اكتشاف "أوميكرون" على الأسطح بعد 8 أيام.. ألهذا السبب تفوّق على باقي المتحورات بنشر العدوى؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بيّنت ظروف تجريبية أنّ متحوّر "أوميكرون" يعيش على أسطح مثل البلاستيك، والورق، والجلد ضعف مدة السلالة الأصلية التي ظهرت بووهان في الصين في الحد الأدنى، الأمر الذي قد يفسّر سرعة انتشار هذا المتحور، وفق دراستين حديثتين.
ورغم ذلك، لا داعي للذعر والمبالغة بعمليات التنظيف والتعقيم.
فرغم أنّ متحوّر أوميكرون قد يعيش لفترة أطول على الأسطح، فيرجّح أنك لا تزال أكثر عرضة للإصابة عن طريق استنشاق الفيروس بدلاً من لمس سطح ملوث، وفق لينسي مار، مهندسة البيئة وعالمة الهباء الجوي في كلية العلوم التطبيقية فرجينيا تيك (Virginia Tech).
وتوضح مار التي راجعت الدراستان ولم تشارك في البحث قائلة: "أعتقد أن الأسطح تلعب دورًا أكثر أهمية قليلاً مما كان عليه الواقع مع السلالة الأصلية، وما زلت لا أعتقد أن ذلك يعني أن الأسطح هي المهيمنة".
وأضافت: "أنا على يقين أن استنشاق الهباء الجوي ما زال النمظ الأنجع لانتقال العدوى".
وربما يساهم هذا الاستقرار المتزايد على بقاء متحوّر أوميكرون لفترة أطول في الهواء أيضًا.
وقالت: "إذا كان أوميكرون أكثر استقرارًا في الهواء، فسينقل العدوى بشكل أكبر في الهواء أيضًا".
يظهر أوميكرون ثباتًا أكبر على الأسطح.
ولا تزال الدراستان الجديدتان عبارة عن نسخ مسبقة، ما يعني أنهما نشرتا عبر الإنترنت قبل المراجعة الدقيقة من قبل زملاء مستقلين و النشر في مجلة أكاديمية.
في الدراسة الأولى، أخذ باحثون في اليابان فيروسات من جميع المتحورات الرئيسة لفيروس كورونا المثير للقلق وزرعوها داخل خلايا في المختبر.
ثم قاموا بتركيز هذه العينات وتنقيتها ثم نشرها على قطع من البلاستيك، وجلد جثث بشرية، واحتفظوا بالعينات على حرارة دافئة، بلغت نحو 25 درجة مئوية.
وبقيت سلالة ووهان الأصلية حوالي 56 ساعة على قيد الحياة على البلاستيك.
وانسحب هذا الواقع على معظم المتحوّرات الأخرى التي خضعت للاختبار، "ألفا" و"بيتا" و"دلتا" و"أوميكرون"، حيث بقيت حية لأكثر من ثلاثة أضعاف مدة السلالة الأصلية. ومن الممكن اكتشاف "أوميكرون" بعد مرور 193 ساعة، أي قرابة 8 أيام من وضعه.
أما على الجلد، فيمكن اقتفاء أثر سلالة ووهان بعد ثماني ساعات، والمتحورات الأخرى بعد مرور أكثر من ضعف هذه المدة، ولا يزال من الممكن اكتشاف أوميكرون بعد 21 ساعة.
ونشر الباحثون المشاركون في الدراسة الثانية في هونغ كونغ، عيّنات من السلالة الأصليّة لفيروس سارس-كوف-2 ومتحور أوميكرون على الفولاذ المقاوم للصدأ، والبلاستيك، والزجاج، والورق.
وتبيّن لهم أنه في الإمكان اكتشاف الفيروس الأصلي بعد يومين تقريبًا على الفولاذ المقاوم للصدأ والبلاستيك، وبعد مرور أربعة أيام تقريبًا على الزجاج، لكنّ متحوّر أوميكرون فيمكن اكتشافه بعد مرور 7 أيام تقريبًا على تلك الأسطح، واستمرّ لفترة أطول على المناديل الورقية وورق المطبعة أيضًا.
وقال ليو بون المشارك في الدراسة، وهو أستاذ الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ، لـCNN: "لا يزال أوميكرون ينتقل بشكل أساسي عن طريق الاختلاط الوثيق والهباء الجوي".
وتابع: "نريد فقط التأكيد على أنه يجب علينا أيضًا الانتباه إلى نظافة اليدين وتطهير الأسطح الملوثة".
وأشار بون إلى أنّ الأشياء التي يلمسها أشخاص عدّة بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب، والدرابزين، وأزرار المصعد، تعد أماكن جيدة لتركيز جهود التنظيف عليها.
ويلفت بون إلى أن فريقه درس سلالة أوميكرون BA.1، وأن النتائج التي توصل إليها لا تتعلق بالضرورة بالمتحور الفرعي الأحدث، BA.2.
غسل اليدين هو الحل
قد يبدو اكتشاف الفيروس بعد انقضاء سبعة أيام على السطح وقتًا طويلاً، لكن علّقت مار بالقول إنّ أوميكرون ربما لا يبقى إلى هذا القدر في العالم الحقيقي.
وقالت: "هذا لا يخيفني، لأن الظروف التجريبية التي استخدموها في هذه الدراسة مختلفة تمامًا عن ظروف الحياة الواقعية".
وفي البيئة المختبرية، نشر الباحثون كميات كبيرة نسبيًا من الفيروس في إطار ظروف نمو من خلال هواء الغرفة الدافئ. وفي الحياة الواقعية، لا تتعرض الفيروسات لهذه الظروف الميسّرة.
وأكدت مار أن أهم ما يجب استخلاصه من الدراستين هو أن أوميكرون أقوى من الفيروسات المسبّبة لكوفيد-19 التي شهدناها من قبل، مشيرة إلى أنّ "هذا لا يعني أنك بحاجة لتنظيف جميع الأسطح المحيطة بك طوال الوقت".
وأضافت أهم ما يجب التفكير فيه هو التهوئة، وتنقية الهواء، أما فيما يتعلق بالأسطح، فعليك التفكير بنظافة يديك، وقالت "إذا غسلت يديك، فإن ذلك يقطع الطريق أمام انتقال الفيروس من الأسطح إلى أنفك أو فمك".