائحة، غير أنّ هذا الواقع ليس بجديد. وكان هذا المسح سجّل أعلى نسبة من البالغين الذين لم يمارسوا الجنس لمرة واحدة خلال عامي 2016 و2018، وبلغت 23%. أمّا أعلى نسبة مسجلة قبل عام 2004، بين البالغين الأمريكيين الذين قالوا إنهم لم يمارسوا الجنس خلال السنة المنصرمة فبلغت 19٪.
وأظهر استطلاع أُجري العام الماضي أنّ عدد البالغين من الأمريكيين الذين مارسوا الجنس مرة واحدة في الشهر أو أقل تجاوز للمرة الأولى نسبة 50٪، فيما كانت نسبة هؤلاء عام 1989، 35٪ في الحد الأدنى.
وترتبط هذه النتائج بتراجع عدد الراغبين بالزواج وعمر الشيخوخة، لكن هذين السببين غير كافيين لتبرير ذلك. فبين الأزاوج الذين تقلّ أعمارهم عن 60 عامًا، 26% مارسوا الجنس مرة واحدة في الشهر أو أقل عام 2021، فيما كانت نسبة هؤلاء 12% عام 1989. ويترجم هذا الواقع بأنّ الثمانينيات كان العقد الأفضل لممارسة الجنس.
المعدّل الأدنى لتشارك الحياة.. منذ 30 عامًا
وتعيش نسبة 62% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا مع شريك، وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث عام 2021، استنادًا لبيانات مكتب الإحصاء الأمريكي عام 2019. وضمت هذه النسبة 53٪ من المتزوجين و 9٪ من الذين يتشاركون الحياة معًا. وتُعتبر هذه النسبة أدنى بكثير من تلك المسجلة عام 1990، حيث بلغت نسبة الأزواج الذين يعيشون معًا 71٪، بينهم 67٪ متزوجين و4٪ يتشاركون العيش معًا.
وقد تعتقد أنّ ارتفاع نسبة الأشخاص غير المتزوجين والذين ليس لديهم شريك، يعود إلى ارتفاع مستوى التعليم بين النساء اللواتي لم يعدن بحاجة إلى دعم الرجل المالي. غير أنّ الإحصائيات تكشف سببًا مختلفًا. فالأشخاص الأفضل تحصيلًا علميًا والأعلى أجرًا هم الذين يعيشون مع شريك، أو يُقدمون على الزواج. وبحسب دراسة مركز بيو للأبحاث، لن يقدم الكثير من الناس على الزواج إذا لم يعتقدوا أنّ ذلك ممكنًا من الناحية المالية.
كما أنّ عدد الرجال غير المتزوجين الذين يعيشون بمفردهم (10 نقاط) أعلى من النساء (7 نقاط) مقارنة مع خط الأساس لعام 1990.
الحياة التشاركية في المستوى الأدنى.. وليس الزواج فقط
ولكن، هل مردّ ذلك إلى أنّ الناس تحبّذ الاستمرار في علاقات، من دون التقيّد بالأحكام التي تفرضها الحياة التشاركية أو الزواج؟ نعم، لكن الإحصائيات تشي بأسباب أخرى أيضًا.
ومنذ عام 1986، والمسح الاجتماعي العام يطرح على المشاركين بالاستطلاع سؤالًا حول إذا كان لديهم شريك ثابت. وأشار التقرير الصادر العام الماضي، إلى أنّ 30٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا، الفئة العمرية عينها التي شملتها دراسة بيو، ليس لديهم شريكًا ثابتًا. فيما كانت هذه النسبة عام 1986، 20٪. وفي الواقع، لم تتجاوز نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عامًا الذين قالوا إن ليس لديهم شريك ثابت 23٪ قبل عام 2010. غير أنّها شهدت زيادة فاقت نسبة 25% منذ ذلك الحين.
ومن المثير للاهتمام، أنه مع تقدم العمر وزيادة عدد المواليد الجدد فوق سن الـ 55، ظلت النسبة المئوية للأشخاص الأكبر سنًا في العلاقة ثابتة إلى حد ما - في منتصف الستينيات من العمر إلى أعلى في المتوسط.
وهذا يعني أن النزعة للعيش على نحو منفرد، نقع عليها أكثر بين الشباب من الأكبر سنًا. الأمر نفسه يسري على ممارسة الجنس، حيث أن نسبة 40% ممّن بلغوا الـ55 عامًا وما فوق، لم يمارسوا الجنس منذ 12 شهرًا، وهي نسبة تعادل تقريبًا تلك التي كانت عليها قبل 30 عامًا.
بطاقة معايدة للشريك بمناسبة عيد الحب!
ورغم ذلك، وجد استطلاع أجرته جامعة مونماوث الأمريكية عام 2022، أنّ نسبة 55٪ فقط من الأمريكيين الذين يعيشون ضمن إطار علاقة حب يتلقون بطاقة معايدة من شريكهم في مناسبة عيد الحب. وأجمعت نسبة الأشخاص المتبقية، 45٪، بينهم 30٪ من البالغين الأمريكيين الذين ليس لديهم شريك، أنّ معظمهم لم يتلقوا بطاقة معايدة من شريكهم هذا العام.
ومرة أخرى، يبدو أنّ الحب أدنى بين جيل الشباب. حيث أن 64% من الأمريكيين البالغين 55 عامًا وما فوق ويعيشون في إطار علاقة حب يتلقون عادةً بطاقة معايدة من شريكهم. وتنخفض هذه النسبة إلى 57٪ بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا، وتصل إلى 41٪ ضمن الفئة العمرية 18 و34 عامًا.
تراجع في معدل الطلاق..
وبلغ معدل الطلاق وبطلان الزواج أدنى مستوياته هذا القرن عام 2019، بحسب نظام الإحصاء الحيوي الوطني. وسُجّلت 2.7 حالة طلاق لكل ألف شخص، وهو معدل أدنى من عدد الحالات عام ألفين، حيث بلغت حالات الطلاق نسبة 4 لكل 1000 شخص.
وعليه، فإن تراجع معدل الطلاق الأعلى بين الشباب لا ينبغي أن يكون مفاجئًا، لأنّها الفئة الأقل إقدامًا على الزواج، ولأنّ من يقدمون على الزواج يبدو أنّهم يعزّزون حظوظ نجاحه.