لقاح أوروبي جديد يظهر نتائج واعدة ضد فيروس كورونا.. قد يشّجع المترددين على تلقيه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يتوفر للعالم نوع جديد من اللقاحات، كخيار آخر في معركته ضد كوفيد-19، قريبًا. إذ أعلن مصنعا أدوية أوروبيين، "سانوفي" الفرنسي و"غلاكسو سميث كلاين" البريطاني، عن نتائج اختبارات سريرية إيجابية للقاح في المرحلة الأخيرة، سيحمل اسم Vidprevtyn، وفق متحدث باسم شركة "سانوفي".
وتخطط الشركتان للحصول على إذن استخدام جرعات اللقاح في الولايات المتحدة وأوروبا.
و"Vidprevtyn"، لقاح بروتيني فرعي، أي أنه يستخدم أجزاءً غير ضارة من البروتين تعمل على تلقين الجهاز المناعي في الجسم كيفية اكتشاف فيروس "SARS-CoV-2" المسبّب لـ"كوفيد-19"، ومكافحته.
إنه أحد أنواع اللقاحات الأكثر تقليدية من لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال، أو ناقلات الفيروس الغدي، الذي يحمل التعليمات الجينية العامة حول صناعة البروتين الشوكي لفيروس كورونا داخل الخلايا، حيث يتم بناءها بعدها ذلك وعرضها على الجهاز المناعي كصور كي يتمكن من العثور عليها والدفاع.
ويمكن تخزين هذا النوع من اللقاحات في درجة حرارة البراد، ما يسهّل استخدامها في المناطق التي لا تتوفر فيها إمكانية التخزين شديدة البرودة.
ونظرًا لأنه يعتمد على تقنية أكثر شيوعًا، فهناك أمل بأنّ الأشخاص الذين رفضوا أنواعًا أخرى من لقاحات كوفيد-19 قد يتشجعون ويتلقون هذا النوع من اللقاحات.
نتائج دراسية واعدة
يتم إعطاء اللقاح على جرعتين بفاصل زمني يمتد لثلاثة أسابيع. وشارك أكثر من 10 آلاف شخص بالغ في تجارب المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح في كل من الولايات المتحدة، وآسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية. وتقوم دراسة منفصلة بتقويم جرعة ثالثة من اللقاح كمعزز.
وبعد إعطاء جرعتين لأشخاص ليس لديهم أجسام مضادة ضد فيروس "SARS-CoV-2"، أتت نتائج اللقاح كالتالي:
- فعال بنسبة 58% لمنع أعراض كوفيد-19
- فعال بنسبة 75% للوقاية من أعراض كوفيد-19 المتوسطة أو الشديدة
- فعال بنسبة 100% ضد الإصابة بمرض كوفيد-19 الحاد، الذي يستدعي الاستشفاء
حقّق اللقاح الجديد أرقامًا أدنى لجهة الإصابة بالمرض المصحوب بأعراض، مقارنة مع لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال التي صنعتها شركات "فايزر/ بيو إن تك" و"مودرنا"، واختُبر أيضًا في ظروف مختلفة، وسط انتشار متحوّرات فيروس كورونا الجديدة.
من جانبه، قال توماس تريومف، نائب الرئيس التنفيذي لدى شركة سانوفي: "نحن سعداء جدًا بهذه البيانات".
وأضاف: "لم يتم إجراء أي دراسة عالمية أخرى لفعالية المرحلة الثالثة خلال هذه الفترة حيث تنتشر العديد من المتحورات المثيرة للقلق، ضمنًا أوميكرون، وأتت بيانات الفعالية هذه مماثلة للبيانات السريرية الحديثة من اللقاحات المصرّح عنها".
وقال مصنعا اللقاح إنه فعال بشكل جيد منفردًا، وكجرعة معززة للقاحات أخرى، إذ ازدادت الأجسام المضادة المحايدة بنسبة 18 إلى 30 ضعفًا عند إعطائه كجرعة معززة لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحي "فايزر" أو"مودرنا"، أو لقاح ناقل الفيروسات الغدي مثل لقاحَي "جونسون آند جونسون" و"أسترازينيكا".
وأكد مصنعا اللقاح أنه لم يصادفوا مشاكل تتعلق بالسلامة في التجارب.
وقال متحدث باسم الشركة إن الدور الأكثر ترجيحًا لهذا اللقاح في الأسواق الأمريكية والأوروبية، حيث تلقي العديد من الأشخاص سلسلة اللقاحات الأولية، سيكون معزّزًا.
توزيع ملايين الجرعات
ونشرت نتائج الدراسة المتميزة في المواقع الإخبارية الخاصة بالشركة. وقال المصنّعون إنّ النتائج الكاملة للتجارب ستنشر خلال هذا العام.
بلغت كلفة تطوير اللقاح قدره 2.1 مليار دولار حصلا عليها من تمويل "عملية السرعة الفائقة" (Operation Warp Speed)، وهي من الجهود البارزة لتسريع إنتاج اللقاحات الفعالة ضد "كوفيد-19" في الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى.
وتقول الشركة إنها أنتجت وأصدرت 100 مليون جرعة، وتخطط للإمداد بنحو 400 مليون جرعة إضافية.
وتأخر تطوير لقاح Vidprevtyn بعدما أظهرت نتائج الصيغة الأولية أنه لا يولد استجابة مناعية قوية لدى كبار السن، لذا أعادت الشركتان تشكيل صيغة اللقاح وشرعت بإجراء التجارب مرة أخرى.
وجاءت أحدث النتائج من تجارب المرحلة الثالثة التي بدأت في مايو/ أيار عام 2021، وعكست اختبارات العالم الحقيقي للجرعات ضد العديد من المتحورات، بينها "دلتا" و"أوميكرون"، وفقًا لمتحدث باسم شركة "سانوفي".